رغم تحول مشروع النهضة الذى طرحته جماعة الإخوان المسلمين فى أعقاب الثورة إلى أفكار عامة دون آليات تنفيذية حتى الآن، إلا أن حزب الحرية والعدالة يقوم حاليا بتنظيم عدة فعاليات للاستفادة من تجارب التنموية فى العالم ونقلها لمصر .. حيث قام الحزب اليوم بتنظيم مؤتمر بعنوان "تجارب النهضة فى العالم.. ماليزيا نموذجا" واستضاف فيه الدكتور مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزى الأسبق وذلك بحضور عدد من قيادات جماعة الإخوان يتقدمهم المهندس خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والدكتور صفوت عبد الغنى القيادى بالجماعة الإسلامية. وكان المهندس خيرت الشاطر قد قام بزيارة سابقة لماليزيا الشهر الماضى وأعلن أن حزب الحرية والعدالة سوف يستضيف الدكتور مهاتير محمد فى محاولة للاستفادة من التجربة الماليزية. وكان مهاتير محمد قد وصل أمس على متن طائرة خاصة قادما من أوروبا فى زيارة للقاهرة تمتد عدة أيام. وقال مهاتير محمد فى المؤتمر الذى جرى تنظيمه فى أحد فنادق القاهرة أن التجربة الماليزية كانت أسهل من التجربة المصرية هذا على الرغم من أن ماليزيا كانت منقسمة بين أغلبية مسلمة تمثل 60% وأقلية هندية بنسبة 10% ثم طوئف أخرى متفرقة تمثل النسبة المتبقية، ولكن المجتمع الماليزى قرر أن يتدارك هذا الانقسام ويركز فى مصلحة الوطن مما ساهم فى تصفية المناخ لبدء تجربة النهضة. .. وأشار مهاتير إلى أن الشعب الماليزى بدأ أولا بإصلاح الزراعة حيث تم توزيع الأراضى على المزارعين ثم بدأ فى الدخول فى الصناعات الخفيفة وصولا لصناعة السيارات وصناعة الألكترونيات والاهتمام بالبنية التحتية وفى ظل هذا الخط المتوازى كان التعليم على رأس الأولويات حيث تم توحيد المناهج وضم جميع المعاهد ودور التعليم للحكومة وإضافة مواد خاصة بالوعى الوطنى لتعميق الشعور بالانتماء كما تم الاهتمام بالتعليم الصناعى والمهنى والفنى وتم إدخال التكنولوجيا سريعا إلى المدارس ودور التعليم. وقال مهاتير أن هناك خيط رفيع بين الحرية وبين الخروج على السلمية ولابد على الجميع أن يعلمون أن سوء استخدام الحرية يهدم البلاد وعلى الجميع أن يعلموا أنهم عندما يطالبون بحقوقهم أن يعملوا أولا من أجل رفعة البلد ، وأضاف أن التركيز على البنية التحتية كان أحد أهم الأهداف التى حققتها ماليزيا لإقامة نهضتها، ولفت مهاتير إلى أن أحد أهم أسباب نجاح التجربة فى ماليزيا هى الاعتماد على المشروعات المتناهية الصغر وهذا أدى أن ماليزيا تصدر 90% من منتجاتها مصنعة ماعدا 10% فقط وذلك بعد أن كانت ماليزيا تصدر 80% مواد خام. وشدد على أنه لا يمكن قيام نهضة دون مشاركة القطاع الخاص. جدير بالذكر أن فريق مشروع النهضة الذى شكلته جماعة الإخوان المسلمين يتولى الآن التنسيق وعقد اتصالات وتنظيم زيارات وتحركات عديدة لدول العالم للاستفادة من التجارب التنموية فقد ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن هذا الفريق قام حتى الآن بزيارة أكثر من 20 دولة على مستوى العالم منها ماليزيا والصين وجنوب إفريقيا وتركيا واليابان وسنغافورة بهدف بناء تصور شامل حول هذه التجربة للاستفادة منها فى تنفيذ مشروع النهضة فى مصر. حيث يلتقى فريق النهضة برجال الأعمال والوزراء وأصحاب الشركات والمصانع فى هذه الدول.