فكرة طرأت علي ذهن فتاة فقررت ألا تقف عند حدود الحلم وبإمكانيات محدودة اتسعت مع الوقت.. فالفتاة أصبحت ثلاثين وانطلقت إذاعة بنات وبس عبر الإنترنت فحققت جماهيرية شبابية في مصر والعالم العربي بل وعند المصريين المقيمين في دول أوربا ولذلك قررن عدم التوقف وأن تتحول إذاعتهن الإلكترونية إلي إذاعة هوائية في بث مباشر معلنات تحديا جديدا يثقن في قدرتهن علي المواجهة...المزيد من التفاصيل ستتعرفون عليها من خلال التحقيق التالي.. تقول أماني التونسي- بكالوريوس علوم كمبيوتر مودرن أكاديمي 25 سنة ورئيسة الإذاعة- :جاءت لي فكرة الإذاعة منذ عامان عندما أردت عمل شئ يحول تفكير البنات إلي الأفضل حيث أن تعداد البنات في ارتفاع مستمر وأصبح كل تفكيرهن في الزواج أو عمل صداقات أو أي شئ آخر بعيد عن أن يقوموا بعمل مفيد ولذلك فكرت في عمل إذاعة تخاطب البنات و أسرهن والشباب أيضا ولكن البنات في الأساس لأننا نري أن بتغير البنت يتغير المجتمع، وبعدها ذهبت للرسام كريم حسن الذي رسم لوجو الإذاعة وللديزاينر شيماء حسني لتصميم موقع الإنترنت والذي أصبح www.banat9bas.com، وبعد ذلك تحدثت مع البعض من صديقاتي ممن أعلم أن لديهن فكر واللاتي وافقن علي الانضمام للإذاعة علي الفور دون أي مقابل مادي وجلسنا لنضع أفكار البرامج التي سنقدمها ومن ضمنها برنامج "أنا والفراخ وهواك" ونقوم فيه بالسخرية من البرامج التي لا تلقى إعجابنا ويوجد أيضا برنامج "أهالينا" تقديم حنان عادل ويتحدث عن علاقة الفتاة بأهلها وبرنامج "طظ فيكوا" وفكرته إننا نقول طظ في أي سلوك سلبي نقوم به في حياتنا وكيفية تحويل هذا السلوك إلي سلوك إيجابي وبرنامج "عالم تاني مع مي هاني" وهو برنامج عن عالم الأرواح والجن ولدينا برنامج "يوميات بنت سيكو" إعداد وتقديم نوران حسام الدين وتناقش من خلاله في كل حلقة صفة من الصفات السلبية في البنات مثل الغرور وحب السيطرة وهكذا، كما نقوم بعمل حملات مثل حملة "معندناش بطالة" ويناقش أننا نواجه مشكلة أن الناس هم الذين لا يريدون أن يعملوا فمعظم الشباب يظلون حتى السنة الرابعة في الكلية وبعدها يبدأوا يفكروا في الحصول علي دورات تدريبية كما أننا وجدنا نماذج حقيقية لشباب يتركون أو يرفضون العمل لأسباب تافهة، وقمنا أيضا بحملة أخرى باسم "Recycle" موجهة لربات المنازل اللاتي ليس لديهن مورد دخل فنعلمهن كيفية تقسيم فضلات المنزل سواء زجاج أو بلاستيك أو أوراق ونعرفهن أين يذهبن بها ليبيعونها، بالإضافة إلي حملة "لما عاكست استفدت إيه" بدعم من المجلس المصري لحقوق المرأة ويشترك معنا فيها عدد كبير من النجوم مثل محمود سعد وأسامة منير وخالد أبو النجا ومحمد نجاتي وبثينة كامل ،وأقدم برنامج "ألحقوني" وهو مخصص لحل مشكلة أي مستمع يتصل بنا بشكل فعلي فمعنا عمر طاهر والدكتورة سعاد صالح والدكتورة هبة قطب حيث إننا نهتم بوجود المتخصصين معنا حتى ولو بمجرد آرائهم في القضايا التي نتناولها، وقد وصل عددنا الآن إلي 30 فتاة تعرفت عليهن من خلال صديقاتي كما إننا لم نرغب في أن نتحدث مع المجتمع وجزء منه غائب عنا ولذلك يوجد معنا بعض الشباب مثل مصطفي فتحي والذي يقدم برنامج "ماتيجي ننجح" والذي يتحدث عن كيفية النجاح سواء في الدراسة أو الحياة العملية و أيضا معنا سامح داوود ويقدم برنامج "مش كل طير" والذي يقدم من خلاله الطرق التي يضحك بها الشباب علي البنات وبرنامج "طب ولاد وبس" وهو برنامج يقدمه مجموعة شباب يردون من خلاله علي كل البرامج التي تقدمها البنات في الإذاعة، بالإضافة إلي إننا لدينا مراسلات من لبنان والسعودية والجزائر والمغرب واللاتي يسجلن برامجهن ويرسلوها لنا بالإيميل، أما الآن فنخطط لأن