الشيخ مشاري راشد علامة مسجلة في ترتيل القرآن الكريم وهو متعدد المواهب والمشاريع , فمن تلاوة وترتيل القرآن إلي غناء الاناشيد وهو صاحب قناة فضائية ، وهو لا يتميز فقط ببشاشة وجهه انما بسعة صدره واستيعابه لكثير من الاسئلة والتي طرحناها عليه في الحوار التالي .. بدايتك كانت في دولة الكويت مع ترتيل القرآن ... ألا تجد ذلك غريبا علي المجتمع الخليجي؟ لا بالعكس فقد تأثرت بقراء الخليج في البداية أمثال الشيخ علي جابر والشيخ أيوب وفي الكويت كان هناك قارئ أحب صوته كثيرا وهو الشيخ نبيل بصاره وهو معروف بتلاوته في الثمانينيات بنغم الكرد لكني كنت لا أفرق بين القارئ الجيد من غيره فبعد أن قرأت علي مشايخي الذين ذكرتهم آنفا صرت أبحث عمن يجمع بين حسن الصوت واتقان التلاوة فوجدت أكثر هم في مصر لايعدون ولا يحصون كمثل الشيخ رفعت والشيخ مصطفي اسماعيل والشيخ المنشاوي والشيخ الحصري والشيخ عبد الباسط وغيرهم من سفراء القرآن الكريم وأساتذة العالم في القراءة . من هم القراء المصريون الذين تربيت علي أصواتهم ومن قدوتك من المعاصرين؟ سمعت الكثير جدا من القراء وتأثرت بهم أمثال : علي محمود وحمدي الزامل والبهتيمي وعبد العظيم زاهر والشعشاعي و الشحات أنور والبنا والطبلاوي وشعيشع وشبيب ولكني أخص بالذكر خمسة وهم رفعت ومصطفي اسماعيل وعبد الباسط والمنشاوي والحصري ولمصطفي اسماعيل مكانة خاصة جدا عندي فهو يجمع بين الاتقان وحسن الصوت والتلاوة التفسيرية والخشوع الذي يجعل السامع يتدبر القرآن الكريم ويحس بعظمته . متي قررت الاتجاه للانشاد .. وهل تري أن هذه الخطوة جريئة؟ هذا الأمر لا يحتاج الي قرار , فالمتتبع لأحوال الصحابة رضي الله عنهم في أوقات فراغهم وأسفارهم وفي حفرهم للخندق وفي بنائهم للمسجد يجد أن الانشاد بالأشعار أمر مباح أما من هاجمني علي الانشاد فعلي قسمين : الأول من يري تحريم الانشاد فهذا لا ألزمه بالحل ولا يلزمني بالتحريم ، فالكل عنده رأي فقهي معتبر .. لكن من رأي من القسم الثاني أن الأفضل في رأيه الخاص .. فهذا فيه تعد علي حريتي الشخصية ومخالفة لواقع القراء من الصحابة رضي الله عنهم الي قرائنا الحاليين فأنا أحتفظ بتسجيلات إنشادية بصوت الحصري ورفعت والمنشاوي وعبد الباسط والبهتيمي والطبلاوي وطه الفشني وغيرهم من قراء الخليج . أصحاب القنوات المرئية دائما ما يفكرون بمبدأ الربح والخسارة فما الأمر بالنسبة لك؟ قناتا العفاسي الأولي والثانية ليستا مشروعا تجاريا بقدر ما هما إضافة إلي الإعلام الديني من حيث اهتمامهما بتصوير القيم الإسلامية علي شكل فلاشات قصيرة ، وأنا شريك في ذلك المشروع الذي بدأ كخدمة عبر الموبايل واسمها خدمة العفاسي وتطورت حتي صارت قناة فضائية بنفس الاسم , وبالنسبة للربح والخسارة فإن الإنسان اذا استثمر ماله في نشر دين الله خير له من أن يستثمر ماله في نشر الرذيلة . الا تجد أن هناك تناقضا بين كونك قارئ قرآن وبين عرض اناشيدك علي قنوات للأغاني؟ قنوات الأغاني يحرمها الموسيقيون قبل الاسلاميين لما فيها من الاستخفاف بالمشاهد واستهداف المراهقين من غير قيمة علمية ولا تربوية ولا اجتماعية ولا أدني فائدة تذكر , ووجود أناشيدي فيها لا يعني وجودي شخصيا فيها ولا تأييدي لها , فالرسول صلي الله عليه وسلم قدوتنا كان يدعو بمكة وفيها الأصنام وشرب الخمر , ثم إن مزاحمة الاعمال الدينية أو الأعمال الهادفة بصورة عامة للأعمال الهابطة الخارجة عن حدود الأدب والأخلاق أمر مطلوب خصوصا وأن بعض هذه القنوات يملكها أناس صالحون ومصلون لكن هناك فرقا بين أن تكون صالحا وأن تكون مصلحا !! في العالم العربي تنتشر عادة اقامة سرادقات عزاء هل يتم دعوتك للقراءة فيها؟ لم اعتد هذه العادة ولا أقرأ المجود الا في خدمة الموبايل لأنه يأخذ وقتا طويلا فبترتيل صلاة التراويح مثلا يمكن أن توضع سورة البقرة أطول سورة في القرآن في كاسيت واحد أما المجود فسورة الملك مجودة تحتاج الي ساعة كاملة مما يعيق من يراجع القرآن ويريد سماع أكبر قدر ممكن خصوصا في هذا العصر عصر السرعة الذي من الله فيه علينا بوسائل حديثة تتيح القرب من القرآن الكريم وتيسر حفظه ودراسته . لماذا غنيت لكثير من البلدان العربية بما فيها مصر؟ حب الأوطان من الإيمان وحب المواطن لوطنه يجعله يعمل بحب ليظهر بلاده بصورة مشرقة وقد عملت وسجلت لتعزيز ذلك الاحساس عددا من الاعمال الوطنية للكويت والبحرين ومصر والسعودية وقطر والامارات وأما نشيدي لمصر فكان من كلمات الشاعر المميز ايمن بهجت قمر والحان المبدع وليد سعد وأنشدته بمناسبة تكريم مصر لي من خلال جائزة التفرد في الابداع المقدمة من اتحاد المبدعين العرب برعاية السيد عمرو موسي وباشراف الاذاعي الكبير أحمد نور .