لا صوت يعلو منذ فترة على الساحة الغنائية على صوت الجوائز العالمية التي يحصدها بعض الكبار بفنهم وبعض الكبار في علاقتهم.. لكن تظل في النهاية طريقة تعامل النجوم هي ما يسترعى الانتباه.. محمد منير - واعتقد دائما أن اسمه هكذا اكبر من أي لقب مع تسليمي التام بأنه ملك متوج على قلوب الملايين من جماهيره - فاز بالجوائز الأقوى والأكثر قيمة وتأثيرا على الغناء المصري فقد فاز بالاسطوانة البلاتينية من شركة (يونيفرسال العالمية) بألمانيا عن أغنية (ليلى) التي قررت الشركة تصويرها فيديو كليب بعد تحقيقها لأعلى المبيعات في أوروبا.. وهى الجائزة التي لم يسبقه للفوز بها إلا السيدة أم كلثوم والموسيقار عبد الوهاب وهى بلا شك الشهادة المعتمدة والموثقة دوليا على أن منير هو المطرب العالمي المصري الوحيد الآن لان كل الجوائز التي سبقت هذه الجائزة على مدار العشرة أعوام الماضية جوائز نالها أصحابها عن أرقام مبيعات الألبومات داخل الوطن العربي (الميوزيك أورد) أو على درجة الشعبية داخل نفس المنطقة العربية حتى ولو حملت الجوائز أسماء افريقية!! .. منير لم يكن هذا إنجازه الوحيد خلال الأيام الماضية حيث اختارت إذاعة البى بي سي أغنيته (الليلة يا سمره) كواحدة من أفضل 50 أغنية في تاريخ الغناء.. منير يحقق أعجازا موسيقيا نادر الحدوث له ولنا جميعا أن نفخر ونحتفل به بصورة لائقة.. لكن ما هي الصورة التي أختارها منير للاحتفال؟؟ الصمت والانكفاء على البحث عن أعمال جديدة دون أدنى تعليق حيث لم يصدر عنه حتى الآن تصريح واحد .. لماذا ؟؟ لان كل من يعرفونه عن قرب يدركون أن جائزته الحقيقية في الحياة هي المزيد من الأعمال والنجاحات والانصهار وسط جمهوره على المسرح .. بالتأكيد تسعده الجوائز لاسيما إنها حقيقية وآتية من أناس لا يعرفون المجاملة أو بيع الجوائز لكن ما يسعده أكثر أن يحقق إنجازا يفوق ما حصده ويعثر على أعمال يحافظ بها على هذه الحالة من التوهج الفني والجماهيري على مستوى العالم. أيضا عمرو دياب صوت البهجة والسعادة في وجدان المصريين خلال العشرين عاما الأخيرة فاز بجائزتين من جوائز (أفريقا ميوزيك أورد) كأحسن صوت رجالي في القارة و أفضل مطرب في الشمال الأفريقي وهما الجائزتين اللتين لم يكونا الأوائل من نوعيهما بالنسبة له حيث نال العام الماضي أربع جوائز من نفس المؤسسة كأحسن مطرب أفريقي في 2009 وأحسن صوت رجالي وصاحب أحسن أغنية (وياه) وأحسن فيديو كليب عن نفس الأغنية.. وكعادة عمرو منذ فترة طويلة _ يحتفل في هدوء بلا ضجة مفتعلة لان كبريائه الاعلامى وطلته العزيزة كانت ومازالت واحدة من أسرار امتداد تاريخ نجوميته وتربعه على قمة الغناء لمدة قاربت الربع قرن وهذا أمر يجعله أسطورة موسيقية نادرة التكرار لان الجميع سواء من بدأ معه وقبله أو بعده عانوا من كبوات ولحظات أخفاق إلا هو لأن جمهوره الرهيب يسانده دائما ويحجز له مقعده على القمة .. عمرو الذي كان ومازال هوس موسيقى وانسانى يصيب الكثير من الشباب فنجدهم يقلدوه في طريقة قص شعره وملابسه وضخامة عضلاته لم يكن ليهتز طربا في أى يوم بصورة عنيفة لاى جائزة رغم اعتزازه بكل جوائزه ولم يكن ليدخل في مضمار لهاث اعلامى يحاول البعض دفعه إليه أملا في حلم التنافس معه والمقارنة به وهو أمر مستحيل لان عمرو ومنير كل في لونه خارج المنافسة..صمت عمرو كمنير وكأن الصمت أصبح سلاحيهما أمام سيل التزييف الاعلانى-وليس الاعلامى- لحقيقة الجوائز وقيمتها .. صمتا لان السكوت من ذهب رغم أن عشاق الفضة على الساحة كثيرون مما جعل الأمور تختلط على البعض. أما تامر حسنى أخر حاصدي الجوائز والذي يعتقد أن شعر صدره كتب عنه أكثر مما كتب عن مطربين كثيرين _ وفقا لواحد من تصريحاته وما أكثرها _ فاز بجائزة فنان العام في أفريقيا هذا العام من نفس المؤسسة التي نال منها دياب جائزتيه.... وهى جائزة لابد أن تسعد أي صوت شاب يريد أن يثبت مكانته على الساحة وبالتأكيد تشرف البلد الذي ينتمي له إنما للسعادة حدود .. لكن تامر تجاوزها إما بسلامة نيه واندفاع شباب لا يليق باسمه وحجم نجوميته وجماهيريته أو عن عمد وهذا تهور اعلامى سيدفع ثمنه كثيرا وسريعا بعد أن تهدأ شبورة حواراته ومقابلاته التليفزيونية وجولاته في الكثير من الصحف والمجلات وتصريحاته التي كان اكثرهها استفزازا انه ترك منزله هربا من المعجبين والمعجبات الذين يحيطوا به وهو أمر مهين لجمهوره قبله إذ كيف يهرب ممن صنعوا نجوميته بدلا من الاحتفال معهم وأين هو الشباب الذي يملك من الفراغ والضياع ما يجعله يترك حاله ليحيط ببيت أحد نجومه وما المناسبة الجائزة التي نلنا أربعة منها العام الماضي – أقصد كمصر - ولم نسمع هذا الزئير الاحتفالي . وما أخشاه أن يخرج من يكذب هذا التصريح مثلما كذبوا نكتة حصوله على 80 مليون جنيه كأجر عن مسلسله القادم .. تامر حسنى موهبة تستحق الاعتناء بنفسها أكثر من ذلك ويستحق فريق عمل أكثر احترافية يخرجه من دائرة الدعاية لصوته بالبنات التي كانت تقبله على المسرح ثم المعجبين الذين يحيطون بمنزله حتى يتفرغ لعمله وهو الدرس الذي عليه أن يتعلمه مبكرا من عمرو ومنير وحتى من محمد حماقى المرشح للمرة الثانية في تاريخه الفني الذي لا يتجاوز ستة أعوام لواحدة من جوائز جرامي وهى الجوائز الموسيقية الأهم على مستوى العالم.. التعامل مع الجوائز فن يجيده الكبار وفخ يتورط فيه البعض لكن على محبي الموسيقى الاحتفاء ببصمة مصرية ملموسة على الساحة الدولية تذكرنا من وقت لآخر بأنه مازال لدينا شيء اسمه الغناء . الهام رحيم