أكد مصدر أمنى رفيع المستوى بوزارة الداخلية أن اطلاق سراح المجندين السبعة المختطفين بشمال سيناء جاء نتيجة الخطط والتحركات المتوازية التي تم التنسيق بشأنها بين كافة الأجهزة المعنية، والتى شملت وزارة الداخلية، والقوات المسلحة، والمخابرات الحربية والمخابرات العامة. وأوضح المصدر الأمني أن هذه الخطط والتحركات اعتمدت على تضييق الخناق على الخاطفين من خلال عمليات التمشيط والانتشار المكثف التي بدأت أمس بمدن رفح، والشيخ زويد، والعريش، وعلى كافة المحاور والمدقات الرئيسية، لإشعار الخاطفين بجدية وقوة التعامل. وأضاف المصدر الأمنى أن عمليات التمشيط والانتشار المكثف لتضييق الخناق على الخاطفين قد توازت مع تحركات لأجهزة سيادية بالتنسيق مع كبار مشايخ وعواقل القبائل السيناوية الشرفاء للتواصل مع الخاطفين لإطلاق سراح الجنود السبعة. كان العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث الرسمي للقوات المسلحة قد صرح بأنه تم الإفراج عن المجندين المختطفين السبعة فى شمال سيناء صباح اليوم ''الاربعاء'' وأنهم فى طريقهم إلى القاهرة بعد إطلاق سراحهم، مشيرا الى ان عملية الافراج عنهم جاءت نتيجة جهود المخابرات الحربية المصرية بالتعاون مع شيوخ قبائل وأهالي سيناء الشرفاء وقد أكد اللواء سميح بشادى مدير أمن شمال سيناء، أن أجهزة الأمن بشمال سيناء مستمرة فى مواجهة الخارجين على القانون وملاحقتهم بكافة الطرق لحين تطهير سيناء من كافة البؤر الإجرامية . وأوضح بشادى أن "السلطات المصرية مستمرة فى حملاتها ضد الخارجين على القانون" بعد الإفراج عن الجنود. وحول ما إذا كانت ملاحقة الخارجية على القانون ستشمل مجموعة الخاطفين للجنود الذين يرجح انتماؤهم للتيار السلفى الجهادى، امتنع المسئول الأمنى المصرى عن تأكيد أو نفى هذه المعلومة قائلاً: "لا تعليق". وفى ذات السياق، قالت مصادر عسكرية فى الجيش المصرى لمراسلة وكالة "الأناضول"، إن قوات الجيش مستمر تواجدها فى سيناء، شمال شرق مصر، لمهاجمة البؤر الإجرامية وضبط العناصر المطلوبة فى شمال ووسط سيناء خلال الأيام القادمة. .. وأشارت المصادر إلى أنه "لا تراجع عن تنفيذ خططها الهجومية على المناطق التى تم رصدها خلال الأيام الماضية". وفى هذا السياق، لفتت إلى وجود تنسيق مع أجهزة الأمن وشيوخ القبائل لاستكمال العملية وامتداد فعاليتها لضبط العناصر المطلوبة، وسيتم إجراء تعديل على الخطط الهجومية لإلقاء القبض على العناصر المطلوبة. وجاء هذا بعد أن تدفقت أعداد كبيرة من قوات الشرطة والجيش إلى سيناء فى الأيام القليلة الماضية إثر اختطاف الجنود، وشن تلك القوات أمس عمليات تمشيطية بحثا عن مجموعات مسلحة تقف وراء عملية الاختطاف. وفى وقت سابق اليوم، كشف أحد شيوخ القبائل الشهيرة فى منطقة سيناء أن إطلاق سراح الجنود السبعة تم إثر "اتفاق مسبق" بين الخاطفين والسلطات المصرية بوساطة من عدد من مشايخ القبائل وتحت إشراف المخابرات الحربية. وقال شيخ القبيلة، الذى طلب عدم ذكر اسمه، إن "إطلاق سراح الجنود فجر اليوم تم إثر مفاوضات طويلة شارك فيها عدد من مشايخ القبائل والمخابرات الحربية أثمرت عن اتفاق يقضى بتسليمهم وعدم المساس بهم مقابل وعود للخاطفين" الذين يرجح انتماؤهم للتيار السلفى الجهادى فى سيناء، "من جانب السلطات المصرية بتحقيق مطالب لهم"، غير أنه لم يصدر أى تأكيد رسمى حتى صباح اليوم بشأن هذا الاتفاق. من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية في الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عن إعادة فتح معبر رفح البري، بعد 6 أيام من إغلاقه في أعقاب اختطاف 7 جنود مصريين في شمال سيناء المصرية. وقالت الوزارة في بيان أصدرته إن السلطات المصرية أبلغتهم صباح اليوم، بقرار إعادة فتح المعبر. كما أوضحت أن السفر سيكون فقط لأصحاب الحاجات الماسة، من "المرضى، وأصحاب الإقامات في الخارج، وحملة تذاكر الطيران، وأصحاب جوازات السفر الأجنبية"، مطالبة إياهم بضرورة التوجه للمعبر الآن. وكان أفراد شرطة مصريون أغلقوا المعبر احتجاجاً على خطف الجنود، الأمر الذي تسبب باحتجاز مئات المسافرين الفلسطينيين على جانبي المعبر. يأتي هذا التطور بعد ورود أنباء عن اشتباكات بين قوات الجيش ومسلحين في مدينة رفح المصرية، بالتزامن مع الاستعدادات العسكرية المكثفة لقوات الجيش المصري لبدء عملية تحرير الجنود المختطفين. في حين أفاد فيه مراسل "العربية" بأن حادث انفجار اللغم الذي وقع في رفح مساء أمس الثلاثاء، كشف عن استعدادات الجماعات المسلحة للمواجهة مع الجيش. وبالتزامن مع الاستعدادات العسكرية المكثفة يبدو أن الجماعات المسلحة هناك بدأت هي الأخرى الاستعداد فعليا للحظة المواجهة العسكرية، هكذا علق محللون عسكريون على حادث الانفجار الغامض الذي وقع في رفح مساء الثلاثاء، وأودى بحياة مسلح مجهول الهوية. وبحسب محللين فقد كشف الحادث عن تحركات لعناصر مسلحة، يشتبه بكونها جهادية، تعد لمواجهة مع قوات الجيش المنتشرة في المنطقة، هذه العناصر على ما يبدو تعد عدتها لمباغتة القوات بهجوم عن بعد، أو بزرع عبوات ناسفة يتم تفجيرها عن بعد على الطرق المحتملة لتحركات القوات.