نبث الإذاعة مباشرة وسوف نذيعها علي الراديو العادي بدلا من أن تكون علي الإنترنت فقط وهو ما سيتطلب منا العمل بتكنيك مختلف تماما حيث نجهز له الآن في مقرنا بالمعادي من عمل ستوديو خاص بنا وخطوط تليفون "هوت لاين" لمشاركات المستمعين، والموضوع بالنسبة لي تجربة مختلفة لا تغني عن أن تكون مورد دخل لي ولجميع المشتركين بها فكلنا نري أن هذه الإذاعة سيكون لها مستقبل جيد لأننا تعبنا كثيرا لكي نصل لما وصلنا له بهذا المستوى خصوصا أني أصرف عليها من مالي الخاص من خلال عملي كمخرجة صحفية في إحدى المجلات ولهذا فقد قمت بعمل دراسة جدوى لهذه الإذاعة حتى يكون العمل مخطط له من قبل فكانت تحتاج لدعاية في البداية فاشتركت في جوجل بحيث عندما يكتب أي شخص عليه كلمة بنات تظهر له الإذاعة كنتيجة أولي بالإضافة إلي عمل جروب علي الفيس بوك. ياسمين محسن -طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة 25 سنة- تقول: عملي كمذيعة في قناتي شبابيك ومسايا الفضائيتان لم يلبي لي رغبتي في أن أكون موديل حيث إني أول موديل محتجبة في مصر ولكن تم تخصيصي في البرامج الدينية بقناة شبابيك والمناسبات في قناة مسايا ولذلك وجدت في الإذاعة فرصتي لتقديم برنامج "how to be a model" ومن خلاله أسهل للبنت المحتجبة العمل في مجال الموديل وأشرح لها من خلاله كيف أن تكون منسقة في ملابسها وطريقة سيرها علي المسرح والحفاظ علي وزنها وكيفية التصوير كما أقدم أيضا متطلبات الفتاة الغير محتجبة التي ترغب في أن تكون موديل وأقدم علي موقع الإذاعة أيضا مجموعة من الفيديوهات للدفيليهات التي اشتركت بها والتي قمت بتحضيرها بنفسي لتقرب الصورة أكثر للمستمعات، أما عن الخطوط الحمراء التي نبتعد عنها في الإذاعة هي الدين والسياسة والجنس وهذا لأننا غير متخصصين بها أو مؤهلين لها وهذا الأمر باختيارنا ولسنا مجبرين عليه فالإنترنت مفتوح لمناقشة جميع الموضوعات ولذلك فنحن اخترنا أن نناقش ما نحن مؤهلين له وفي النهاية نحن بنات وبس! أما مي حرحش -ليسانس آداب قسم أنثربولوجي 24 سنة- فتقول: أقدم برنامج "خليك إستايل" والذي رشحني لتقديم هذا البرنامج أنني في الأصل makeup artist وهو ما جعلني لدي خبرة في هذا المجال ومن خلاله أتحدث عن أحدث طرق تصفيف الشعر وكل ما له علاقة بالبشرة والميكياج والملابس وكيفية عمل الفتاة تغيير لحياتها من خلال تنسيق ملابسها فمتي تكون فورمال ومتي أيضا تكون كاجول بالإضافة إلي إنني قمت بعمل مقابلات مع مصففي شعر وميكب أرتيست أبثها من خلال البرنامج الذي في نهايته أقدم فقرة أسمها وصفة جدتي وهي وصفات قديمة تعتمد علي المواد الطبيعية، وأقدم أيضا برنامج "بين السطور" أتحدث من خلاله عن الشعر والخواطر وأستضيف الأشخاص الذين لا يستطيعون التعبير عما بداخلهم إلا من خلال الخواطر برغم إنها بالنسبة للناس قد لا تمثل لهم عملا أدبيا ولكن بالنسبة لكاتبها فتكون ملموسة بشدة وعندما يجد من يهتم بها يكون سعيد جدا وهذا بالإضافة إلي القسم الأدبي الذي نتحدث فيه عن الشعراء والقصص الأدبية، وأكثر ما يميز الإذاعة إننا نخاطب شريحة عمرية عريضة من سن 9 سنوات وحتى 59 سنة. وتقول مي أبو زيد -طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة 21 سنة-: كنت أتمني أن أدخل كلية الإعلام ولكن مجموعي لم يحصل الكلية ولذلك قررت أن أسير في دراستي وأبحث عن فرصة عمل في مجال الإعلام حتى جاءت لي فرصة الاشتراك بالإذاعة وأقدم فيها برنامج اسمه "كده وكده" وفكرته أن أتناول في الحلقة شئ سلبي وأتخيله أنه أصبح ايجابيا وأصفه طوال الحلقة في شكله الإيجابي فمثلا في إحدى الحلقات جلست أصف إني نزلت اليوم إلي الشارع ووجدت