من 50 ل 116 جامعة.. عاشور: قفزة بالتعليم العالي في مصر بعهد السيسي    بالصور- رئيس جامعة أسيوط يتفقد لجان امتحانات كلية الآداب    وزير التعليم العالي: طفرة كبيرة بالمنظومة التعليمية في عهد السيسي    محافظ بورسعيد: المحافظة ظلمت بسبب إدراجها ضمن المدن الحضرية    جامعة القاهرة تستقبل وفدا صينيا بمستشفى قصر العيني الفرنساوي    توقف جميع شبكات الاتصالات فى إسبانيا بعد 4 أسابيع من أزمة انقطاع الكهرباء    توريد 544 ألف طن من الذهب الأصفر لشون وصوامع محافظة الشرقية    خالد عبد الغفار يبحث سبل التعاون مع وزيرى الصحة بلاتفيا وأوكرانيا    شقق متوسطى الدخل هتنزل بكرة بالتقسيط على 20 سنة.. ومقدم 100 ألف جنيه    الحجز غدا.. أماكن وحدات سكن لكل المصريين 7    تشديد للوكلاء ومستوردي السيارات الكهربائية على الالتزام بالبروتوكول الأوروبي    رئيس الوزراء يستقبل أمين الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصينى    اتهام فلسطيني لإسرائيل بمحاولة تصفية قادة الحركة الأسيرة بالسجون    "أونروا": المنظمات الأممية ستتولى توزيع المساعدات الإنسانية في غزة    البرلمان العربي يعزي مصر في شهداء طائرة التدريب    باكستان تؤكد التزامها بزيادة حجم التجارة مع الولايات المتحدة خلال السنوات القادمة    المحكمة الرياضية ترفض أحقية حصول لاعب الإسماعيلي السابق على 200 ألف دولار    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في دوري سوبر السلة    مصيلحي: معظم الأندية وافقت على إلغاء الهبوط.. ولا أتخيل الدوري بدون الفرق الشعبية    سالم: نجهز ملف كامل حول أزمة القمة قبل الذهاب للمحكمة الرياضية.. ومتمسكون بعدالله السعيد    الأهلي يقترب من حسم ملف مصطفى العش    كلوب يفاجئ الجميع.. أوافق على تدريب هذا الفريق    ضبط شخص تعدى على سيدة بالسب وتهديدها بسلاح أبيض أسفل محل سكنها فى دمياط    استمارة التقدم على وظائف المدارس المصرية اليابانية للعام الدراسى 2026    الأرصاد: طقس غداً الأربعاء حار نهاراً معتدل ليلاً    فاروق: توطين صناعة المبيدات "ضرورة" تفرضها التحديات الإقتصادية العالمية    عامل يشرع في قتل صاحب ورشة بسبب الخلاف على أجرة إصلاح موتوسيكل بسوهاج    عرض مسرحية الأشجار تموت واقفة في قصر ثقافة مصطفى كامل بالإسكندرية    في ذكراه.. كواليس تقديم سمير صبري أغاني بالفرنسية والإنجليزية بأفلامه    الصور الأولى من كواليس فيلم «بنات فاتن» ل يسرا وباسم سمره    موعد أول سحور فى ذى الحجة.. وقت أذان الفجر وحكم صيام العشر الأوائل    الأزهر للفتوى يوضح حجم الحجر الأسود وفضل استلامه ومسحه    إنجاز طبي بمستشفى أطفال مصر: إنقاذ رضيعة بتوسيع الصمام الأورطي بالبالون    طريقة عمل القراقيش بالملبن بخطوات بسيطة    «مكافحة العدوى» بمستشفيات سوهاج الجامعية الثاني في ترصد الأمراض الوبائية    التعريب وثقافة الهوية.. أحدث إصدارات هيئة الكتاب    سبق اتهامه فى عدة قضايا.. أمن الأقصر يضبط تاجر مخدرات    إمام عاشور يرفض عرض الأهلي بعد الجلسة العاصفة.. إعلامي يكشف مفاجأة    جامعة سوهاج تعلن انطلاق الدورة الرابعة لجائزة التميز الحكومى العربى 2025    حسين الشحات: متحمسون للغاية لمواجهة ميسي الأفضل في العالم.. ونثق في حضور جماهيرنا    هل يجوز الحج عمن مات مستطيعًا للعبادة؟.. دار الإفتاء تُجيب    ماذا تفعل المرأة إذا جاءها الحيض أثناء الحج؟.. أمينة الفتوى ترُد    المغرب: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية    الجيش السوداني: نقترب من تطهير كامل الخرطوم    «ما يهزهم ريح».. 