لم يعد "سور" الأزبكية كما كان، ساحة لبيع الكتب فقط، وإنما أصبح "سوق" الأزبكية لجميع أنواع الشرابات والعطور .. حرف واحد تغير فى الكلمتين لكن هذا الحرف نقل هذا المكان صاحب التاريخ الثقافى العريق إلى مجرد سوق تجارى كبير وقد تاه وسط أصوات البائعين و "الخناقات" والاشتباكات التى تحدث بين الباعة.. السور الآن يعيش أسوأ فترات حياته فلا بيع ولا شراء وقد هجره زواره من هواة الثقافة المحترمين بعد تعدد حوادث البلطجة فى المكان .. ومجرد نظرة واحدة من فوق جراج العتبة تؤكد لكم ما آل إليه السور من فوضى وعشوائية لا تشجع أحد لزيارته .. يقول يسرى كامل (55سنة) صاحب إحدى المكتبات: والدى كامل محمود على هو أحد مؤسسى السور وكان فى الأصل مجرد تاجر كتب عادى على عربة روبابيكيا فكان يجلس هو ومجموعة قليلة من البائعين على ناصية شارع حمدى سيف النصر أيام الأوبرا القديمة وفى سنة 1953 حصلوا على حوالى 48 رخصة للمكتبات وهذا يعنى أن أصل أصحاب المكتبات هنا 48 مكتبة فقط لكن الآن يوجد 153 مكتبة وهذا يعنى أن هناك دخلاء على المهنة وللأسف هؤلاء لا يعرفون قيمة الكتاب ويتعاملون معه مثلما يتعاملون مع البضاعة التقليدية.
والكارثة أن عددا من أبناء مؤسسى السور لا يمتلكون مكتبات وللأسف أنا واحد منهم الآن وبعضهم يعملون أجرية لدى الدخلاء على المهنة ومنهم ناس كانت تبيع الجبنة والفول والطعمية كما أن عددا من أصحاب المكتبات المرخصة تركوها واشتغلوا فى تجارة الملابس وهذا يعنى أن مستقبل السور سينهار وسيتحول إلى مكان تجارى!