انتهي الدرس يا تريكة ..اللعبة انتهت وخسرت كل شيء ..لم يعد لديك ما يمكن أن تحلم به ، أو من يمكن أن يشاركوك في أحلامك سواء الكروية أو الإنسانية بعد أن لوثت تاريخك - الذي كنا نظنه ناصع البياض- بدخولك عالم السياسة ، هذا الدخول الذي لم تستفد منه إلا الكراهية والعار . قد يتصور البعض أن خسارة مباراتنا أمام غانا 6-1 والخروج من تصفيات كأس العالم هي أقسي خسائر من كان يلقب قي السابق بأمير القلوب باعتباره حلم عمره الرياضي ..لكن الحقيقة غير ذلك ، فالخسارة الحقيقية لهذا اللاعب هي خسارته لحب واحترام جمهوره الذي يحمله جزءا كبيرا منه المسئولية المباشرة عن هذه الخسارة بعد أن كان احد أسباب التوقف التام للرياضة المصرية علي مدار العاميين الماضيين ، وتحديدا منذ ما عرف إعلاميا بمذبحة استاد بور سعيد. تلك المذبحة التي قرر تريكة تحويلها لمعركة مع مؤسسات الدولة من جيش وشرطة واتحاد كرة ، بل ومع ناديه أيضا ، لخدمة مصالح أهله وعشيرته وليس لصالح شهداء هذه المذبحة التي سارع بإلصاق التهمة فيها للأجهزة الأمنية والجيش لدرجة انه رفض مصافحة المشير طنطاوي بعد عودة الفريق من بور سعيد علي متن طائرة عسكرية . أعلن تريكة أن غضبه علي من لقوا حتفهم هو السبب في موقفه العنيف ضد المشير والجيش ، وبهذا اكتسب ثقة الالتراس الذي تمادي بفضل مساندة ودعم أبو تريكة له وقرر التدخل في قرارات النادي الأهلي واقتحمه وتعدي علي بعض لاعبيه في أكثر من مناسبة ، والغريب أن السيد تريكة يدعم ويثني دائما علي هذا الأداء الذي يغلب عليه طابع البلطجة . توقفت الرياضة لان الأمن صار متهما من قبل شباب الالتراس بجرائم لم يرتكبها ، لكن نجمهم المفضل غذي هذه الفكرة لديهم ، والمخزي أن نكتشف أن كل هذا الدعم للالتراس من تريكة ما هو إلا جزء من سيناريو محبوك لاستغلال هؤلاء الشباب في أمور سياسية تخدم أهله وعشيرته . توقفت مباريات وبطولات الكورة ، وكانت الهزيمة أمام غانا متوقعة ، فلا فوز بدون مباريات واحتكاكات..لا فوز بدون هدوء واستقرار للاعبين والمدربين ، وكيف يحدث ذلك والرعب من الالتراس وصل - ليس فقط لإيقاف المباريات المحلية الرسمية بصورة شبه تامة - بل لم نستطع حتى إقامة مباريات ودية حيث لا يضمن احد سلامة اللاعبين - باستثناء تريكة- من هجمات الالتراس . انتهي درس العمر يا تريكة ، ولم ولن تصل لكأس العالم لأنك قررت أن تضحي بتاريخك وعلاقتك بجمهورك لخدمة الأهل والعشيرة الذين كنت تقسم في كل مناسبة انك لست منهم ، إلي أن انكشف عنك غطاء الستر الرباني عندما اعلنت دعمك للرئيس المخلوع مرسي قبل الانتخابات . وهذا الدعم لا يمكن أن يحسب عليك - فأنت حر في اختيارك- لكنك للأسف وأنت تمارس حريتك في اختيار من تفضله رئيسا تعديت علي حق ناديك الذي أعلن رفضه لدخول لاعبيه لعالم السياسة إلا كمواطنين عاديين يصوتوا في سرية وهدوء في أي انتخابات حتى لا يتم استغلال شعبيتهم لصالح طرف ضد أخر مما يوقع النادي في صراع قد يهدد استقراره. وظهرت صورة تحديك لناديك سافرة ووقحة حين علقت يافطة أمام فرع النادي بالجزيرة تعلن فيها دعمك لمرسي رئيس .. لتقول بذلك للجميع انك فوق أي قانون أو قرار يصدره الاهلي. أهنت ناديك للمرة الثالثة وكانت الأولي عندما نزلت لتشارك في 25 يناير رغم منع الأهلي للاعبيه من النزول حتى لا يزج بهم لعالم السياسة ..وكانت المرة الثانية عندما رفضت إقامة مباراة السوبر بعد أحداث استاد بور سعيد وعندما أصر النادي علي إقامتها اعتذرت عن المشاركة فيها في سابقة هي الأولي من نوعها في تاريخ النادي. ورغم أن " التالتة تابتة " كما نقول فان الأهلي لم يتخذك ضدك أي قرار!! وكانت النتيجة وكانت النتيجة أنك أصبحت فوق الجميع وليس الأهلي . . انتهي درس العمر يا تريكة ولم تستفد منه إلا بأحاطتك بالكراهية وتلويث سمعتك رياضيا وإنسانيا بعد ما تردد عن تدخلك لدي المخلوع مرسي للإفراج عن ابن عمك المتهم في جرائم جنائية مخلة بالشرف وهو ما حدث بالفعل..كما لوثت تاريخك بمهاجمة احد ضباط الجيش وهو يقوم بحمايتك بعد احدي المباريات . تريكه لقد منّ الله عليك بحب لم يتمتع به لاعب قبلك إلا الأسطورة محمود الخطيب لكنك قررت التلاعب بجماهيرك وناديك وتاريخك لخدمة جماعة تاجرت بك في اكثر من مناسبة لاسيما في اعتصامات رابعة والنهضة التي كانت صورك الأبرز علي جدرانها..كما تاجرت بك في انتخابات الرئاسة ، .. وفي النهاية خرج أعضائها ليرقصوا علي جثة حلمك وحلم المصريين بالتأهل لنهائيات كاس العالم شماتة فيك وفي منتخب مصر .
خرجت من تاريخ الكورة ولم تحقق حلمك بالوصول لكأس العالم ولن تحقق أي حلم رياضي أخر كنت تطمح له داخل النادي الأهلي بعد الاعتزال ، فلم تعد خليفة الخطيب ، بل صرت لاعبا مطاردا باتهامات تنال من ولائه وانتمائه لأي شيء إلا للجماعة المحظورة ..تلك الاتهامات التي واجهتها بالصمت المريب الذي يزيد من دائرة الشكوك حول مواقفك الأخيرة ، والمحزن انك حتى إذا تكلمت فلن يصدقك الكثيرون لأنك سبق وكذبت عليهم في أكثر من موقف .. بل وأقسمت علي صحة هذه الأكاذيب !.