4 أبراج تتميز بثبات انفعالي مذهل في المواقف الصعبة    قبل امتحانات آخر السنة 2025.. ما هو الاختيار الأفضل لتحلية الحليب لطفلك؟ (أبيض ولا أسود)    أنطلاق فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز ويامسين صبري بدور العرض السينمائى    نقابة الفنانين السورية تنعي بطلة «باب الحارة»    دينزل واشنطن يوبخ مصورا قبل حصوله على السعفة الذهبية الفخرية في مهرجان كان    الأمن يلقى القبض على المتهم بذبح والده المسن بأسوان    برواتب تصل ل15 ألف جنيه.. فرص عمل جديدة تطلب 5 تخصصات بشروط بسيطة    عاجل- الصحة العالمية تُعلن خلو مصر من انتقال جميع طفيليات الملاريا البشرية    بعد تداول فيديو.. ضبط قائد سيارة حاول الاصطدام بسيدة على محور 30 يونيو    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في بداية تعاملات الثلاثاء    نتنياهو: أدين بشدة تصريحات يائير جولان ضد إسرائيل وجيشها    "تأهيل خريج الجامعة لمواجهة تحديات الحياة الأسرية".. ندوة بجامعة حلوان    الإفتاء: لا يجوز ترك الصلاة تحت اي ظرف    «ليست النسخة النهائية».. أول تعليق من «الأعلى للإعلام» على إعلان الأهلي (فيديو)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



12 شاهد عيان يروون لأول مرة أدق أسرار ثورة 25 يناير
نشر في بوابة الشباب يوم 25 - 02 - 2013

الميزة الأساسية في ثورة 25 يناير أنها كانت بلا قيادة واضحة .. فقد شاركت فيها جميع فئات المجتمع المختلفة بكل تلقائية وتصميم وتضحية ، ولذلك طوال العامين الماضيين لم ينقطع الحديث عن مقدمات هذه الثورة وكيف بدأت وتم الاستعداد لها ..
تحقيق : محمد شعبان – هاجر إسماعيل - ميادة حافظ
تصوير : محمود شعبان
وتفاصيل أحداث ال18 يوماً الشهيرة بداية من أنطلاقة 25 يناير ومروراً بجمعة الغضب وأحداث ما تعرف ب " موقعة الجمل " وانتهاء بخروج ملايين المصريين في جمعة الرحيل ويوم تنحي الرئيس السابق وسقوط نظامه ، وربما تمر سنوات طويلة سنظل خلالها نكتشف تفاصيل واسراراً خاصة بتلك الثورة المجيدة .. وفي محاولة منا ونحن نحتفل بالذكرى الثانية لثورة يناير لكي نكتشف حقائق جديدة عن هذه الأيام الرائعة في تاريخ مصر ، سنقوم في السطور القادمة بالاستماع لشهادات 12 شاباً ربما لم يحظ بعضهم بالتركيز الإعلامي رغم مشاركتهم الفعالة طوال أحداث الثورة وفي الفعاليات التى تلتها ، سنعرف أسراراً ومعلومات وحقائق وروايات لأبطال شاركوا فى أحداث الثورة وصنعوا الكثير من تفاصيلها .. الأيام وحدها كفيلة بالحكم عليها ، خاصة وأن الحقيقة الكاملة تظل دائما ملكا للتاريخ ، كلمة أخيرة : بعيداً عن كونها شهادة شخصية .. بين السطور هناك اشارات يمكن اكتشاف الكثير منها .
