كابتن نور خطاب : شباب مصر عواجيز

مع بداية شهور الصيف يبدأ عدد كبير من الناس فى مصر الشكوى من زيادة الوزن بسبب الإكثار من المشروبات الغازية والأيس كريم والحلويات وأيضا قلة الحركة والتى تعد السبب الرئيسى للسمنة ، فما الحل لتلك المشكلة هذا هو ما سنبحث عنه مع كابتن نور خطاب خبير التغذية الصحية واللياقة البدنية و الذى حصل مؤخرا على لقب أفضل مدرب فى الوطن العربى ومقدم برنامج " شكل تانى "
أولا ما الذى جعلك تفكر فى تقديم برنامج تليفزيونى ؟
أنا أفكر فى تلك الخطوة منذ ثلاثة سنوات تقريبا وقد تلقيت عدة عروض من أكثر من قناة وكان المفروض ان البداية ستكون من قناة إم بى سى مصر إلا أن الفكرة تم تأجيلها حتى عرضت على قناة النهار أن أقدم برنامج على شاشاتها فقررت ألا يكون برنامج رياضى فقط لذلك كتبت جميع حلقاته بنفسى وهم أكثر من 200 حلقة تم تصويرهما فى معظم بلدان العالم والبرنامج فكرته تقوم على تقديم المعلومات الطبية والنصائح الغذائية والرياضية من خلال إستضافة مجموعة من المتخصصين فى الطب وأيضا نجوم ومشاهير يحكون تجاربهم مع الرياضة ، أى انه يقدم نصائح لكل الناس بإختلاف مراحلهم العمرية ليعرفوا كيف يعيشوا حياتهم بطريقة صحيحة
وكيف نعيش حياتنا بطريقة سليمة وصحية ؟
أولا دعينى أقول لك ان المصريين صعبانين عليا جدا فأنا أتابع كل ما يطرأ من جديد على مستوى العالم كله فى مجال الصحة والتغذية واللياقة البدنية ومن كثرة ما شاهدت الناس فى الخارج تتعامل مع صحتها وكأنها كنز عليها الحفاظ عليه لأخر لحظة فى عمرها خاصة كبار السن أو كما أحب أن أطلق عليهم الشباب المتقدمين فى السن إكتشفت أن شباب مصر عواجيز وانهم يبدون فى الثلاثين والأربعين وكأنهم فى السبعين وذلك بسبب السمنة وإهمال العناصر الغذائية السليمة والإعتماد على الوجبات السريعة وعدم ممارسة الرياضة والتى تعد الباب السحرى للمحافظة على الشباب الدائم ، فيكفى ان ان معظم الشباب فى مصر الأن يعانى من "الكرش" وتبدو عليه علامات الإرهاق الدائم بالإضافة الى ان قدرته على بذل أى مجهود لاتتناسب على الإطلاق مع المرحلة العمرية التى يمر بها وهذا طبعا من شأنه أن يعرضه لمشاكل كثيرة فى المستقبل مثل الضغط والسكر وأمراض القلب وغيرها .
وما الخطأ الأساسى الذى يرتكبه الشباب فى مصر حتى يصل الى هذه المرحلة ؟
الحقيقة هم مجموعة من الأخطاء وليس خطأ واحد يأتى على رأسهم النظام الغذائى فنحن شعب ذواق يحب الطعام ولكنه لايعرف كيف يتعامل معه وهذا يجعلنا نستهلك أكبر كمية ممكنة من الطعام خاصة الذى يحتوى على البروتينات والدهون والتى يعد ضررها على الجسم أكبر كثيرا من فائدتها وذلك مع عدم الإهتمام بتناول الخضروات والفواكه ومنتجات الألبان خاصة خالية الدسم كل هذا فى ظل قلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة والتى أصبحت من أهم ضروريات حياتنا خاصة فى ظل التغيرات الكثيرة التى طرأت على نظامنا الحياتى اليومى خاصة عند الشباب والذى يعد الفئة الأكثر معاناة من السمنة وكل ما يترتب عليها من مشاكل صحية.
هل حقيقى ان ممارسة الرياضة فى الصغر تحمى من أمراض الشيخوخة فى الكبر ؟
أولا لايوجد شىء إسمه أمراض الشيخوخة فكل هذه الكلمات اختراعات مصرية بدليل ان الناس فى العالم كله تمارس حياتها بمنتهى القوة والنشاط والحيوية وهم فى الثمانين والتسعين ، ولأن الإنسان واحد فى كل مكان فالإختلاف إذن فى إسلوب الحياة وليس التركيبة الجسدية ، ونحن فى مصر إذا حرصنا على إسلوب حياة صحى سنتخلص تماما من أمراض الشيخوخة وأى أمراض أخرى فأنا دائما ما أشبه الفرق بين الشخص الذى يمارس رياضة والذى لا يمارس أى نشاط بدنى بالنيل والترعة فالنيل الذى يتحرك طوال الوقت يبقى دائما متجدد وصالح للشرب أما الترعة الراكدة فهى بيئة خصبة للفطريات والأمراض ونفس الشىء بالنسبة للشخص الذى يمارس الرياضة فكل أجهزة جسمه تتجدد معه ودورته الدموية تصبح منتظمه مما يقيه من أمراض القلب والشرايين والضغط والسكر عكس الإنسان الكسول الذى لايتحرك مترين إلا بالسيارة أو يبقى طوال النهار على مكتبه فى عمله وطوال الليل أمام التليفزيون والطعام ، فطبيعى اذن أنه سيصبح عرضة للكثير من الأمراض التى تجعله يصاب بالشيخوخة وهو فى الثلاثين أو الأربعين .
