يحتفظ الرئيس الامريكى باراك اوباما فى مكتبته بكتاب أثار ضجة فى أمريكا وهو "عالم ما بعد أمريكا" The Post-American World من تأليف الصحفي الأمريكي الهندي الأصل فريد زكريا .. وكان مصور جريدة نيويورك تايمز قد تمكن من التقاط هذه الصورة المثيرة لأوباما وهو يحمل الكتاب فى أثناء نزوله من الطائرة منذ عدة اشهر ولاتزال تتدوالها بعد المواقع على انها صورة جديدة يتم ربطها بما يدور فى سوريا الان.. عل اى حال هكذا أصبح هاجس سقوط وتراجع نفوذ الولاياتالمتحدةالأمريكية مسيطرا بشدة على عقول مشاهير الكتاب والمحللين وفلاسفة السياسة فى الولاياتالمتحدة .. وهو ما دفع الكاتب الصحفى فريد زكريا لتأليف كتابه عالم من بعد أمريكا.. ففي هذا الكتاب، يناقش فريد زكريا الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة في نشر الديمقراطية الليبرالية في جميع أنحاء العالم، ويوضح أن بلدانا أخرى تتنافس الآن مع الولاياتالمتحدة من حيث القوة الاقتصادية والصناعية والثقافية. في حين أن الولاياتالمتحدة كما يقول زكريا لا تزال هى القوة المسيطرة على المسرح السياسي والعسكري، هذا على الرغم من أن بلدانا أخرى مثل الصين والهند أصبحوا لاعبين عالميين في العديد من المجالات. يسعى الكتاب لمناقشة صعود قوى عظمى جديدة وما مدى تأثير هذه القوى الجديدة خاصة الصين وروسيا والبرازيل والهند وغيرها من الدول على نفوذ الولاياتالمتحدة و يرى المؤلف أن العرف الدائم فى السياسة الدولية الآن يقوم على الجمع بين القوة الاقتصادية المتنامية لتلك الدول، وما تحاول تطويره من نفوذ سياسي لها، في ظل تنامي قوى سياسية لم تكن بالتأثير ذاته الذي هي عليه اليوم قبل عقد من الآن، ولم يكن متوقعاً لها أن تكون من الدول الكبرى في العالم. ويجري الكتاب مراجعة تاريخية لما حدث في العالم خلال ال 500 عاماً الأخيرة، من صعود لقوتين عظميين في العالم هما: القارة الأوروبية والولاياتالمتحدةالأمريكية، في محاولة منه للقول للقراء، هكذا تقوم الدول، وهكذا تموت!. ومن ناحية أخرى يناقش الكتاب التحديات التى تواجه الاقتصاد الأمريكى والأمن القومى بها ويدعو لتقيوة النفوذ الأمريكى وعدم الدخول فى حروب جديدة تحت اى ظرف فى ضوء بروز تهديدات من دول معادية وقوى إرهابية متربصة . ويتحدث الكتاب عن الكتاب عن التدهور الاقتصادي الذي حلّ بالولاياتالمتحدةالأمريكية،ويصفه بالأكثر فظاعة منذ أزمة سنة 1929، وأدى إلى ضياع ما يقرب من 40 تريليون دولار. هكذا أعادت صورة أوباما وهو يحمل كتاب يتحدث عن أفول الأمبراطورية بعدسة المصور "مايكل مولنر" بكاميرا بعيدة المدى لأوباما وهو يغادر من الطائرة حاملا هذا الكتاب بين يديه مزيدا من التساؤلات فى ظل حالة من الجدل حول تضاؤل النفوذ الأمريكى والتى تحاول دوما تعويضه بالدخول فى حروب إقليمية كان آخرها وربما أخطرها الإعلان عن توجيه ضربة لسوريا قريبا.