" الشباب "
هيثم محمدين : نظمنا مظاهرات وهمية لتشتيت الأمن المركزي
دعوت بشكل واضح وعلنى للمظاهرات والاحتجاجات العمالية قبل ثورة 25 يناير ، كما دعوت ملايين الشباب للحشد عبر برنامج " بلدنا بالمصري " مع ريم ماجد يوم 24 يناير ، ووقتها جاء لي تحذير واضح من الأمن وقالوا لي " تكلم كما تريد ولكن اياك والحديث عن مبارك " ، وبالفعل تحدثت بشكل عام عن الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير وأهدافها وعن الثورة التونسية ونجاحها ، وبعد اجتماع تنسيقي كان القرار أن أقود مسيرة شبرا برفقة عدد من حركة شباب من أجل الحرية والعدالة واحمد مؤنس من حزب الكرامة والمناضل كمال خليل وأمين اسكندر ومحمد واكد ، ووقتها كانت فكرتي باعتباري عضو مكتب السياسي لحركة الاشتراكيين الثوريين أن يكون الخروج من الأماكن الفقيرة والشعبية لخلق حالة من الحشد الثوري ، وتقسيم هذه المناطق الي مناطق حقيقية للتظاهر ومناطق وهمية لتشتيت الأمن المركزي ، و وخرجنا في مظاهرة ضخمة من منطقة شبرا إلي ميدان التحرير وتعرضنا للقنابل المسيلة للدموع أسفل نفق أحمد حلمي وقبضوا علي وتم ترحيلي الي قسم روض الفرج ومنه الي معسكر الأمن المركزي بدار السلام ، احتجزوني ليومين وحقق معي ضباط من أمن الدولة وكان هدفهم الأول هو معرفة الممول الحقيقي لمظاهرات 25 يناير و خطة يوم الجمعة 28 يناير ، وقد افرجوا عنى في فجر " جمعة الغضب " فانطلقت إلي منطقة بولاق الدكرور للانضمام لمسيرة ضمت نحو 70 ألف شخص ، لن أنسي اللحظة التي اتحدت فيها المسيرات القادمة من كل اتجاه في ميدان التحرير ثم انسحاب الأمن المركزي وظهور دبابات الجيش لأول مرة .. يومها تأكدت أن الثورة سوف تنجح والنظام سوف يسقط ، ولولا تركنا لميدان التحرير بعد تنحي مبارك لما ضاعت منا كل هذه الفترة وسقط شهداء جدد ، فكان لابد ألا نترك الميدان حتى يتم تطهير كل مؤسسات الدولة ولأصبح الثوار الحقيقيون هم الذين يحكمون البلاد ، ومع كل سنة تمر فيها ذكري ثورة 25 يناير سنتأكد جميعاً أن الثورة مستمرة ولن تنتهي إلا بتحقيق العدالة الاجتماعية .
معاذ عبد الكريم : أعددنا خطة المظاهرات في شقة العجوزة
" إللى عايز ينزل ينزل " .. هذا كان رد مسئولي الأخوان عندما طلبنا منهم المشاركة يوم 25 يناير ، وفى يومى 23 و24 يناير اجتمعت القوى الشبابية وضمت شباب الإخوان وشباب القوى المدنية المختلفة وذلك فى مقر تيار التجديد الإشتراكى فى شارع محمود بسيونى بوسط البلد ، وكنت أحد المشاركين فى هذا الاجتماع باعتباري منسق شباب الإخوان ، توافقنا على أن يكون مكان التجمع سرياً وتنظيم مظاهرات متحركة ، كنا نخطط للقيام بثورة وليس مجرد مظاهرة احتجاجية ، وكان أمن الدولة على علم كامل بما يحدث وكان يترقب الأحداث ويتابع الاجتماعات التنسيقية ، وفى ليلة 24 يناير اجتمعنا مرة أخرى في نفس المكان للتنسيق وتم تحديد 11 مكانا لخروج المظاهرات ، أما جماعة الأخوان كتنظيم فلم تعلن موقفها صراحة إلا فى يوم الأربعاء 26 يناير بقرار مكتب الإرشاد بالمشاركة مع القوى الشبابية والسياسية فى مظاهرات جمعة الغضب بعدد ضخم ، وترتب على هذا القرار اعتقال الصف الأول والثانى فى الجماعة وضم المكتب السياسي للجماعة بالكامل ، ثم اجتمعت القوى الشبابية بمن فيها شباب الإخوان والقوى السياسية للتنسيق ليوم جمعة الغضب ، وكان هذا الاجتماع فى شقة والدة زياد العليمى بالعجوزة عقب صلاة الظهر يوم 26 يناير وكنا نسمي مكان الاجتماع " شقة العجوزة " .. أما ما يخص اتهام الإخوان بحرق مقرات الحزب الوطنى وأقسام الشرطة فهذا أمر لا يمكن تأكيده ولا أحد يعرف من حرق هذه المقرات لأننا فى الأصل لم ندخل ميدان التحرير يوم جمعة الغضب إلا فى وقت متأخر لأن طلقات الرصاص كانت مروعة وكنا نحاول اختراق الميدان من شارع قصر النيل وكانت عليه تحصينات ، وفى هذه الأجواء رأينا النيران مشتعلة فى مقر الحزب والمجالس القومية ، وكانت هناك شائعات كثيرة حول إرسال كلاب بوليسية فى الليل خلال موقعة الجمل فأرسلنا للدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة ، وهو دكتور بيطرى ، وسألناه عن أمصاب للكلاب ، فقال لنا " كبروا .. واضربوا الكلاب على أقدامها وأشعلوا النيران" .
