بالشراكة مع «مصر الخير».. انطلاق تدريبات مهنية لتأهيل الشباب لسوق العمل بأسيوط    أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الجمعة 30 مايو 2025    أونروا تحذر من كارثة غذائية في غزة وسط حصار مستمر وتقييد دخول المساعدات    أسامة نبيه: سندافع عن أحلامنا بقوة في مونديال الشباب    القبض على شخصين لاتهامهما بالنصب على المواطنين في القليوبية    ضبط 306 قضايا مخدرات و164 قطعة سلاح في حملات الداخلية    تعرف على إيرادات فيلم ريستارت في أول أيام عرضه    ديو "إهدى حبة" يتصدر التريند.. ديانا حداد والدوزي يشعلان الصيف    انطلاق قافلة دعوية مشتركة إلى مساجد الشيخ زويد ورفح بشمال سيناء    موقع عبري: نتنياهو يُسلم السلطات لنائبه «مؤقتًا» لهذا السبب    فتح باب القبول بالدراسات العليا في جميع الجامعات الحكومية لضباط القوات المسلحة    أمين الأعلى للشئون الإسلامية: مواجهة التطرف تبدأ من الوعي والتعليم    باريس سان جيرمان بالقوة الضاربة فى مواجهة إنتر بنهائي دوري الأبطال    جيش الاحتلال يعلن انضمام لواء كفير إلى الفرقة 36 للقتال في خان يونس    أفضل دعاء في العشر الأوائل من ذي الحجة للمغفرة مكتوب (ردده الآن كثيرًا)    «الرعاية الصحية» تعتمد قرارات إستراتيجية لدعم الكفاءة المؤسسية والتحول الأخضر    التضامن: وصول آخر أفواج حجاج الجمعيات الأهلية إلى الأراضي المقدسة اليوم    ماسك يكشف عن خلاف مع إدارة ترامب    وزير الطيران: مصر تسعى لترسيخ مكانتها كمحور إقليمي في صناعة الطيران الإفريقية    إمام عاشور يحسم الجدل: باقٍ مع الأهلي ولا أفكر في الرحيل    ريا أبي راشد: أجريت مقابلة تلفزيونية مع مات ديمون بعد ولادة ابنتي بيومين فقط    ذكرى رحيل "سمراء النيل" مديحة يسري.. وجه السينما المبتسم الذي لا يُنسى    في ذكرى رحيله.. "جوكر الكوميديا" حسن حسني بوصلة نجاح الشباب    رئيس التنظيم والإدارة يستعرض التجربة المصرية في تطبيق معايير الحوكمة    تكبير ودعاء وصدقة.. كيف ترفع أجرك في أيام ذي الحجة؟    بعد قليل.. نقل شعائر صلاة الجمعة من مسجد الشهيد بالقليوبية    حملة للتبرع بالدم بمديرية أمن البحر الأحمر    بري يرفض الاحتكاكات بين بعض اللبنانيين في جنوب البلاد واليونيفيل ويدعو لمعالجة الوضع بحكمة    ملاكي دخلت في موتوسيكل.. كواليس مصرع شخص وإصابة 3 آخرين بحادث تصادم بالحوامدية    رئيسة القومي للمرأة تلتقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف    "الشربيني": بدء إرسال رسائل نصية SMS للمتقدمين ب"سكن لكل المصريين 5" بنتيجة ترتيب الأولويات    غدا.. وزير الصناعة والنقل يلتقي مستثمري البحيرة لبحث التحديات الصناعية    مسؤولون إسرائيليون: توجيه ضربة لمواقع نووية إيرانية أمر ضروري    القومي للبحوث يرسل قافلة طبية إلى قرية دمهوج -مركز قويسنا- محافظة المنوفية    «ذا أتلانتيك»: واشنطن تغيب عن جولة مفاوضات تسوية الحرب الروسية الأوكرانية المقبلة    المضارون من الإيجار القديم: مد العقود لأكثر من 5 سنوات ظلم للملاك واستمرار لمعاناتهم بعد 70 عامًا    أسعار البيض بالأسواق اليوم الجمعة 30 مايو    ضبط كيان مخالف لتصنيع الشيكولاتة مجهولة المصدر بالمنوفية    ماكرون يتحدث مجددا عن الاعتراف بدولة فلسطينية.. ماذا قال؟    