أعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أن زيارة د.محمد مرسى أمس إلى باكستان والتى تعد أول زيارة رسمية لرئيس مصرى منذ 40 عاما وتحديا منذ عهد جمال عبد الناصر هى بمثابة منعطفا فى العلاقات الدولية بين البلدين المسلمين . وعلى الجانب الآخر ، إستغرب الكثير من المصريين زيارة د.مرسى لباكستان أمس والهند اليوم خاصة وأنها غير متوقعة ولبلدين لا نعرف لماذا إختارهما د.محمد مرسى ؟ وما هو النموذج الذى يراه فيهما ليبدأ بهما جولته الأسيوية ؟ . وكان د.مرسى قد ألغى زيارته إلى إسلام أباد فى نوفمبر الماضى في اخر لحظة للمشاركة في قمة مجموعة الثماني للتنمية، المنتدى الرامي الى تعزيز التعاون الاقتصادي بين ثماني دول اسلامية هي اندويسيا وماليزيا وبنغلادش وباكستان وايران وتركيا ومصر ونيجيريا . وكان السفير المصري في باكستان سعيد هندام قد صرح بأن زيارة الرئيس مرسي ، التي ستكون أول زيارة لرئيس مصري لباكستان منذ حوالي 40عاما ، تمثل انطلاقة جديدة للعلاقات بين مصر وباكستان في أعقاب ثورة 25 يناير كعلاقات تربط بين دولتين ديمقراطيتين لاسيما وأن حكومة باكستان أتمت أمس ولاية كاملة مدتها خمس سنوات فيما يعتبر سابقة في تاريخ الحياة السياسية الباكستانية . وأضاف أن هذه الزيارة تأتي وسط ترحيب رسمي وشعبي بالرئيس مرسي بصفته أول رئيس منتخب لمصر بعد الثورة . ونوه السفير هندام بأن الرئيس مرسي يستهل زيارته لمنطقة جنوب آسيا بزيارة باكستان تأكيدا للمكانة العالية التي تكنها مصر لباكستان . وقال أن باكستان ايضا تحتفظ لمصر بمكانة عالية تمثلت في حرص الرئيس زرداري على اتمام هذه الزيارة على الرغم مما تمر به باكستان الآن من تغييرات سياسية في نهاية ولاية البرلمان والحكومة والمفاوضات الجارية مع المعارضة لاختيار رئيس للحكومة الانتقالية التي ستشرف على الانتخابات. ويقول د.عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية وعضو وخبير بالمعهد العربى والأوروربى للدراسات الإستيراتيجية بجامعة الدول العربية فى تصريح خاص لبوابة الشباب : إن زيارة د.مرسى إلى باكستان والهند ورائها عددا من الأهداف ، فجاءت مبادرته لزيارة باكستان من أجل الإستفادة عسكريا من التكنولوجيا الباكستانية فى هذا الصدد خاصة ونحن فى حاجة ماسة إلى التكنولوجيا العسكرية الحديثة ،علاوة على أن باكستان تعد من أكثر الدول الحليفة لأمريكا فى آسيا وقدمت لأمريكا الكثير من التسهيلات لوجود قواعد عسكرية أمريكية فى جنوب شرق آسيا وعلى الجانب الآخر فإن باكستان ليس لديها ما تقدمه إقتصاديا لمصر لذلك فهى لن تفيدنا فى إتفاقيات إقتصادية . وبالنسبة للهند يؤكد د.عامر أنها تختلف كثيرا عن باكستان فهى نموذج ناجح إقتصاديا ويمكننا أن نستفيد منها إقتصاديا جدا . مشيرا إلى ان زيارة د.مرسى إلى دول جنوب آسيا يعد فى إطار توسع السياسات الخارجية المصرية فى تعاملاتها مع الدول الإسلامية الآخرى مهما إختلفت اللغة والثقافة وذلك رغبة فى التكام بين الشعوب الإسلامية .. و يرحب د.محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديموقراطى بزيارة د.محمد مرسى لباكستان والهند مؤكدا على أهمية إقامة علاقات ود وتعاون من كل دول العالم وألا تقتصر علاقاتنا الدولية مع أمريكا فقط . مضيفا أنه معجب جدا بالنموذج الهندى خاصة وأن الهند تعد حاليا نموذجا ناجحا وأصبحت من أقوى دول العالم .