حمادة الكاشف: اللجان الشعبية في بولاق قامت بحماية الميدان
عندما حدثت ثورة تونس كانت بارقة أمل لنا ، خاصة وأننا كنشطاء كنا نناضل من أجل التغيير ، لكن بعد ثورة تونس رأينا أننا نستحق أن نعيش أوضاعا جديدة ، وبدأنا نرتب كشباب من القوى السياسية على هذا الأساس يوم 25 يناير ، ولم نكن نتحيل أن تكون المشاركة بهذا الحجم ، و قبل الثورة بعدة أشهر عقدنا مؤتمرا لشباب المعارضة وشارك فيها 12 حزبا وطرحنا أوراقاً سياسية وأفكاراً بضرورة التغيير ، ونفس هذه المجموعة هى التى دعت للخروج يوم 25 يناير ، وكانت هناك مجموعات أخرى تدعو للخروج فى هذه المناسبة للتنديد بممارسات الشرطة الخاطئة فى يوم عيدها ، لكننا كنا نرى أنها مقدمات ثورة ، وفى يومي 22 و23 يناير اجتمعنا للتخطيط للتحركات ، كنا شباباً ينتمى لليسار والتيار الليبرالى وبعض الأحزاب والمستقلين المثقفين، وركزنا أن تكون المظاهرات فى المناطق الشعبية ، واتفقنا فى هذين اليومين أن يتجمع الشباب فى بعض المناطق ونترك وسط البلد وكنا نسعى لتحريك الأحياء و" تثوير الشعب " يوم 25 يناير ، وبالفعل تجمعت مجموعات فى هذه المناطق واتجهت لميدان التحرير ، وقتها كانت هناك بعض القوى السياسية تهاجم هذه الدعوة منها حزب التجمع والإخوان المسلمين والوفد ، وفى أثناء أحداث يوم 25 يناير بدأنا نرفع شعار "اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام" وشكلنا مجموعات تجوب الميدان لتؤكد على أن الاعتصام مستمر ، وكنت المتحدث باسم اتحاد شباب الثورة ، وبعدها بساعتين انضم شباب الألتراس للتحرير وظهر شعار " الشعب يريد إسقاط النظام " ، وكان الشعار المتفق عليه " عيش حرية عدالة اجتماعية " ضمن 40 شعارا أخرى ، والذى دعا لجمعة الغضب لم يكن وائل غنيم بمفرده .. وقد استعنا باللجان الشعبية ببولاق أبو العلا فانضموا لنا وقاموا بعمل " كماشة " على البلطجية ، وفى أول لقاء مع المجلس العسكرى كنا 18 شاباً وطرحنا 14 مطلباً فكانت ردود المجلس " عائمة جدا " ، وبعد رحيل حكومة أحمد شفيق فوجئنا بحكومة عصام شرف رغم أننا لم نرشحه كما يشاع ! .