نصائح مهمة من القومي للبحوث للطلاب خلال فترة الامتحانات (فيديو)    انخفاض أسعار الذهب الفورية اليوم الجمعة    مصرع وإصابة 4 أشخاص في حادث تصادم بطريق مصر السويس الصحراوي    «عانت بشدة لمدة سنة».. سبب وفاة الفنانة سارة الغامدي    الإفتاء: الأضحية المعيبة لا تُجزئُ عن المضحي    رئيس وزراء اليابان يحذر من التوتر بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية    مصرع شاب و إصابة أخر في تصادم موتوسيكل بأخر في المنوفية    «تعامل بتشدد».. تعليق ناري من طاهر أبو زيد على انسحاب الأهلي من القمة    3 ساعات حذِرة .. تحذير بشأن حالة الطقس اليوم : «شغلوا الكشافات»    موعد مباراة الاتحاد والقادسية في نهائي كأس خادم الحرمين والقنوات الناقلة    «مالوش طلبات مالية».. إبراهيم عبد الجواد يكشف اقتراب الزمالك من ضم صفقة سوبر    "فوز إنتر ميامي وتعادل الإسماعيلي".. نتائج مباريات أمس الخميس 29 مايو    البرلمان يوافق نهائيًا على تعديلات قوانين الانتخابات    مجموعة الموت.. المغرب تصطدم ب«إسبانيا والبرازيل» في كأس العالم الشباب 2025    العرض الموسيقي «صوت وصورة» يعيد روح أم كلثوم على مسرح قصر النيل    بعد أنباء رحيله.. كونتي مستمر مع نابولي    هل يجوز الجمع بين نية صيام العشر من ذي الحجة وأيام قضاء رمضان؟    "الإفتاء توضح" بعد الجدل الدائر.. حكم صلاة الجمعة إذا وافقت يوم عيد؟    «الإسعاف»| 123 سنة إنقاذ.. 3200 سيارة حديثة و186 مقعدا لاستقبال البلاغات يوميًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د.سالم عبد الجليل :العمل للدنيا و الاخرة معا يساويان مرضاة الله عز و جل
نشر في بوابة الشباب يوم 29 - 03 - 2013

هل تؤثر حالة القلق والتوتر التى تمر البلاد على سلوكياتنا الفردية ؟ ، وكيف يمكن التغلب على المشاكل التى تواجهنا فى حياتنا اليومية ؟ ، هل من الضرورى أن يقف الإنسان مع نفسه كل فترة ليعيد حسابات ، كل تلك الأسئلة وأكثر منها توجهنا بها للدكتور سالم عبد الجليل رئيس الإدراة المركزية لشئون الفتوى بوزارة الأوقاف لعلنا نجد الإجابة عليها .
هل من الضرورة ان يقف الانسان مع نفسه كل فترة ؟
ليس كل فترة فنحن هنا شأننا شأن التجار ، ولا أحسب ان تاجرا لا يحاسب نفسه في كل يوم عما حقق من مكاسب او ما اصابه من خسائر ليستفيد من دروس يومه و اذا كانت الشركات الكبري اليوم تقوم بعمل حساب ختامي كل عام لمراجعة موقفها الإقتصادي فبالتأكيد انها تقوم بذلك بشكل جزئي ايضا اي علي فترات قصيرة، و هذا ما ينبغي ان يكون حال الأنسان عليه حيث لابد ان يقوم بخمس خطوات يومية لعمل وقفه مع نفسه ليعرف موقفه عند رب العزة سبحانه و تعالي ، الخطوة الأولي هي ما نسميها نحن المعاهدة بحيث يتعاهد مع نفسه و ربه في كل يوم بألا يقترف إثما و لا يفعل خطيئة و لا يقصر في واجب فهذا هو الأساس الذي يؤسس الأنسان نفسه عليه كل يوم ، تأتي بعد ذلك الخطوة الثانية و هي مراقبة هذه النفس و متابعتها علي عدم التقصير في المعاهدة و اذا ما تم التقصير بشكلا او بأخر ثم يأتي دور الخطوة الثالثة و هي المجاهدة اي يجاهد الواحد فينا نفسه آلا يقع في التقصير او الخطيئة ، اما الرابعة و هي دائمة هي خطوة المكاشفة و المحاسبة مع النفس ليري الأنسان اذا كان راضي عن ادائه في عمله و حياته و ترضيته لربه ام ان هناك تقصيرا و اذا وجد انه وفق فينسب الفضل لله سبحانه و تعالي و اذا لم يوفق فينسب ذلك الي نفسه و ادائه و عليه ان يعيد حساباته مرة اخري ، ثم تاتي الخطوة الأخيرة و هي خطوة المعاتبة للنفس او المعاقبة في حالة اذا ما استمرت في التقصير فلابد ان يعاقب الأنسان نفسه عقوبة رادعة و متناسبة مع طبيعة نفسه فإذا كان يحب الشهوات فعليه ان يحرم نفسه منها و هذا ما حدث مع سيدنا سليمان النبي نفسه عندما شغلته الخيل عند موعد الصلاة فعاقب نفسه بأن جعل هذه الخيل كلها لله سبحانه و تعالي و تكرر الأمر نفسه مع سيدنا عمر عندما كان يمر علي بساتينه فأعجب بها و شغلته عن واجباته فقرر ان يهبها جميعا لله و لم يستفد منها بواحدة و هذا نوع من العقوبة الرادعة التي تجعل النفس تستقيم علي منهج الله سبحانه و تعالي و تؤدي فرائضه علي اكمل وجه.
