أهالي نزلة السمان : نحن في إنتظار ( سائح ) !!

نزلة السمان منطقة لها أهمية خاصة سياحيا وتاريخيا لوجود منطقة الأهرامات بها ، وحاليا تعكف هيئة التخطيط العمراني بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية "الهابيتات" علي إدخال تعديلات علي المنطقة بالحرم الأثري (هضبة أهرامات الجيزة ) لمتحف كبير مفتوح في إطار رؤية الدولة المستقبلية للقاهرة الكبرى.
وللوقوف علي الوضع الحالي بالمنطقة وأحوال العاملين بها والمسترزقين من قطاع السياحة والآثار ، قمنا بجولة داخل الحرم الأثري وسؤال بعض الخيالة والجماله بالمنطقة الأثرية .
خالد خطاب خيال عمره 40 عام ويعمل خيال منذ نشأته ويقول الخيالة مهنة وراثية نكتسبها أبا عن جد ويقول الوضع الأن مؤسف جدا فنحن في إنتظار (سائح) وكان حالنا قبل الثورة لا يقارن بحالنا الأن فالسائح زمان كان يأتي ويدفع الأن لا يأتي ولا يدفع ونتمني عودة السياحة كما كانت حتي نأكل عيش ،
ويضيف بعد الثورة الحال كان الحال (هرجلة) ودخلت الباعه الجائلين بالمنطقة بشكل غير منظم ، وبالنسبة لخيالة الهرم دخل علينا غرباء من مناطق مجاورة كالفيوم وبنى سويف وابو صير والزاوية وهؤلاء غير مؤهلين للتعامل مع السائح الأجنبي بشكل لائق وقد يتسببوا في مضايقة السائح ففي وقت من الأوقات كانو يقومون بالهجوم على السيارات وسيارات التاكسي بشارع الهرم من أجل اصطحاب السياح عنوة للمنطقة وابتزازهم ماليا حتي لا يتمكن خيال آخر من إصطحاب هذا السائح (مصدر المال).
.
.
.
.
ويكمل عم خالد الأن نحاول تقننين أوضاعنا مع محافظة الجيزة فعدد العاملين من خيالة وجمالة وسائقي كاريتات وبائعي تحف ومشغولات وحلي فرعونية حوالي 3000 عامل فمنذ شهرين طلبوا منا تقديم أوراقنا لعمل تراخيص مزاولة للمهنة داخل منطقة الأهرامات وعمل كارنيهات لكل فرد بصورته ومسمي وظيفته حتي نتمكن من ممارسة عملنا والتعامل مع السائح وشرطة السياحة من خلال وضع قانوني .
نظرا لقيام وزارة الداخلية بالفحص الجنائي والتحري على المتقدمين ، أملا فى سرعة الانتهاء من تلك التصاريح
عم عبدالله "بقالنا ثلاث سنوات شغالين على الزبائن المصرية " 3000 الاف عامل و1300 حصان ينتظرون السائحين الأجانب الآثار : ننفذ مشروع عاجل برصف الطرق ووضع علامات استرشادية لسهولة جولة السائح
الأن
أما خالد على 16 عام ويعمل خيال أيضا بالأهرامات يقول أعمل خيال منذ 10 سنوات ولا أعرف مهنة غيرها ويقول منذ عام كانت السياحة أفضل مما هي عليه الأن فبرغم عزوف السياح الأجانب عن زيارة الأهرامات للظروف الأمنية بالبلد إلا أن العام الماضي كان أفضل مما نحن عليه الأن وكان السائح العربي الخليجي هو رقم واحد العام الماضي أما الأن فحتي السائح العربي غير موجود والزائرين مصريين فقط ونظرا لأن هذه المهنه هي رزقنا الوحيد وطبعا ثمن الرحلات بالحصان إنخفض للنصف فالرحلة المتوسطة للسائح داخل منطقة الأهرامات قبل الثورة تكلفتها في المتوسط 20 دولار أما الأن فلا يوجد سوي قليل جدا من السائحين اليابانيين والروس والصينيين ولا يوجد عرب ونحن في شهر يونيو ذروة الموسم السياحي .