علي خفاجي : متظاهر قال لضابط أمن الدولة " عصركم انتهي "
يوم 28 يناير كانت المرة الأولي التي تجوب فيها المظاهرات الشوارع والحارات الضيقة في منطقة " ترسة " بشارع الهرم ، وبعد مظاهرات يوم 25 يناير في ميدان التحرير قررت أنا وزملائي في جماعة الأخوان المسلمين - التي كنت أشغل فيها منصب عضو مجلس شعبة عن منطقة الهرم – أن نشارك رغم عدم المشاركة الرسمية للجماعة ووقتها ، وقد استأذنت مسئولي في المنطقة فوافق بلا تحفظات ، وكان معي محمد القصاص واسلام لطفي وعبدالرحمن خليل ومحمد عثمان وغيرهم كثيرين ، وبعد اصابات طفيفة من الجري من عساكر الأمن المركزي نزلنا لميدان التحرير للمشاركة في " جمعة الغضب " ، يومها كان كل حلمي أن يتكرر نموذج تونس وهروب مبارك مثلما فعل بن علي ، ووجدت هذا الحلم قريباً جدا عندما شاهدت رد فعل الناس علي المظاهرات ، فقد انضم إلينا كثيرون من المارة عقب صلاة الجمعة مرددين معنا شعارات " الشعب يريد اسقاط النظام " و " عيش حرية عدالة اجتماعية " ، ولحسن حظنا انشغل الأمن المركزي بتجمع مسجد الاستقامة – الذى كان به د. محمد البرادعي - فترك لنا فرصة للحشد من شارع الهرم حتي خرجنا من قلبه بأكثر من 20 ألف متظاهر وفتحنا الكوردون الذي أقامه عساكر الأمن المركزي ، وقتها كان الجميع يهتف من قلبه والحماس الثوري يشعل الشوارع حتي أن أحد شباب الإخوان قابل ضابط أمن دولة في شارع الهرم فقام بكسر هاتفه وقال له " عصركم انتهي وكفاية تجسس علينا " وظل الضابط مصدوماً غير قادر علي الرد لمدة طويلة من جرأة الشاب ، وبعد أن وصلنا الي كوبري قصر النيل صلينا العصر في ذلك المشهد الشهير الذي استشهد فيه مصطفي الصاوي بخرطوش الأمن المركزي ، وعشنا 18 يوماً في المدينة الفاضلة في ميدان التحرير .. وأنا الآن أمين لجنة الشباب بحزب الحرية والعدالة في الجيزة ، ورغم أن أصدقاء الميدان بالأمس هم فرقاء السياسة اليوم .. لكن ستظل تجمعنا ذكرى شهداء الثورة .
..
خالد المصرى : هكذا تم إحراق مقر الحزب الوطنى وسرقة المتحف
ما حدث فى الميدان يوم 25 يناير كان يشبه إلى حد كبير أفلام الحروب الرومانية القديمة ، حيث استخدم الأمن طريقة "الصندوق المفتوح" فى تأمين الميدان ، وبالتالى من يدخل الميدان لا يستطيع الخروج منه وأصبح عدد الموجودين فى الميدان كبيراً ، و الذين تواجدوا فى هذا التوقيت هم الشعب المصرى الحر وليس أفراداً ممولين كما قيل ، وكنت ممثل حركة " كفاية " فى إئتلاف شباب الثورة ، وفى الوقت الذى كانت تقذف فيه قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين .. كان أصحاب المحلات الموجودة فى الميدان يقومون بتقديم العصائر والمياه مجاناً ، وكانت هذه هى أول مصادمة مع النظام السابق .. فقد بدأ الناس يؤكدون على ضرورة رحيل النظام ، خاصة وأنه كان يتملكنا شعور بأن حكم مبارك فى عده التنازلى . وبخصوص حرق مقرات الحزب الوطنى .. فأستطيع أن أقول أننى كنت ضمن المسيرة القادمة من شبرا وعندما وصلنا أمام مقر الحزب الوطنى كانت أبوابه الحديدية مغلقة ، وفوجئنا بعدد من الأشخاص - لا نعرف هويتهم- يقومون بقذف المقر بالطوب والحجارة وتم فتح الباب ووجدنا أنفسنا داخل مقر الحزب و شاهدت أعدادا كبيرة من الناس يسرقون شاشات "إل سى دى" من داخل الحزب وعدداً آخر يهربون بأجهزة كمبيوتر كاملة ، بينما يقوم البعض الآخر بإتلاف بعض الأجهزة للحصول على "الهارد" ثم يخرجون بسرعة ، حتى الموكيت الموجود فى الأرض قاموا بسرقته ، وبصراحة وقتها قررت الخروج من المكان لأننى شعرت بأن القصة ليست مجرد مظاهرة سياسية وإنما هناك مجموعات منظمة لها أهداف محددة ، وبمجرد خروجى من المقر شاهدت المبنى يحترق ، وبعد ذلك مباشرة سمعنا هتافاً يقول أن المتحف سيتم حرقه ، فذهبنا مسرعين لحمايته وقمنا بعمل سياج بشرى حوله من جميع الإتجاهات ، وأنا شاهد بأن المتحف فى هذا اليوم لم يسرق من الخارج .. بل من الداخل ، أما يوم موقعة الجمل فكان عاصفا .. ومازلت أحتفظ ببعض قطع الطوب " المسنن " الذى أحضره البلطجية على سيارة نقل إلى الميدان وتم استخدامه لقتل وإصابة للمتظاهرين.
