لم نجد إلا بلطجية في ميدان التحرير .....هكذا يردد البعض ، وهذه نماذج لأهم بلطجية الميدان الذين وجدناهم نحن ، ونترك لكم حرية التعليق في كيفية التعامل معهم... بعد أن سمع والده الشيخ أحمد يتحدث في المنزل عن تعرض المتظاهرين في ميدان التحرير للضرب من الظلمة- على حد تعبيره- قرر محمد أحمد ذو الأربعة عشر عاما نزول ميدان التحرير للتضامن مع المتظاهرين والدفاع عن الميدان.. ويقول: أنا طالب في الصف الثالث الإعدادي بمدرسة أبو بكر الصديق الأزهري بالعمرانية واشتركت في ثورة 25 يناير ولكن لم أكن أتي للميدان من بعد الثورة، ولكني قررت النزول للميدان وسط هذه الأحداث، لأكون أحد المدافعين عنه، ولأعكس صورة أنه ليس كل من في الميدان بلطجية، واتفقت مع والدي على ذلك، وأقنعت والدتي بتركي في الميدان بعد أن كانت رافضة، وقلت لها " لو مت هاموت شهيد" وبالفعل اقتنعت بوجهة نظري، وحضرت اليوم بصحبة مجموعة من زملائي في المدرسة ولن نرحل إلا بعد رحيل النظام. وإلي جوار محمد وقف رجل في الثانية والستين من عمره.. وعندما اقتربنا منه رفض الإفصاح عن اسمه وقال: أنا ضابط جيش محال على المعاش، ومش مهم اسمي، ولكن المهم إني تركت منزلي في مصر الجديدة وقررت النزول إلي ميدان التحرير، لأمثل قوة عددية وأزيد من أعداد المتظاهرين لأن الشرطة عندما تجد عدد المتظاهرين قليل تقتحم الميدان، ولكن عندما تتزايد الأعداد تخشي من الاقتراب من الميدان. وأضاف قائلا: قمت بالشطب على لافتات أحد مرشحي الفلول من أعضاء الحزب الوطني أمام نادي هليوبوليس والذي يخوض الانتخابات بمنتهى البجاحة- على حد تعبيره- ولذلك أرى أن قانون العزل جاء نجدة حتى يبتعد هؤلاء الفلول عن الحياة السياسية، ولكني لن أرحل من الميدان إلا عندما تتحقق مطالب الثورة كاملة وحتى تترك الشرطة المتظاهرين في حالهم، كما أني حاولت أمس الاشتراك في الدفاع عن الميدان ولكن كتفي اتخلع من إلقاء الطوب. وعلى مقربة من المستشفي الميداني وقفت سيدة محمد- 50 سنة- ممرضة في مستشفي الجلاء- والتي أكدت لنا أنها اشتركت في الثورة من أول يوم، هي وبناتها الأربع، وأن نزولها في الوقت الحالي هو للوقوف على حقيقة الحدث بنفسها بعد أن فقدت الثقة في كل الإعلام سواء الحكومي أو الخاص. وأضافت قائلة: أن الثورة أحدثت تغيير حتى وإن كان طفيف، ولكن خلقت الرغبة في التغيير، والإصرار عليه، وحتى إن كنت لا أشعر بالأمان أنا وبناتي عندما نسير في الشارع، ولكني تأكدت أن وزارة الداخلية هم المسئولين عن ذلك، فبدلا من أن يتفرغوا للتصدي وضرب متظاهرين عزل بميدان التحرير يأتوا إلينا في إمبابة ويروا البلطجة وتجارة السلاح والمخدرات على مرأى ومسمع من الجميع. أمام شارع محمد محمود.. ووسط الغاز المسيل للدموع واندفاع الشباب.. يقف الحاج أحمد إبراهيم وجدناه يردد هتافات يقول فيها: أه يا بلد فيكي العجب.. الحاضر مالوش نايب والغايب له كل النوايب.. يا بلد فيكي العجب.. فيكي البلا بفلوس.. وفيكي التعب بفلوس.. اللي يلعب يهتموا بيه.. واللي يتعب ولا حد سائل فيه.. وربك هو اللي عالم بيه.. وأضاف قائلا: جئت للميدان اليوم من بعد العصر بعد أن شاهدت المتظاهرين يتعرضوا للضرب في الميدان، فجئت أشد من أزرهم وأقول لهم تكاتفوا واعتصموا بحبل الله جمعيا، لأن هؤلاء الشباب على حق ولذلك ربنا سوف ينصرهم.