ولكن الذهاب الى صالات الجيم ليس أمرا يسيرا لكل الناس .. فما الحل ؟
الحياة حولنا فى منتهى البساطة فلماذا نصعبها على أنفسنا فالذهاب الى الجيم ليس الحل الوحيد لممارسة الرياضة وانما يمكننا أن نمشى فى الشارع وآلا نعتمد على السيارة أو المواصلات طوال الوقت وأن نصعد السلم على أقدامنا بدل الأسانسير وإذا كان هذا الأمر صعب فنعتمد على الأسانسير فى الصعود فقط وان نتحرك كثيرا فى البيت ولا نتناول الطعام أمام التليفزيون ، ونحاول قدر الإمكان أن نخصص ساعة ثلاث مرات فى الإسبوع للمشى فى الشارع شرط أن يكون بخطوات ثابتة ونفس منتظم فكل هذا ينشط الدورة الدموية ويساعد على ضخ الأكسجين لجميع أعضاء الجسم .
ما رأيك فى الشباب الذين يلجأون الى عمليات تدبي المعدة أملا فى الحصول على الرشاقة السريعة ؟
أنا ضد هذه العمليات على الإطلاق طالما كانت هناك فرصة لممارسة الرياضة حتى لو كانت فى أبسط صورها خاصة بالنسبة للشباب لأن من يفقد وزن كبير فى زمن قصير سيعود مرة أخرى لنفس وزنه السابق وربما أكثر حيث ان هذا الفقدان السريع لم يحدث بطريقة صحية وأنا سأناقش تلك القضية وغيرها فى البرنامج ، لذلك أنا دائما ما أنصح الشباب الذين يريدوا أن يفقدوا وزنهم بآلا يتعجلوا وأن يأخذوا الموضوع بخطوات بطيئة وثابته حتى لايعودا الى ما كانوا عليه مرة أخرى
هل حقيقى ان ممارسة الرياضة تعد علاجا للإكتئاب ؟
بالتأكيد فالرياضة من أهم وسائل علاج الإكتئاب بل انها تعد أفضل من الأدوية المضادة للإكتئاب حيث انها تساعد على تصفية الذهن وصفاء العقل والتخلص من الطاقة السلبية وإعادة شحن الجسم والروح بطاقة إيجابية مما يجعلنا أكثر هدوءا وإقبالا على الحياة .
يقولون عليك صانع رشاقة النجوم .. فهل يمكن لأى شخص عادى أن يصبح فى رشاقة نجوم السينما والتليفزيون ؟
بالتأكيد فالأمر فى منتهى السهولة وبالمناسبة فهناك عدد كبير من النجوم يرتكب نفس أخطاء الأشخاص العاديون بمعنى انهم طالما لم يكن عندهم تصوير فلا يهتموا بوزنهم وصحتهم وبمجرد أن يبدأوا دور جديد يأتون الى ليبدأوا نظام رياضى وغذائى جديد ولكن الحقيقة ان أغلبهم يمشى على النظام بدقة مما يجعلهم يفقدوا جزء كبير من وزنهم فى فترات وجيزة لذلك فإن أى شاب أو فتاة يستطيعا أن يصبحا مثل نجوم السينما إذا حرصا على حياة صحية سليمة.
هل هناك نظام رياضى وغذائى مناسب لكل الناس أم يجب ان يكون لكل شخص نظام خاص به ؟
هذا يتوقف على وزن الشخص وحالته الصحية وما إذا كان يعانى من أمراض مثل القلب أو الضغط ولكن من الطبيعى ان يكون لكل شخص نظام خاص به أما النظام العام للكل فهو الحرص على الرياضة وان تعذرت يصبح المشى ضرورة لامفر منها والإعتماد بشكل رئيسى على الخضار والفاكهة والإقلال قدر الإمكان من البروتينات الحيوانية والدهون والحلويات .
هل حقيقى ان معدلات حرق الدهون تقل بعد عمر معين ؟
نعم فمعدلات الحرق بشكل عام تقل ما بين عمر الخامسة والعشرين والثلاثين ولكننا نستطيع ان نتغلب على ذلك بكثرة الحركة والحرص على الرياضة وتناول غذاء صحى .
وأخيرا بماذا تنصح للشباب للتغلب على زيادة الوزن فى الصيف ؟
الإقلال من الحلويات والأيس كريم والإبتعاد تماما عن المشروبات الغازية وعدم الإستسلام للكسل والراحة المبالغ فيها مع إرتفاع درجة الحرارة وانما لابد من ممارسة رياضة المشى على الأقل ثلاثة مرات إسبوعيا ما بين السادسة والثامنة صباحا أو بعد السابعة مساءا .