المفروض ان العبادات تهذب النفس و السلوك و لكن هذا لم يحدث مع كل الناس.. فبماذا تفسر ذلك ؟
انا احسب ان الأنسان بالذات في مسألة القيم و الأخلاقيات و اداء العبادات مصاب بمرض موجود فينا جميعا بدرجات ، و هو ما يسمي بالأنفصام في الشخصية ، فالبعض منا قد يبكي في صلاته و يخشع فيها و يكثر من الصيام و الذكر و التسبيح و يؤدي كل فرائضه ، و مع ذلك نجده لا يتخلق بالاخلاق الكريمة و ليس عنده تسامح و لا اخاء و مودة و لا اخلاص و ايثار و هذه الأخلاقيات هي ما سببت الجهل و الخلط الذي نعاني منه الأن لانه لا فرائض بلا اخلاق و خلق كريم و سلوك قويم و لا قبول لنا الا بمراجعة انفسنا في مثل هذه السلوكيات ، فالمشكلة هنا في الفهم المغلوط للإسلام الذي شرعت عباداته لتزكية النفوس و حثها علي الخلق القويم ، و للأسف ان البعض يعتبر مجرد اتيان تلك الشعائر التعبيرية دون مراعاة لحقيقة مضمون هذه العبادات صلاة كانت ام صيام ام قراءة القرأن التي شرعت من الأساس لتهذيب النفس و يكفي و لكنها لا تقبل دون العمل الحقيقي بها هذا ما يغيب عن الناس ، و لهذا جاء في الاية الكريمة " ان الصلاة تنهي عن الفحشاء و المنكر " مما يفهم منه و هم فهم و قاعدة صحيحة تماما ان من لم تمنعه صلاته عن 1الفحشاء و المنكر فلا صلاة له و في الحيث القدسي " ليس كل مصلي قد صلي " لذلك انا اعيب علي اخواننا الذين يصلون و يصومون و يحجون لا يتخلقون بالأخلاق الحسنة و هذا ما ورد في حديث الأفلاس، و هذه القيم السلبية سوف تأكل الحسنات التي يقوم بها هؤلاء الناس الذين يفصلون بين شعائر العبادة و الخلق الحسن ، انا اقول ذلك و انا اعلم تماما انه لا يوجد انسان بلا اخطاء و لو شققنا عن اي قلب سنجد به هذا و ذاك فتلك هي طبيعة البشر و لكن علينا مجاهدة انفسنا لنشعر بوجود الله معنا.
هل يريد الله بنا الخير و الشر ام انه يريد الخير فقط ؟
الأرادة نوعان الأولي ارادة كونية و الأخري شرعية ، الكونية هي التي ارادها الله لنا دون اي تدخل منا بمعني انه خلقني انسانا و ذكرا و ابن فلان و فلانة و مسلم و سأتزوج من فلانة و انجب منها ام لا انجب و هكذا فالأرادة الكونية هي تلك التي نحن مسيرين فيها دون ارادة منا ، اما الأرادة الشرعية فهي التي نحن مخيرين فيها و نأخذ بالاسباب اي اننا نختار فيها ان نكون مسلمين صالحين ساعين في الخير للغير و لأنفسنا و هذا اكبر دليل علي ان الله لا يريد بنا الا ان نفعل الخير و لكنه علي علم مسبق بمن سيختار طريق المعصية و ليس معني ذلك انه عز و جل كتبه عليه ، بالعكس هو اعطي له حرية الأختيار إلا انه اختار طريق الخطيئة بالرغم من انه كان امامه ان يختار العكس و هنا يأتي دور العقل الذي يحركنا في اتجاه الخير او الشر، و تلك هي ما نطلق عليها فلسفة الكتابة اي ان الله كتب علينا الشيء و لكنه لم يطلعنا عليه حتي لا يفعل الواحد فينا المعصية و يقول " و انا مالي ده ربنا اللي كتبه علي " هنا نقول له ربنا لم يكتب الشر و انما وهبك حرية الإختيار فاين دور العقل و الارادة و حتي اذا قدر لك فعل الشر الذي هو من الاساس خطأ بالأختيار فعليك بالتوبه منه و الإعتذار عنه .
