مائة علامة استفهام توضع أمام اسم الدكتور سعد الدين إبراهيم ، فتاريخه يشبه لوحة الموزاييك التي تتكون من قطع تبدو غريبة لكنها تشكل لوحة متكاملة في النهاية . تصوير : محمود شعبان فهو يصنف كناشط حقوقي مستقل بينما لاحقته علي مدي سنوات طويلة اتهامات بتلقي تمويل غير قانوني من الخارج من خلال مركزه البحثي ' ابن خلدون ' وبتشويه صورة مصر ومرة يتهم بالتجسس ورغم براءته إلا أن الدفاع الأمريكي الشديد عنه اثار تساؤلات أكثر حول علاقته بها .. أيضا في أوقات كان يقترب من عائلة الرئيس السابق مبارك .. وأوقات أخري كان يهاجمهم بعنف فعلاقته بسوزان مبارك كانت شديدة الغموض .. فهي التي عرفته علي مبارك حينما كان استاذها بالجامعة الامريكية ودافعت عنه كثيرا رغم هجومه علي مبارك .. ثم انقلبت عليه بعدما هاجم التوريث وحاربته بعدما عمل مع زوجة أمير قطر الشيخة موزة إلا أنه عاد بعد ثورة 25 يناير ليمارس عمله الأكاديمي والبحثي والسياسي حيث يحظي باهتمام كبير من المثقفين والسياسيين في مصر ... كيف تري المشهد حاليا في مصر كاستاذ لعلم الاجتماع السياسي خاصة مع فرض التيار الديني نفسه علي الساحة السياسية؟ ! ما حدث في مصر إنجاز حقيقي وثورة بمعني الكلمة استطاع المصريون أن يسقطوا النظام بل محاكمة رئيسهم لأول مرة في التاريخ .. لكن ما يقلقني السلفيون وبشكل أشمل التيار الديني الذي لابد أن نعترف أن هدفهم جميعا هو أقامة الدولة الدينية وبصراحة أكثر ما أخافني هو التصرفات و التصريحات الغريبة لهم وسبب الازمة الحقيقي هو شعبيتهم في الشارع بين البسطاء .. ولو لم يقف التيار الليبرالي أمامهم سيصلون للحكم . وماذا عن سباق الترشح لرئاسة الجمهورية؟ { لم اصل الي قرار في هذا الشأن ولكنني سأعطي صوتي لهشام البسطاويسي لأنه افضل المرشحين حتي الآن . كيف تري العلاقات المصرية الامريكية بعد ثورة يناير .. وهل حقيقي أن امريكا لعبت دورا في تنحي مبارك؟ الجيش هو الذي أجبر مبارك علي التنحي ولم تلعب أمريكا أي دور في الثورة المصرية , وأري ان هناك اتزانا في العلاقات المصرية - الامريكية وخطاب اوباما الاخير أكد ذلك وفكرة دعم امريكا لمصر ب 2 مليار دولار تؤكد هذا الكلام و أتمني أن تسير العلاقات المصرية مع الولاياتالمتحدة كما كانت عليه واري أنه علينا الا نضع أمريكا في مصاف الأعداء والدليل أن ميدان التحرير لم يكن به أي شعارات معادية لأمريكا .. فما دامت الولاياتالمتحدة تقوم بدعم العملية الديمقراطية فلماذا المعاداة ! واري أن لامريكا كل الحق في الخوف من الاخوان المسلمين لسبب بسيط وهو علاقات الجماعة مع حزب الله وإيران . وهل الدعم الأمريكي لمصرسيكون بلا شروط؟ امريكا لا تعطي مصر هذه المليارات لوجه الله .. وبالتأكيد سيكون مشروطا بالحفاظ علي معاهدة السلام بيننا وبين اسرائيل هذا غير مطلبها بالحفاظ علي حقوق الاقليات والحريات وهي مطالب لا اعتقد انها من الممكن ان ترفض لانها مطالب لنا نحن المصريين في الداخل . علاقتك بمبارك وسوزان كانت غامضة بعض الشيء .. كنت قريبا منهم ثم فجأة انقلبوا عليك ثم منعك مبارك من دخول مصر ثم قمت بتأييد ترشيح جمال مبارك للرئاسة رغم كل ما فعلوه معك ما تفسيرك؟ علاقتي بمبارك دارت علي محورين الاول عن طريق الرئاسة وكان ذلك بحكم استشارة الرئيس السادات لي في اكثر من قضية فهو كان يراني في قصر الرئاسة والمحور الثاني كان عن طريق سوزان ثابت زوجته التي كانت طالبة عندي في الجامعة الامريكية في منتصف السبعينيات والتي لم اعرف انها زوجة نائب رئيس الجمهورية الا بالصدفة في اثناء إحدي المحاضرات حينما كنت اهاجم السادات لكونه قام بتزويج احدي بناته في سن صغيرة بينما هو نفسه كان يحارب هذه القضية فاعترضت هي قائلة لا تهاجم رئيس الجمهورية من فضلك وتركت المحاضرة وعرفت من اصدقائها بعد ذلك انها اعترضت لشعورها بالحرج لان زوجها هو نائب الرئيس الذي أهاجمه , وسوزان كانت تحكي لمبارك عن محاضراتي وطلب مقابلتي لأول مرة وكانت هي من ابلغتني الرسالة وقابلتني به لاول مره في حفل تخرجها لقاءاتي معه زادت بعد معاهدة السلام .. فالسادات كان يتعرض للهجوم بسبب هذه الاتفاقية خاصه من قبل المثقفين العرب و السادات كان يريد مني قبل وفاته بشهر أن أجهز لمؤتمر للمثقفين العرب حتي يحاورهم وقال لي إما أن أقنعهم بالسلام أو يقنعوني هم , وفي هذا الوقت التقيت مبارك وجيهان السادات كثيرا وبالفعل حاولت ان اجهز لهذا المؤتمر الذي كان السادات مهتما به لكن بعد اعتقالات سبتمبر رفض المثقفون العرب اللقاء مع السادات وفشل المؤتمر .. وبعد قتل السادات وفي اول لقاء بعد ان اصبح مبارك رئيسا للجمهورية سألني عما دار بيني وبين السادات وقتما كان هو نائبا له وهو ايضا انشغل بقضية اتفاقية السلام وكيف يحترمها الجميع من سياسيين ومثقفين وقدمت أكثر من اقتراح حتي يتعامل مع هذه الملفات وبصراحة نفذ بعضها ولكن علاقتي بمبارك كانت محدودة فتقابلنا مرات قليلة ولعل مهاجمتي لسياسته السبب الذي منعني من ان اقترب منه . ( تابع بقية الحوار على صفحات عدد يوليو من مجلة الشباب )