معتصمو «رابعة والنهضة» أطلقوا الرصاص على الشرطة من كافة الاتجاهات المعارك استمرت 7 ساعات واستشهد فيها 114 شرطيا والإخوان أحرقوا 180 منشأة شرطية القوات تحركت في الخامسة فجرا من المعسكرات ووصلت الاعتصامين في السادسة والنصف فوجئنا بإطلاق النار بعد خروج عدد من المتظاهرين من الممرات الآمنة "اعتصاما رابعة العدوية والنهضة كانا جريمة ترتكب وسط العاصمة، وتستوجب التعامل الأمني معها".. هكذا بدأ اللواء هاني عبد اللطيف المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية، حديثه الذي كشف فيه عديد من الأسرار والتفاصيل حول ليلة فض الاعتصامين. المتحدث باسم الداخلية، أكد أن الحكومة حاولت في هذا الوقت فض الاعتصامين المسلحين عبر التفاوض، بهدف حماية المواطنين، المغرر بهم من قبل جماعة الإخوان باسم الدين، إلا أن كافة المحاولات باءت بالفشل، مشيرا إلى أن فض الاعتصامين بأقل خسائر، كان وقتها بمثابة الشغل الشاغل لوزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم. وقال اللواء «عبد اللطيف» إن معركتهم ضد الإرهاب في ذلك اليوم أسفرت عن استشهاد 114 من رجال الشرطة، مضيفا أن عملية فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة تمت على عدة مراحل، حيث تم استخدام الأسلوب السلمي مع المعتصمين، وذلك عبر إطلاق الحكومة ووزارة الداخلية، عدة مناشدات لإقناعهم بفض اعتصامهم بشكل سلمي، إلا أن قيادات جماعة الإخوان كان يقابلونها بمزيد من الشحن والادعاءات بقرب الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، والتلويح بأن معركتهم مع الجيش والشرطة لنصرة الشرعية، والدين الإسلامي. واستكمل قائلا: إن المرحلة الثانية، تمثلت في تكليف صادر من وزير الداخلية بفض الاعتصامين، مشيرا إلى أن الوزير عقد عدة اجتماعات مع مساعديه لوضع خطة الفض، وحرص خلال وضعها على تطبيق منهج أمني احترافي، يمّكن رجال الشرطة من فض الاعتصام بأقل الخسائر البشرية، خاصة بعدما أكدت التحريات وجود أسلحة وذخيرة داخل الاعتصامين، واعتزام قيادات الإخوان الاحتماء بالنساء والأطفال والدفع بهم في الصفوف الأولى لمواجهة قوات الشرطة حتى يتمكنوا من الهروب. ونتيجة إصرار الجماعة على الاعتصام تم اللجوء للمرحلة الثالثة، حيث تم توجيه إنذار آخير للمعتصمين قبل الفض، وعقد اللواء إبراهيم، عدة اجتماعات مع منظمات حقوق الإنسان لاستعراض الأوضاع الأمنية المتردية بمحيط الاعتصامين، فأكدت جميعها ضرورة فض الاعتصامين، حفاظا على أرواح المواطنين. واستكمل «عبد اللطيف» قائلا: "جاءت المرحلة الرابعة، حيث تحرك القوات لتنفيذ الخطة، حرص وزير الداخلية على المبيت بمكتبه في ليلة فض الاعتصامين لمتابعة العملية لحظة بلحظة، بينما انطلق مساعدوه إلى مواقعهم لمراجعة الخطة بشكل نهائي مع ضباطهم، وفى الساعة الخامسة فجرا تحركت القوات من معسكراتها باتجاه ميداني رابعة العدوية والنهضة؛ ووصلت القوات في حوالى الساعة السادسة والنصف صباحا، ثم فرضت كردونا أمنيا حول محيط الاعتصامين وقامت الجرافات التي رافقتها بإزالة الحواجز التي وضعها المعتصمون بمحيط الاعتصامين، ودعوة المعتصمين عبر مكبرات الصوت للخروج عبر الممرات الآمنة، وهو ما استجاب له البعض، ونقلته القنوات الفضائية على الهواء مباشرة. وأوضح أنه تم خلال المرحلة الخامسة مداهمة ميدان النهضة، وتم العثور على كمية من الأسلحة والذخائر داخل نعوش بمحيط الاعتصام، ولم تستغرق عملية فض الاعتصام في البداية سوى ساعتين تقريبا، قبل أن تفاجأ القوات بوابل من الأعيرة النارية من داخل حديقة الأورمان، وكذلك مبنى كلية هندسة القاهرة. ولم تمر ساعة واحدة على فض ميدان النهضة حتى بدأت عناصر جماعة الإخوان بميدان رابعة، في إطلاق النيران بكثافة على قوات الأمن، بشارع النصر مع شارع عباس العقاد، وكذلك بشارع أنور المفتي خلف مسجد رابعة العدوية، حتى سقط أول شهيد من رجال العمليات الخاصة فى السابعة إلا الربع صباحا، وتلاه بدقائق 3 آخرون من زملائه، وبدأت معركة شرسة، استغرقت أكثر من سبع ساعات، وبلغت حصيلة شهداء الشرطة 114 شهيدا فيما تم إحراق أكثر من 180 منشأة شرطية و22 كنيسة و55 محكمة ومنشأة عامة بالمحافظات.