و هل يجوز الأعتذار عن الأخطاء القدرية ؟
نعم يجوز الأعتذار للقدر عن خطية وقعنا فيها و مثال علي ذلك سيدنا ادم عليه السلام آكل من الشجرة و عرف خطيئته فلم يقل يارب انت كتبت علي و انما قال "ربنا ظلمنا انفسنا و ان لم تغفر لنا و ترحمنا لكنا من الخاسرين " فغفر له ربه لأنه أكل من الشجرة باختياره و ارادته ، ثم جاء سيدنا موسي بعد مئات و ربما الاف السنين وكان يعاني من اذي بني اسرائيل ايذءا شديدا ليعتب علي سيدنا ادم و يطلب من الله ان يري قبره و بالمعجزة احيا الله ادم فقال له سيدنا موسي" يا ادم آلست انت الذي خلق الله بيديه و نفخ فيك من روحه و اسجد لك ملائكته 00 فلماذا اخرجتنا من الجنة و هبطت بنا الي للأرض "فسأله آدم عليه السلام " من انت ؟" فأجابه انا موسي فقال ادم " انت كريم الله الذي اتاه التوراه00 انت نبي بني اسرائيل" قال "نعم " فقال " يا موسي آلم تقرأ في التوارة التي انزلت عليك اني للأرض خلقت " و المعني هنا ان اقدارنا ممكن ان تقودنا للخطأ و علينا ان نتعتذر للقدر عن تلك الخطيئة و نتوب عنها ، يعني مثلا رابعة العدوية اعتذرت للقدر عن خطايا شبابها و قبل الله توبتها ، اما كون الأنسان يستمر في معصيته بحجة ان القدر كتب عليه ذلك فهذا لا يجوز لأن الله لا يأمر بالفحشاء و انما هو معنا في كل شيء يدفعنا للخير0
و كيف نشعر ان الله معنا ؟
هو يقينا معنا بالمعية و هناك نوعين من المعية العامة و الخاصة ، المعية العامة هي ان كلنا بلا استثناء نؤمن ان الله معنا و يطلع علينا ، اما المعية الخاصة فهي التي نشعر بها في توفيق الله عز و جل لنا في خطواتنا في الدنيا مثل ان اشعر انه يساندني و يمنحني من فضله و ينصرني و يقويني ، و هذا الشعور عادة ما يصل للأنسان له عندما يكون مطيعا لربه واثقا فيه متوكلا عليه، محبا له محافظا علي فروضه و اوامره كما في قوله تعالي " ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون و تلك هي المعية الخاصة التي تدل علي ان الله سينصر الذين اتقوا اما المعية العامة فقد ورد معناها في قوله تعالي " و هو معكم اينما كنتم " اي ان الله مع الجميع حتي الكفرة و العياذ بالله 0
اذن بماذا تفسر شعور البعض بالبعد عن الله بالرغم من انهم متدينون ؟
لا يوجد انسانا في الدنيا متدين عن حق و يشعر ان الله بعيدا عنه او انه بعيدا عن الله ، واذا قال ذلك فتدينه شكلي ليس اكثر ، فكيف لنا ان نصلي حق صلاة و لا نشعر بالقرب من الله و تلك التي قال عنها رسول الله( ص) ارحنا بها يا بلال 0
قال تعالي في سورة الفجر " يا ليتني قدمت لحياتي " فكيف لنا ان نستغل حياة الدنيا في الأعداد للقاء الله لقاءا نفرح به و نتطلع اليه ؟
فلننظر اولا الي التعبير الوارد في الأية الكريمة و هو قدمت لحياتي ، فأي حياة المقصودة هنا انها حياة الأخرة ، لذلك فعلي الناس ان تفهم ان الدنيا ما هي الا مرحلة نقدم بها طاعة حقيقية و معاملة طيبة و عملا صالحا و احسانا الي الأخرين نسعي به الي التقديم للحياة الأخرة ، و لكن بعض الناس انهاردة للأسف تقدم لحياة الدنيا عندما تسرق و تنهب و تأكل مال اليتيم و بعد ان تفعل كل ذلك تموت او تعيش دون ان تتمتع به بسبب مرض مثلا ، و بالتالي فالأنسان العاقل هو الذي علية ان يحافظ علي دنيته و اخرته و يسعي اليهما معا 0