ويضيف الخيل تحتاج مصاريف فالحصان الواحد يكلفنا يوميا حوالي 40 جنيه وكان فى أزمة في حصول اصحاب الخيول على " العلف " التى تقدر أعدادهم ب 1500 حصان ، حتى أنقذتنا أحدى المنظمات الدولية بتوزيعها على الخياله بالمنطقة أبان ثورة يناير ، ولكن منذ 6 أشهر لا يأتى أحد لنا " بالأعلاف ووقت الانتخابات يقوم بعض مرشحي الدائرة بتوفير بعض الكميات من الاعلاف ولكننا الأن نعتمد على أنفسنا فى توفير طعام الحصان والجمال ، فالحصان ياكل 5 كجم من " الذرة " يوميا والكيلو ب 3 جنية بالإضافة للبرسيم الذي يتناولة صباحا
عم عبدالله أحد جمالة نزلة السمان يتجاوز عمره 50 عاما ، يقول أخرج من منزلي فى السابعة صباحا إستعدادا لبدء اليوم في منطقة الأهرامات السياحية من 8 صباحا ل4 عصرا ، وأقوم بتجهيز الجمل فى إنتظار " زبون واحد " على حد تعبيره بعدما كان السائحين هم المنتظرون لركوب الجمال الأن (شغالين على الزبائن المصرية ) ، ويشكو من المرشدين السائحين متهمهم بسحب السائح وتكليف اشخاص بعينهم يعرفونهم بإصطحاب السائح في رحلات علي الجمال حتى يتقاسموا غنيمه السائح .
وبسؤله كيف كانت ظروفهم المعيشية فى فترة 3 سنوات ثورة فى ظل غياب السياح بالمنطقة وحتى الأن قال " كل واحد فينا مربي فى بيته فراخ وطيور ، وبنمشي حالنا باللي ربنا رازقنا بيه وأتمني ربنا يهدى الدنيا والسياحة ترجع تانى زى زمان ونشتغل والناس تشتغل وكفاية بقى لغاية كده .
احمد سليمان بائع انتيكات داخل المنطقة يقول اتخذت الحكومة عدة قرارت لتنظيم العمل داخل منطقة الأهرامات ونزلة السمان المصرية بعد زيارة المهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة للمنطقة هنا منذ حوالي شهر ونصف ، حيث تم إنشاء طريق(ممر تجاري ) خاص وأمر بنقل لباعة الجائلين وبائعي التحف والمشغولات والتماثيل الفرعونية الصغيرة إليه تسويق بضاعاتهم ، إزالة أي إشغالات في ساحة ابو الهول التى اتخذها بائعي الذرة المشوي والمشروبات سوقا لهم من مما تسبب في تشويه جمال المنطقة الأثرية .
ويضيف تسلمنا كبائعين حوالي 170 طرابيزه واحدة لكل بائع باسمه البائع ورقمه ، ورغم أن شكلها موحد ومناسب للشكل العام إلا أنه يسهل فتحها وسرقة بضائعنا من داخلها وأي بائع هنا صاحب طرابيزه رأس ماله حوالي 5000 جنيه ولا يستطيع تدبير هذا المبلغ مره أخري .
وإتخذت وزارة الآثار خطة عاجلة بدءا من شهر يونيو الحالي وستستمر لمدة شهرين لتطوير ولتنظيم المنطقة لجذب السائحين
هذا ما أوضحه محمد شيحه مدير عام منطقة آثار الاهرمات ، مؤكدا ان وزارة الآثار تبذل جهدا كبير في سبيل إعادة السياحة بشكل مكثف داخل منطقة الهرم موضحا أن الخطة العاجلة الحالية تخضع لإشراف كلا من وزارة الآثار وهيئة تأمين السياحة والهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة ومحافظة القاهرة ، بتمهيد بعض الطرق بالأسفلت لتسهيل جولة السائحين بالسيارات داخل المنطقة ، وبناء اسوار جديدة ووضع علامات إسترشاديه معلوماتيه لأسعار ركوب الدواب.
وأشار لإنتهاء الخطة العاجلة بنهاية شهر اغسطس المقبل ، لافتا الى قيام وزارة الآثار بالتعاون مع وزارة السياحة بتدشين مشروع قومى كبير لتطوير منطقة الأهرامات من بداية طريق الفيوم ، حيث سيربط الأهرامات بالمتحف المصرى الكبير .