درست لغه الإنجليزية في كلية الآداب وتخصصت في تدريسها نتيجة تفوقها بالجامعة ، لكن شهيرة مبارك غير كل بنات جيلها وعندما فكرت في هواية اختارت الأصعب والأخطر .. فهى لا تعشق مجرد قيادة السيارات أو حتى سباقات السرعة العادية ، لكنها خبيرة في سباقات رالي الصحراء وتعرف جيداً أن " الغطلة بموتة " على حد قولها . بدأت حكاية شهيرة مع سباق السيارات من 3 سنوات عندما لاحظت أهتمام شقيقها أدهم بهذه الرياضة ، وبدأت تشعر بأنها لعبة مميزة جداً وتمنت أن تمارسها ، تقول شهيرة " أنا حصلت علي المركز الأول على مستوى السيدات في بطولة رالي تحدى الصحراء ، وفكرة قيادة السيارات متعه في حد ذاتها فما بالك بسباق سيارات في الرمال ، هي متعة لا يشعر بها إلا من جربها ، والفكرة راودتني عندما شاهدت شقيقي .. في الأول ذهبت معه أكثر من مرة التمرين وجربت قيادة سيارة السباق أكثر من مرة ، طبعا أهلي اعترضوا في البداية بشكل كبير وخاصة أخي إلا إنني استطعت إقناعهم في نهاية الأمر بأن أمارس هذه الرياضة كهاوية وبأنني لن أشارك في أي سباقات ، وبالفعل بدأت مع الرالي في أمور بسيطة وكنت عضواً في فريق فراعنة الصحراء وكل دوري كان إدارياً وتوفير متطلبات الفريق من الاحتياجات الميكانيكية .. وكنت أقود سيارة السباق من وقت للاخر إلي أن شجعني كابتن الفريق أدهم مصطفي منذ شهر ونصف بالضبط في أن أشارك رسمياً " . وتكمل شهيرة حكايتها قائلة " الفكرة كانت صعبة لان الوقت كان ضيقاً جدا .. فهل من المعقول أن أستطيع ان أشارك في سباق تحدي الصحراء مع محترفين مصريين وأجانب بعد شهر ونصف ، لكنني قررت ألا استمر فى دور " الكومبارس " في اللعبة وبالفعل خضت التجربة وواجهتني مشاكل عديدة أولها كان اقناع أهلي لأنهم كانوا يخشون أن اصيب بمكروه لا قدر الله ، خاصة وأن نسبة وقوع الحوادث في الرالي كبيرة جداً ، كما واجهتني مشكلة أخري وهي أن الاشتراك في المسابقة يحتاج لسيارة سباق وهي مكلفة جدا ، فقررت أن اقلب سيارتي الملاكي لسيارة سباق وقمنا بالكثير من التعديلات فيها لتصلح للراليات ، وكنت أتمرن يومياً طيلة هذا الفترة وكانت مجازفة كبيرة لأنه من المفترض أن أتدرب علي الأقل 6 شهور ، وعموماً أهم ما في هذه اللعبة هو الملاح .. وهذا الدور يقوم به شخص يجلس مع قائد السيارة يكون بالنسبة له دليلاً في الطريق ويحسب له السرعة يشير له علي النقاط التي لابد ان يمر بها ، كما يشرح له أمور كثيرة خاصه بإنقاذ السيارة في حالة إن عجله تطير مثلاً ، وأنا لم يكن لدي ملاح واخترت شادي أمين الذي لم أكن أعرفه من قبل ليكون ملاحاً معي ، والحمد لله نجحنا أن نحقق إنجازات كبيرة في السباق الذي ضم 13 متسابقاً مصرياً وأجنبياً ، و المسابقه التي حملت اسم رالي تحدي الصحراء كانت عبارة عن مرحلتين .. الأولى من الواحات البحرية لمسافة 130 كم و المرحلة الثانية كانت في اليوم التالي وهي سباق لمسافة 80 كم فى الصحراء أي أن الرالي باجمالى مسافة حوالى 210 كم على مدار يومين ، وقد حصلت علي المركز الثالث بطولات غير معدلة .. وهي جوائز تعطي للمتسابقين الذين يستطيعون الوصول لنهائيات المسابقة بدون أي خدش في سياراتهم وهي مسأله صعبة لأننا نقود لخمس أو ست ساعات في الصحراء بين كثبان رملية مرتفعة وبسرعات عالية جداً .. كما حصلت علي الترتيب التاسع بين ال13 فريقاً وهو ترتيب ليس قوياً لكننا حققنا إنجازاً كبيراً عندما حصلت علي كأس بطوله السيدات لأول مرة في تاريخ سباقات السيارات في مصر وهذا شرف كبير لي لأنني استطعت أن أكون نقطه البداية لرالي البنات في مصر ، وسأكرر التجربة لأنني شعرت بمتعة كبيرة وبأنني اخترقت حاجز الخوف بيني وبين السيارة ، وفخورة بما قمت به وأتمني أن أستطيع أن أحقق إنجازات كبيرة في المستقبل بإذن الله " .