أحمد نجيب : لأول مرة .. هذا هو المقر السري لقيادة الثورة فى ميدان التحرير
أعمل مدير إدارة بإحدى المؤسسات المالية الكبيرة ، أهلي عاشوا خارج مصر بين إنجلترا والأردن في الستينيات بسبب معارضتهم لنظام عبد الناصر ، وعادوا إلى مصر في أوائل الثمانينيات، ومنذ طفولتي وبيتنا مفتوح لناس من كافة أطياف الحياة، وفي يوم 28 يناير كنت مع خمسة من أقربائي عند مسجد فاطمة الزهراء بمدينة نصر وبدأنا الهتاف وتحركنا من هناك نحو ميدان التحرير على أقدامنا ، وفوجئت بأننا أصبح عددنا عدة آلاف من الذين انضموا إلينا في الطريق ، وبعدما أصبحت عضو مؤسس لمجلس أمناء الثورة كنا مسئولين عن تأمين الميدان كثير ما وقع تحت أيدينا ضباط أمن دولة ، فالميدان كان مخترقا، فضابط أمن الدولة يدخل إلى الميدان ومعه 50 بلطجياً ولديهم خطط لزعزعة الناس ونشر الفتن، بخلاف تجار المخدرات الذين أمسكنا الكثيرين منهم وتم دسهم بيننا، فالعملية لم تكن أن الميدان يعيش في أمان وسلام طوال الوقت ، فنحن مرت علينا أياماً لم نذق فيها طعم النوم ، وأريد الحديث لأول مرة عن تفاصيل المقر الذي كان يجمع رموز الميدان طوال أيام الإعتصام وحتى تنحي مبارك ، فقد كان هو مقر شركة "سفير للسياحة" الذي يقع في موقع متميز داخل ميدان التحرير وخلف منصة الإذاعة الرئيسية وشاشة العرض ، مما كان ييسر اتصاله بحشود المتظاهرين، كما أنه كان بجوار كاميرات القنوات الفضائية مباشرة مما يجعل ظهور كوادر التيارات السياسية المجتمعة داخل المقر على الهواء مباشرة أمرا سهلا إذا أرادوا أن يعلنوا عن شئ ما، كما تميز أيضا بوجوده بجوار منافذ الميدان المختلفة وهو ما سهل عملية الخروج والدخول ، وكان جميع ممثلي تيارات القوى السياسية يجتمعون في هذا المكان رغم أنه ليس ملكنا ، ولكننا قمنا بالاستئذان من أصحابه وقتها ليكون مقراً مؤقتاً لنا، ورغم أن المكان صغير وغير مجهز إلا أنه كان يفي بالغرض، وكنا نستطيع من هذا المكان جمع المتطوعين للنظافة والإسعافات ونصب الخيام وغيرها من خدمات أساسية للموجودين داخل الميدان.
عادل عاشور: حقيقة شبكة الاتصال العنبكوتية للإسلاميين
فكرة الخروج على الحاكم كانت محل جدل وخلاف فيما بيننا ، فأنا أنتمى للتيار السلفى وعضو باتحاد " الثوار المصريين " ، وعندما ظهرت الدعوة للتظاهر يوم 25 يناير حاولت ان أبحث عن فتوى تبيح المشاركة فى المظاهرات ، وكان هناك رأى بأن المشاركة هدفها رفع الظلم ولذلك قررت النزول يوم جمعة الغضب لكن أبى منعنى من الخروج وظل يلازمنى حتى صلاة المغرب إلى أن نزل الجيش ، فكنت ميالا لأن أقف ضد النظام طالما كان مخطئا ، ولم تكن المجموعات السلفية ذات موقف موحد من المشاركة حتى بعد جمعة الغضب، وكان هناك خلاف حول مسألة الخروج على الحاكم بين الشيخ محمد عبد المقصود والشيخ محمد سعيد رسلان ، فقد أباح الأول التظاهر بعد أن استعان ببعض الفتاوى للإمام الطبرى ، ووصلت للميدان أول مرة يوم موقعة الجمل وبدأت علاقتى بالميدان كمتظاهر ومؤيد لأهداف الثورة ، وليس صحيحا ما يقال بان الإسلاميين يرتبطون بشبكات اتصال عنكبوتية وإنما كنا نتابع الدعوة للتظاهر من خلال بيانات الجبهة السلفية فى الإعلام وعلى الفيس بوك ، وحدث خلاف حول مفهوم السياسة فى الأوساط السلفية ، وأنا حاولت مناقشة مفهوم السياسة مع بعض الناس فقالوا لى أن السياسة هى أن "تسوس الناس للخير" لكن المفهوم ليس ثابتا ويختلف عند السلفيين عن غير السلفيين.
