حالة من الغضب تسير فى أوساط شباب جماعة الإخوان المسلمين وبعض التيارات الإسلامية المعارضة لما ترتب على 30 يونيو .. والسبب المبادرة التى طرحها تحالف دعم الشرعية للخروج من الأزمة السياسية الحالية والتى لم تتضمن النص صراحة على اشتراط عودة الدكتور محمد مرسى للحكم مقابل فتح الحوار .. فعلى ما يبدو أن الجماعة وأنصارها تسعى للقفز فوق القطار الذى تحرك وفات أوانه .. فقد دعا تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب في مصر جميع القوى والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية للدخول في حوار مفتوح للخروج من الأزمة الراهنة. السؤال الذى يفرض نفسه بعيدا عن بنود المبادرة هو: هل قررت جماعة الإخوان وأنصارها التخلى عن الدكتور محمد مرسى باعتباره الطرف الأضعف فى معادلة الصراع الموجودة حاليا.. فقد تضمنت المبادرة التي طرحها تحالف دعم الشرعية عدة بنود هى كالتالى: - السعي لتحقيق أهداف ثورة 25 يناير في العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. - حل الأزمة الراهنة في مصر يحتاج إلى تكاتف جميع القوى الثورية والأحزاب السياسية. - احترام التعددية السياسية والإقرار بأن مصر وطن لجميع أبنائها والشعب صاحب الحق الأصيل فيه. - احترام إرادة الشعب من خلال صناديق الانتخابات واعتمادها كأداة وحيدة للممارسة الديمقراطية. - احترام المعارضة ومخالفة الرأي وإدانة وتجريم التآمر الذي يستهدف الشرعية ومقدرات الشعب. - الحفاظ على الأمن القومي بما يستلزم رفع يد الجيش عن السياسة والعودة لثكناته. - الحفاظ على الدولة المصرية ووحدة الوطن وتماسك أبناء الشعب. - المعارضة السلمية هي السبيل الوحيد لإنهاء الانقلاب وعودة المسار الديمقراطي. - العودة إلى الشعب واحترام إرادته واعتماد مبدأ المصارحة والمكاشفة معه لأنه صاحب الحق الحقيقي في مقدرات مصر. - عدم التنازل أو التفريط أو المساومة في حقوق الشهداء والمصابين. - لا نرفض أية جهود جادة ومخلصة تستهدف حوارًا سياسيًّا جادًّا لتحقيق الصالح العام. - الدعوة لحوار عميق لبحث كيفية الخروج من الأزمة الراهنة وسبل إنهاء الحكم العسكري. وأشارت بنود المصالحة إلى أن أى حوار جاد للخروج بمصر من أزمتها يستلزم القيام بأربع خطوات : - توفير مناخ الحريات اللازم للعملية السياسية بوقف نزيف الدم المصري ووقف حملات الكراهية التي تبثها أجهزة الإعلام ، ووقف الاعتقالات والتلفيقات الأمنية والإفراج عن المعتقلين بعد 30 يونيو 2013 وعودة بث القنوات الفضائية المغلقة ، ومواجهة البلطجة وتأمين المنشآت الحيوية وبما لا يتعارض مع حق التظاهر السلمي . - إقرار القيم الحاكمة اللازمة للحوار . - الدخول في حوار جاد حول الخروج من الأزمة . - الرجوع إلى الشعب واحترام إرادته واعتماد مبدأ المصارحة والمكاشفة معه لأنه صاحب الحق الحقيقي في مقدرات مصر. وكانت هذه الشروط الأخيرة أقل حدة من تلك الشروط التى وضعها التحالف من قبل بشأن اشتراطه صراحة على عودة الرئيس المعزول فى مقابل البدء فى حوار مفتوح مع القوى السياسية حول الوضع الراهن .. بعض الخبراء يرون أن قوى التيار الإسلامى قبلت بمبدأ الأمر الواقع فى ظل تراجع قدراتهم على الحشد فى الشارع وفى ظل الرغبة فى عدم الخروج من المشهد السياسي والانعزال بعيدا عن حلبة الصراع الانتخابى القادم .. لذلك تسعى هذه التيارات لطرح مبادرة للحوار للعودة مجددا للمشهد كنوع من أنواع المناورة السياسية. وفى هذا الإطار خففت من شروطها السابقة بضرورة عودة الدكتور محمد مرسى للحكم أولا. ورغم أن الجماعة لم ولن تصرح بذلك إلا أن حلفاءها بدأوا التصريح حيث أكدت الجماعة الإسلامية اليوم أن عودة مرسى ليست هى أهم مطالب المرحلة وقال خالد الشريف المتحدث باسم حزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إن المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الحكم مرة أخرى لم يعد مطلبًا مجديًا في تلك المرحلة، مطالبًا بتشكيل حكومة انتقالية تدار من خلالها انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة لتنهي الاحتقان ونزيف الدماء.