أظهر المسح العالمي لاستهلاك التبغ بين الشباب عندما أجرته منظمة الصحة العالمية في بلدان إقليم شرق المتوسط أن مستويات التعرض للإعلان عن التبغ عبر اللوحات الإعلانية وفى الصحف والمجلات في الإقليم هي مستويات مرتفعة أي أن الإعلان والترويج عن هذا المنتج نشط ومستمر , على الرغم من أنه محظور تماما طبقا لاتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ التي وقع عليها معظم بلدان العالم . ويمكن للاتفاقية الإطارية بشأن مكافحة التبغ أن تكبح هذا الوباء وتركز المادة 13 من الاتفاقية على الحظر الشامل على كافة أنشطة الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته , وهذا هو موضوع اليوم العالمي لمكافحة التبغ هذا العام الذي يقام تحت شعار " إنهم يتلاعبون بك: لنعمل معا لمنع الإعلان عن منتجات التبغ والترويج لها ورعايتها ". وتلتزم البلدان الأطراف الذين وقعوا عليها بتبني الحظر الشامل للإعلان عن التبغ وباتخاذ تدابير متزايدة مناهضة لاستهلاكه وتسويقه وتعرض غير المدخنين له , إضافة إلى تدابير أخرى كثيرة , لكن تحايل دوائر صناعة التبغ على مواد هذه الاتفاقية يهدد تنفيذها , ويعرقل الجهود الرامية لحماية جموع الناس من أخطار التبغ الذي يقتل ما يقرب من 6 ملايين إنسان كل عام . ويزداد تعاطي التبغ ازديادا سريعا في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل ويعود ذلك إلى استهداف تلك البلدان من قبل شركات صناعة التبغ وبحلول عام 2030 سيقع 80% من مجمل الوفيات التي تعود إلى التبغ في العالم في هذه البلدان التي ينتمي إليها إقليم شرق المتوسط. ويؤكد الدكتور علاء الدين العلوان , المدير الاقليمى لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أن " الحظر الشامل على الإعلان يحد من استهلاك التبغ ويحمى الأفراد الذين لم يبدؤوا بعد في تعاطيه والشباب منهم على وجه الخصوص كما يساعد من يتعاطون التبغ عن تعاطيه , أما الحظر الجزئي فلا يجدي نفعا , وثبت أن تأثيره على استهلاك التبغ ضئيل أو أنه لا يؤثر أصلا , إذا يغلب على شركات التبغ أن تحول تسويق منتجاتها إلى طرق تتحايل فيها على القوانين وعلينا كحكومات وسلطات أن نتصدى بحزم لهذه الأساليب غير القانونية التي تقوض جهود مكافحة التبغ. ومن الأساليب غير القانونية التي تتبعها صناعة التبغ , الأنشطة الترويجية في نقاط البيع , كتقديم خصومات على المنتجات وهدايا مجانية على المنتجات والتي تحفز عمليات الشراء اللحظية دون تفكير مسبق , كما أن طريق تغليف منتج التبغ وتصميمه تجعله أكثر جاذبية لدى المستهلكين وتروج لهوية العلامة التجارية وكذلك وضع المنتج في البرامج التليفزيونية والأفلام والألعاب ( على شبكة الانترنت أو جهاز الكمبيوتر ) واستحسان المشاهير للمنتج ورعاية المناسبات الرياضية والموسيقية والثقافية . ويضيف الدكتور علاء الدين العلوان " إن رسالتنا الرئيسية في اليوم العالمي لمكافحة التبغ أن على الحكومات وصانعي السياسات والمجتمع المدني أن يعملوا من أجل الحظر الشامل على الإعلان عن التبغ والترويج له ورعايته والتصدي للطبيعة الخادعة والمضللة لحملات تسويق التبغ .