رفعت عبد الحكيم : إبراهيم عيسى أول من هتف "الشعب يريد إسقاط النظام"
أنا مستقل لا أنتمى لأى حزب أو تنظيم سياسى ، وأعمل منسق زهور فى واحدة من أكبر الشركات في الشرق الأوسط ، وبحكم عملي كانت معظم تعاملاتى مع أسرة مبارك وأولاده وزوجته ، بالإضافة إلى السفراء والوزراء وكبار رجال الدولة ، وشاركت فى مظاهرات يوم 25 يناير بالصدفة البحتة ، فقد كنت أستقل تاكسياً من الجيزة للمهندسين وفى الطريق شاهدت أعدادا كبيرة من الشباب يمشون فى مسيرات فى شارع الدقى ، فنزلت من التاكسى لألحق بهم ووصلت معهم إلى ميدان التحرير ، وكان العدد الموجود فى التحرير لا يتجاوز 3 آلاف شخص وكانت معظم الهتافات فى هذا اليوم تنادى بإسم الشهيدين خالد سعيد والسيد بلال ، وفى ذلك الوقت شاهدت إبراهيم عيسى يجلس مع عدد من الشباب ، وفي أثناء حديثه قال "الشعب يريد إسقاط النظام" ، و كان أول من شاهدته يقول هذا الهتاف فى الميدان وبعدها ردده كل المتظاهرين ، ثم أصبحت هذه الجملة أصبحت شعارا للثورة .وكان معظم الشباب الموجود فى الميدان فى هذا الوقت هو شباب الطبقة العليا الذين تبدو عليهم ملامح الرفاهية إلى حد كبير.
عصام الشيخ : الثورة بدأت منذ عام 2004
نظرا لطبيعة عملى وتخصصى كمحلل سياسي ثم مؤسس لحزب الشباب الثورى الحر .. كنت فى قلب الحدث منذ بدايته ، فكان أكثر ما يلفت إنتباهى من يقومون بقيادة المسيرات .. فهناك تخطيط للقيام بثورة "مخملية" فى مصر منذ عام 2004 عن طريق حشد عدة آلاف بميدان التحرير ثم يقومون بالاعتصام لفترة تصل إلى أسبوعين ويطالبون خلالها برحيل الرئيس وسقوط النظام على أن " تثوير الشعب " لينضم لهذه الحركة .. فكانت أحلام التغيير السلمى تراود الكثير من النشطاء والقوى السياسية على طريقة ما حدث فى الثورة الصربية ، وكان عدداً من القيادات السياسية المعارضة تفكر فى الكيفية التى يمكن من خلالها إقناع الآلآف من الناس وخاصة الشباب بالتوجه إلى ميدان التحرير لإسقاط النظام ، وحول مشاركة الإخوان فى الثورة فإننى أستطيع أن أجزم بأنها اقتصرت على التواجد مثل كثيرين فى المسيرات والمظاهرات بداية من يوم 25 يناير وحتى يوم 11 فبراير لأنهم بمفردهم لا يستطيعون عمل شىء ، وبالتالى فإن الإخوان استغلوا الكتل البشرية التى خرجت لتحقيق أهدافهم .. ثم تفرغوا للمعركة السياسية بعد ان تركوا الميدان .
