هناك اعتقاد بأن المترو أهم وسيلة مواصلات " أرضية " تم اختراعها في تاريخ البشرية ، وهذا لأنه يهرب من زحام الطرق وإشارات المرور وعلب السردين التي أصبح يطلق عليها مؤخرا في شوارع القاهرة مجازاً اسم " أتوبيسات " . ولكن نحن نقف في هذه السطور حول عدة ظواهر داخل مترو الأنفاق بمصر ، ولكن قبل أن تتخيل أننا ننتقدها رصدنا بجانبها ظاهرة واحدة فقط في مترو الأنفاق بالصين ، ولندع المقارنة بين الطرفين أمام عينيك ونترك الحكم لك في النهاية.. أحمد سليمان-طالب بكلية الآداب جامعة حلوان-يقول: أعتمد على المترو بشكل يومي وذلك أيام الدراسة تحديدا وهل حل لمشكلة كبيرة بالنسبة لي حيث أنه يوفر وقتاً ومجهوداً كبيراً كنت سأقضيه في المواصلات ، ولكن ما زال لدينا العديد من السلبيات في المترو وهي أن لا يوجد التزام بالتعليمات فلا أحد ينزل من الأبواب المخصصة للنزول أو يصعد من التي خصصت للصعود بخلاف عدم الالتزام بمقاعد كبار السن. وتضيف هند محمد-طالبة بكلية الآداب بجامعة حلوان قائلة: هذا بخلاف عبور الكثير من ركاب المترو من فوق القضبان للانتقال من رصيف لآخر بخلاف أن أحيانا كثيرة لا يلتزم الشباب ويركبون في السيارة المخصصة للسيدات ولا أنسى أحد المشاهد التي رأيتها في محطة المعصرة وهي وجود حمار مربوط بجوار رصيف المترو!! يقول شادي عبد الله-مهندس ميكانيكا-: أنا من سكان منطقة المطرية وفجأة وبدون أي مقدمات وجدت في صباح أحد الأيام أن هناك بعض العمال يقومون بهدم جزء كبير من سور مترو محطة المطرية دون أي سبب حيث أن السور كان سليم ولا يعاني من أي مشكلة هذا بخلاف أن هدم السور تسبب في تعطل شارع رئيسي بالمنطقة وهو شارع ترعة الجبل كما أن ترك المترو مفتوحا على الشارع تسبب في لهو الأطفال مما قد يسبب كارثة لأنه لا يوجد أحد أفراد الأمن يمنع دخولهم. أما محمد حسنين-صاحب مكتبة- فيقول: حرام عليهم هذه المصاريف التي دون داعي فبخلاف موضوع السور من حين لآخر بدون أي داعي تقوم إدارة المترو بخلع البلاط وتركيب آخر محله بالإضافة إلى كراسي المحطات التي تكون سليمة ثم يرفعون سعر التذكرة وفي الوقت نفسه يتركون ماكينات العبور لا تعمل مما تسبب تكدس المواطنين عليها. توجهنا لأحد الموظفين الذين يعملون بمحطة المطرية لنسأله عن سبب هدم السور دون أن نعلن هويتنا الصحفية فقال بنفس اللفظ: "فلوس زيادة معاهم" فهناك نية لبناء سور بديل وقد يضعوا فوقه سور حديد إضافي، أما عن دخول الأطفال فمن المفروض أن هناك عسكري يمنع دخولهم. وعلى الجانب الآخر عثرنا على فيديو يوضح شكل المترو في الصين فوجدنا أن برغم كل السلبيات الموجودة لدينا إلا أن المترو المصري أكثر آدمية من نظيره الصيني .. وإذا كان - في بعض الأحوال - ركوب المترو لدينا بقوة الدفع إلا أن المترو لديهم - في كل الأحوال - بقوة الدفع والضغط والعصر، وحينما سألنا عن السبب من خلال بعض المصريين الذين عاشوا بالصين فأجابوا كالتالي.. يقول شريف محمد-مهندس بشركة سيارات- سافرت إلى الصين مرتين وركبت مترو الأنفاق مرة واحدة فقط لأن الكثافة السكانية هناك تنعكس بشكل كبير على عدد ركاب المترو فتجد الصورة النهائية مرعبة ، فالدخول والخروج من العربات ليس بإرادتك كما أن فكرة عدم الحياء لديهم تجعل السيدات والرجال داخل العربة تقريبا كتلة واحدة. ويختتم الحديث محمد رأفت-مهندس بشركة مبيعات- قائلا: المسافات بين مكان وآخر في الصين بعيدة جدا مما يجعل الحركة حتى بالسيارة الشخصية مكلفة جدا لأن هناك يأخذون ضريبة عبور للشوارع فتجد المشوار يكلفك مبلغأً كبيراً خصوصا لو كان من مدينة لمدينة ولذلك يكون المترو حلاً كبيراً لهذه المشكلة ولكنه شاقاً بشكل لا يتصوره أحد إلا من خاض التجربة ، فأمن المترو من ضمن مهامه دفع جموع الناس حتى تغلق أبوابه ثم يسمحوا لسائقه بالتحرك.