فى الذكرى الأولى لفض اعتصام رابعة بدأت الكواليس تتضح والحقائق تتكشف من بعيد، ورغم معاندة الإخوان واتخاذهم من الحادث ذريعة لتشويه الدولة المصرية بالمشاهد المأساوية التى صاحبت عمليات الفض .. إلا أن الحقيقة المرة تكشف أيضا أن قيادات الجماعة تاجرت بدماء المئات من القتلى والشهداء المغرر بهم .. تكشف الحقائق أن الجماعة كانت على علم بموعد الفض قبله بعدة ساعات، وتفيد بعض المعلومات من شهود العيان أن المرشد محمد بديع عقد اجتماعا مع مجلس شورى الجماعة فى شقة مفروشة بمدينة نصر وهى الشقة التى تم القبض عليه فيها وفى هذا الاجتماع الذى تم يوم 13 أغسطس وافقت القيادات الإخوانية على مقاومة الأمن والتصدى له بالقوة مهما كان الثمن .. وفى ليلة الفض قامت عناصر إخوانية بتوجيه أطباء المستشفى الميدانى ومطالبتهم بتوثيق بيانات الضحايا .. وفى صبيحة يوم الفض قام قيادات الإخوان بايقاظ المعتصمين لمواجهة الأمن .. ولأنهم دافعوا عن الاعتصام بشراسة وبعضهم لجأ لاستخدام السلاح فقد كان عدد الضحايا من الأمن أكثر مما كان متوقعا. لكن فى المقابل وفى ظل الموجة العنترية التى يتبعها الإخوان فى الدعاية لذكرى الأربعاء الأسود فى تاريخهم .. فإن اللواء هانى عبد اللطيف المتحدث باسم وزارة الداخلية كشف عن كواليس فض رابعة فى بيان أصدره ردا على حملة الجماعة الإرهابية .. قال اللواء هانى عبد اللطيف أن وزير الداخلية أصر على المبيت بمكتبه في ليلة فض الاعتصامين لمتابعة عملية الفض لحظة بلحظة، بينما انطلق مساعدوه إلى مواقعهم لمراجعة الخطة بشكل نهائي مع ضباطهم، وفى الساعة الخامسة فجرا تحركت القوات من معسكراتها باتجاه ميداني رابعة العدوية والنهضة؛ ووصلت القوات في حوالى الساعة السادسة والنصف صباحا، ثم فرضت كردونا أمنيا حول محيط الاعتصامين وقامت الجرافات التي رافقتها بإزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون بمحيط الاعتصامين، ودعوة المعتصمين عبر مكبرات الصوت للخروج عبر الممرات الآمنة، وهو ما استجاب له البعض، ونقلته القنوات الفضائية على الهواء مباشرة. ثم بدأت قوات الأمن في حوالى الساعة الثامنة صباحا بمداهمة ميدان النهضة من خلال إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المعتصمين، في الوقت الذي تقدمت فيه مجموعات أخرى لإزالة الخيام واللافتات المؤيدة للرئيس المعزول؛ وتم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام، ولم تستغرق عملية فض الاعتصام في البداية سوى ساعتين تقريبا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة القاهرة. ولم تمر سوى ساعة واحدة من بداية دعوة المعتصمين للخروج عبر الممرات الآمنة حتى بدأ عناصر جماعة الإخوان في ممارساتهم الإرهابية من خلال اعتلاء الحواجز الرملية، التي تم وضعها على مداخل اعتصام رابعة العدوية، وإطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن، التي كانت متمركزة في بداية شارع النصر مع تقاطعه مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة، وتلاه بدقائق 3 آخرون من زملائه، وبدأت معركة شرسة بين قوات الأمن والمعتصمين المسلحين على أطراف الميدان استغرقت أكثر من سبع ساعات، في الوقت الذي قام فيه عناصر جماعة الإخوان بالهجوم والاعتداء على المنشآت والمواقع الشرطية والكنائس في حوالى 14 محافظة، ما أدى إلى إصدار قرار بإيقاف حركة القطارات في جميع المحافظات وإعلان حظر التجول وحول خسائر فض الاعتصامين فقد بلغت حصيلة شهداء الشرطة في اليوم الأول من أحداث فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة 62 شهيدا شملوا 24 ضابطا، و38 فرد ومجند شرطة بثماني محافظات، ضحوا بحياتهم لحماية إرادة الشعب المصرى الذي خرج بالملايين في ثورة 30 يونيو وهاجم أعضاء الإخوان أكثر من 180 منشأة شرطية و22 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة تسببت في قتل 114 شهيدا وأشاعوا الفوضى في البلاد.