اذا لماذا لا يتكلم مشايخ الفضائيات الا عن الموت فقط و كأن الله خلقنا لننتظره دون ان نسعي للدنيا ؟
سيدنا محمد عله الصلاة و السلام قال في حديثه الشريف حول هذا المعني "إذا قامت القيامة و في يد احدكم فسيلة فليزرعها " و الفسيلة هي صغيرة النخلة التي لن تأتي بثمرة الا بعد عمرا طويلا ، فمن الذي سيأكلها اذن اذا كانت القيامة ستقوم و ما الذي يمكننا ان نستدل عليه من هذا الحديث ،هو اننا لابد ان نحافظ علي معادلة هامة جدا في دنيانا و هي ان العمل للدنيا و العمل للاخرة يساويان مرضاة الله سبحانه و تعالي ، فالعمل و السعي له حتي لو كان في سبيل النفس فقط و ليس ابوين شيخين او زوجة و اطفال فهو يعد سعي في سبيل الله ، لأن العمل للأخرة لا يعني فقط صلاة و صيام و زكاه ، فالمهم هنا هو الأيمان بصحة ما نفعل سواء للدنيا او الأخرة 0
و كيف يكون ايماننا صحيحا ؟
الأيمان الصحيح يحتاج الي شيئين الأول عقيدة في القلب و تلك لا يطلع عليها الا الله وحده و الثاني هو السلوك الذي يترجم تلك العقيدة ، فلا ينفع ايمان و عقيدة بدون سلوك و لا سلوك دون عقيدة ، فالبوذيين مثلا و الهندوسيين عندهم قيم اخلاقية عالية جدا لكنه سلوك بلا ايمان لذلك عندما عرف الأيمان الصحيح قيل عنه " ما وقر في القلب و صدقه العقل" ، و بالتالي لا يمكن اطلاقا ان يكون العمل صحيحا الا بايمان سليم و فعلا طيبا و رضا بالمكتوب 0
اليس من المفروض ان الايمان الصحيح يجعلنا نرضي بما هو مكتوب علينا دون استياء او خوف من المستقبل ؟
بالتأكيد فلو علم الأنسان ان الله سبحانه و تعالي الطف و ارحم به من امه ، لرضي بقضاء الله و سعد به أيا ان كان ، فقد أسر رسول الله (ص) يوما مجموعة من الناس و كان من بينهم إمرأة و طفلها الرضيع و مع الزحام ضاع الطفل فظلت السيدة تبكي بحرقة شديدة و عندما وجدوا لها الطفل اشتد بكاءها ، فنظر رسول الله الي الصحابة و قال لهم هل يمكن ان تلقي هذة المرأة برضيعها في النار فقالوا ابدا يا رسول الله فقال ان الله عز و جل ارحم بعباده من تلك المرأة بوليدها ، لذلك علينا ان ندرك ان الله رسم لكل واحد فينا حياته بالأفضل ، و لكننا لا نري ذلك لأننا دائما نتطلع لما هو ليس لنا متصوريين انه الأفضل دون ان ندرك ان ما نراه نحن بعلمنا و قدراتنا المحدودة حسن قد يكون قبيحا و مؤذيا و فيه شقاءنا ، فالله سبحانه و تعالي يرسم لنا طريقنا بما هو اصلح ، فتجدي امرأة لم تتزوج مثلا تقول لو كنت تزوجت او انجبت كنت اصبحت اسعد حالا و هي لا تدرك ان الزواج و الأنجاب قد يكون فيه شقاءها ، او رجل يقول لو كنت اعمل في وظيفة اخري لكان حالي افضل مع العلم انه في الوظيفة الأخري هذه لربما خرج منها بمشكلة دمرت حياته و هكذا ، لذلك من الخطأ ان ندعي الله بالشيء المطلق بمعني الا نقول يارب ارزقني الولد فهذا لا يجوز انما لابد ان نقول اللهم ارزقني الذرية الصالحة و اخلف علي بالطيب و هذا معني قوله تعالي " الا يعلم من خلق " فالله بعلمه يعلم الأصلح لذلك فدائما في دعاءنا ندعي بان يرزقنا الله بما هو اصلح و نرضي باختيار الله و نؤمن بأن كل واحد فينا اخذ نصيبه 24 قيراط كاملا لكن توزيعهم هو الذي اختلف
الاكتئاب و الذي يعد مرض العصر الأن دليل علي عدم الأيمان !
