فى تجربة موسيقية جديدة وغريبة .. قام الموسيقار الدكتور فتحى سلامة بتقديم حفل إيقاعى أحياه عدد من الحرفيين و النجارين و الحلاقين و الحدادين و بائعى العرقسوس . وفي تصريح خاص لبوابة الشباب يقول د. فتحي سلامة " فى رأيى هذه الفئات أصلا مهمشة ، فنحن لا ننظر لهم بشكا لائق رغم انهم يقدمون خدمات كثيرة للمجتمع خاصة طبقة العمال و الحرفيين ، وأيضا وجدت أنهم عندما يعملون تصدر منهم إيقاعات صوتية مختلفة لأن لهم ادوات يستعملونها ، وكل أداة لها صوت مختلف و إيقاع أكثر من كونه موسيقى ونغمات ، و رغم كونه إيقاعاً غير مدروس وغير منظم لكنه في النهاية ومع الاعتياد علي سماعه يعتبر إيقاعاً " . و يضيف : حاولت فى تجربتى توظيف الإيقاعات و تعليم هؤلاء الناس عن طريق ورشة عمل ، واخترت هذه المجموعة التى قدمت العرض الفنى بعد أن نزلنا للشوارع المجاورة لجمعية الجيزويت الثقافية خاصة الشوارع الخلفية فى الضاهر و الفجالة ، وحاولنا إقناع الناس بفكرتنا رغم ان ذلك كان صعبا وهناك من وافق وهناك من رفض ان يشارك معنا .. وخلال 3 أيام جاء الذين وافقوا و كانوا يتدربون يومياً من 4 -5 ساعات علي أيدي محترفين من عازفى الإيقاع بفرقتى الموسيقية ، والغريب ان من شاركونا التجربة أحبوها وفوجئنا بأنهم ماهرون فى العزف الإيقاعى وكان مستواهم يزداد يوماً بعد يوم ، وكانوا يستعملون الأدوات التى يعملون بها وهناك ناس استعملوا ادوات طبيعية متوافرة مثل البراميل البلاستيك او الصاج و أدوات المطبخ مثل الكاسرولات و الحلل والمشاركين كانوا من الرجال والسيدات .. والطريف أنه كانت معنا سيدة اسمها أم إبراهيم تلعب بيد الهون ، والقهوجية كانوا يستعملون الملاعق و الأكواب .. أما عم فتحى فهو رجل تعدي الستين ويعمل نجاراً وكان يعزف بالشاكوش و المنشار ، كان عددهم 20 شخصاً .. ونتيجة هذا التدريب قدمنا 4 قطع موسيقية إيقاعية وكنت مندهشا من هذا النجاح ،وقدمنا حفلتين فى قهوة بلدى بالضاهر و حفلاً بجمعية النهضة ، و كان التمويل مقدما من السفارة الهولندية و رغم اننى اتمنى الأستمرار فى تجربتى لكن لابد من رعاية جهة مثل وزارة الثقافة لها لكى نستمر فى تقديمها .