ولاء عزيز : المرة الأولى التى شعرت فيها بالوحدة الوطنية
أنا منسق عام حركة أقباط مصر الأحرار ، وبعد حادثة كنيسة القديسين بالإسكندرية بدأت أشعر بأن هناك شيئا غريبا يحدث ، لذلك خرجت فى مسيرة مع أصدقائى من شبرا فى يوم 25 يناير ، وهذه المسيرة لم تكن فى الأساس قبطية .. لكنها كانت تضم عددا كبيرا من الأقباط ، وشاركنا كأفراد بدون انتظار موقف الكنيسة، وشعرنا وقتها بأنتماءنا الشديد لهذا البلد وأن علينا الإستمرار حتى النهاية . وعندما بدأت الاشتباكات مع الأمن فى هذا اليوم شعرنا بأن الوجوه الموجودة فى الصفوف الأمامية للمظاهرات كانت مختلفة ، لكننا وقتها لم نكن قادرين على تصنيف اتجاهات الناس الموجودة فى الميدان ، وفى يوم 28 يناير نزلنا بهدف الإعتصام ولم نتحرك من الميدان إلا بعد تنحى مبارك . وكانت العلاقة بين المتظاهرين كلها ود واحترام ، وكانت هى المرة الأولى التى شعرت فيها بالوحدة الوطنية ، فكنت أقوم بصب الماء لمن يريد الوضوء للصلاة ، كما كان يقوم الشباب بحمايتنا ، ولم يكن هناك فرق بين مسلم ومسيحى.
محمد مصطفى : بلطجية ألقوا ببعض المتظاهرين فى النيل
يوم جمعة الغضب كنت أصلى فى مسجد الاستقامة بميدان الجيزة مع الدكتور محمد البرادعى والشباب المنضمين لحملة دعم ترشيحه في الانتخابات الرئاسية – قبل انسحابه منها فيما بعد - وفجأة فى اثناء الصلاة جاء مجموعة من البلطجية وقاموا بالاعتداء علينا ، وأشهد أنني فى نفس اليوم رأيت مجموعة من شباب الأخوان قادمين من الصعيد فى أتوبيسات خاصة وكانوا يرددون هتاف " فى سبيل الله قمنا نبتغى رفع اللواء" ، ثم شاركت فى مسيرة الجيزة التى أتجهت إلي ميدان التحرير .. وعندما وصلنا إلي كوبري قصر النيل رأيت أشخاصا يقذفون بالمتظاهرين فى النيل ، وكان بعض الصيادين ينقذون هؤلاء المتظاهرين ، وربما هذا ما يفسر اختفاء بعض المتظاهرين حتى الآن ، وبعد احتدام الوضع فى ميدان التحرير كان الأمن لا يريد إخراج الموجودين إلى شارع 26 يوليو ، كما قام عساكر الأمن المركزى بالقبض علي بعض المتظاهرين وكنت من بينهم ، وتم وضعنا فى عربات الأمن حتى جاء 3 أشخاص من بولاق أبو العلا وقاموا بشد العسكرى من على باب عربة الأمن المركزى وساعدونا علي النزول منها وإندمجنا مرة آخرى وسط المتظاهرين ولم يستطع أحد الوصول إلينا ، ، وهذا أكبر دليل على تأييد الناس للثورة ودفاعهم عن القائمين بالمسيرات .
هيثم مقلد: أسرار اللجان الشعبية
كنت منسق باللجان الشعبية بشبرا الخيمة فى فترة الثورة ، وفكرة اللجان الشعبية ظهرت بشكل كبير فى أعقاب انهيار الشرطة .. وهذه الفكرة تم الاتفاق عليها فى اجتماع القوى الشبابية ليلة جمعة الغضب بمركز حرية الرأى فى وسط البلد تحسبا لدخول البلاد فى حالة فوضى، وبالفعل حدث ما توقعناه واجتمع الشباب فى كل منطقة لتأمينها ، بل أننا فى يوم 26 يناير تجمعنا فى الشارع ونزلنا لحماية المنشآت بأكملها قبل يوم جمعة الغضب ، فقد نزلنا لحماية المترو وقسم أول شبرا الخيمة والكنائس وخصصنا خطا ساخنا لرد أى اعتداء أو سرقة ، والحمد لله نجحنا في انقاذ 3 فتيات قبل تعرضهم للإعتداء من البلطجية يوم جمعة الغضب ، ثم نزلنا إلي التحرير يوم 2 فبراير ووقفنا للتأمين كلجنة شعبية وتفتيش كل الداخلين للميدان ، وبعد ذلك نزلت اللجان الشعبية من الإخوان وطلبوا منا أن نترك لهم مداخل التحرير والعودة لحماية مناطقنا المختلفة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.