نعم فهو عرض من اعراض عدم الرضا ، فالأكتئاب يعني الحزن لعدم تحقيق شيئا ما و بالتالي فهو عرض لعدم الإيمان بالمكتوب و حتي لو كان هناك ايمان فهو ايمانا ضعيفا ، لأن الايمان الحقيقي و الكامل يعني ان اتفاءل بأن الغد سيكون افضل و يكفي انه يقربني من لقاء ربي الذي سأعيش عنده حياه افضل كثيرا مما انا فيه0
اخلاق الناس الأن00 هل تحتاج اعادة تشغيل او بلغة الكمبيوتر reastart؟
للأسف نعم و الدليل علي ذلك ما نراه و نسمع عنه اليوم من اشكال غريبة و مدهشة للجريمة ، فهذا يدل علي ضعف الأيمان و غياب القيم لان الاصل ان الانسان معرض للبلاء و الاختبار و ليس معني ذلك ان نكتئب و نحزن و المفروض و نرتكب المعصية او الجريمة ان الانسان العاقل هو الذي يؤثر في ازماته و لا يتأثر بها ، و هذا هو ما يحتاج الي اعادة تشغيل و هو ان نسعي لان يكون ايماننا ايمانا صحيحا.
هل ساهمت بعض الفضائيات الدينية الموجودة الان في نشر الفكر السلفي و الوهابي ؟
ليست كلها فكل فضائية دينية تخضع لفكر القائمين عليها ، فهناك قنوات بالفعل متشددة جدا و تسعي لنشر الفكر السلفي مع ان ديننا العظيم ابسط من ذلك بكثير،
و هناك ايضا قنوات تسعي لنشر الفكر الوسطي.
بماذا تفسر اقبال الناس علي تلك القنوات المتشددة ؟
لسببين الاول ان البعض يعتقد ان المتشدد هو الأفقه و ان الذي يشدد عليهم هو الأعلم و هناك تدعيم لتلك الثقافة ، اما السبب الثاني ان معظم القائمين علي الفكر الوسطي هما المنتسبين للحكومة و بالتالي هناك شك في اصحاب هذه الكلمة لأنهم ينتسبوا للحكومة ، المشكلة انه في الوقت الذي انتشرت فيه كل تلك القنوات الدينية انتشر الفساد الأخلاقي ايضا ، و تفسير هذا ان تلك القنوات و خاصة المتشددة منها ركزت علي الثقافة الاسلامية غير المعتدلة و تركت التربية الصحيحة علي الدين ، فالدين عندنا اربع عناصر هم العقيدة و الأخلاق و العبادة و المعاملات ، و تلك القنوات ركزت علي العقيدة و العبادات و اهملت السلوك و المعاملات مما ساهم في نشر فساد الاخلاق.
هل نجحت جماعات الأخوان في استقطاب عددا كبيرا من الأئمة لتوصيل فكرهم عن طريقهم ؟
غير صحيح فقد يعجب بعض الأئمة بنشاط الأخوان التنظيمي و لكنهم لم ينساقوا وراء فكرهم فكل الائمة المعينين في الاوقاف ازهريين ، و الأزهري مهما استماله نشاطا ما فهو في النهاية يحكمه الفكر الأزهري الذي تعلمه في افضل مؤسسة اسلامية و علينا ان ندعي دائم آلا يحكم علينا ظالم0
كيف يستجاب الدعاء ؟
بتحري العمل الحق و الكسب الحلال و الملبس الطيب و القول الصدق ، و ايضا يتحري الوقت الأمثل للدعاء ، فحقيقي ان الله تعالي يسمع الداعي في اي وقت من ليل او نهار ، و قال تعالي " و اذا سألك عبادي عني فإني قريب " و لكن هناك اوقاتا تكون مفضلة للدعاء و مخصوصة بالاستجابة و هي ليلة القدر و ليلة الجمعة و عند نزول الغيث و وقت السحر و بين الاذان و الاقامة و عند تلاوة القرأن و ختمه


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.