أن كل الشباب لا يعاكسون البنات وعندما سألت الناس عن السبب فعلمت أن الحكومة فرضت غرامة علي أي شاب يعاكس فتاة وفي نهاية الحلقة أقول معلش يا جماعة ده كان كده وكده، كما أقدم "بس جربوها" وهو برنامج أكل ولكن فكرته مختلفة حيث إني من خلاله أقدم وصفات يستطيع عملها أي أحد لا يعرف شئ في فنون المطبخ فهي وصفات لأكلات غريبة ولكن مذاقها يكون شهي، وأيضا أقدم برنامج "موديكا" وأقدم من خلاله أغنيات للمستمعين علي حسب المود الذي يعيشه المتصل بالبرنامج ويعتمد البرنامج علي أغاني التسعينات وهي التي نحبها كلنا ولكن لم نسمعها منذ فترة طويلة، وأخيرا برنامج "مبقتش عيشه" الذي أقدمه مع زميلتي هديل أمين نناقش فيه القضايا المجتمعية السلبية من كل النواحي ونجمع آراء الناس في هذا الموضوع فمثلا كنا نتحدث في حلقة عن تفاهة الشباب وأحضرت شباب قالوا أنهم يعرفون إنهم تافهين بل ويسعون لذلك والسبب أن البنات يحبون ذلك وعندما أخذت آراء البنات في ذلك قالوا إنهن لن يتزوجن مثل هؤلاء الشباب. وتضيف هديل أمين -طالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة 22 سنة- قائلة: أهم شئ في الموضوعات التي نتناولها في "مبقتش عيشة" أن تلقى اهتمام الشباب من قضايا المجتمع ويضع خط تحت كل الأوضاع الخاطئة به مثل البنات التي كل تفكيرها في الزواج فقط والشباب الذين كل همهم الجلوس في الكافيهات ومعاكسة البنات، كما أقدم برنامج "أنت مين" وهو برنامج أبراج حيث إني لدي اهتمام كبير بهذا الموضوع وأناقش فيه مواصفات الأشخاص مواليد الأبراج الصينية والغربية كما إني أقدم أنسب الهدايا التي تقدم لكل برج في أعياد الميلاد والألوان التي يحبها وطريقة التعامل معه، وقد واجهت صعوبة في البداية من التعامل مع الإذاعة ولكن مع بعض التمارين التي تلقيتها بدأت أتعود حتى أصبح الموضوع الآن أمرا عاديا. مها حرحش -طالبة بكلية آداب قسم إعلام جامعة عين شمس 19 سنة- تقول: أنا في الأصل أهوى الغناء وعندما علمت بموضوع الإذاعة تحمست بشدة أن أقدم برنامج غنائي عليها فقمت بتقديم برنامج "قسم وسمعني" فكرته ليست تقليدية حيث أني أدخل البرنامج وأخرج للفواصل وأختمه بأغاني أقدمها بصوتي ومن خلاله يتصل المستمعون ليدخلون في مسابقة للغناء والذي يربح بها نسجل له أغنية تذاع علي إذاعتنا كما أني أتحدث بالبرنامج عن الأماكن التي تنمي موهبة الغناء والعزف وأعلن عن مواعيد حفلات الأوبرا وساقية الصاوي،أما عن طريقة تنظيم العمل فنقوم بعمل اجتماعات لوضع أفكار الموضوعات التي سنطرحها بالبرامج ووقت التسجيل نقوم بتأجير ستوديو بالهرم مع الموزع مصطفي الشريف لتسجيل المزيكا الخاصة بنا والتيمة الخاصة بكل برنامج وبعد ذلك نضيف عليها تسجيلاتنا الصوتية لموضوعات البرامج بعد عمل المونتاج وفي النهاية نقوم بعمل مكساج لهذه المادة الصوتية لموسيقى البرامج. وتختتم الحديث مي علام -طالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة- قائلة: أقدم برنامج عن الصحة أتحدث من خلاله عن فوائد الأعشاب الطبيعية بالإضافة للأشياء التي نتناولها في حياتنا اليومية ولها أضرار صحية ونصائح الأطباء المتخصصين، كما أقدم برنامج خاص بالعلاقة بين الشباب والبنات من خلال مجموعة من المواقف التي يتعرض لها كلا من الجنسين وآراء الشباب والبنات عن كيفية تصرفهم عندما يتعرضون لها، وقد استفدت من هذه التجربة جانب كبير من الخبرة في العمل بمجال الإعلام في شكله المسموع مما جعلني أكثر جرأة عما سبق أما بالنسبة لمنافستنا مع الإذاعات المختلفة فنحن مختلفين عنهم في التناول كما أن فكرنا وهدفنا يختلف كثيرا سواء عن إذاعة حريتنا أو تيت راديو ولذلك فلا مجال للمنافسة.