رحل اليوم الأربعاء، المفكر الكبير جمال البنا، بعد عمره أفناه فى تحديث الفكر الدينى ونقد الخطاب المحافظ، وقدم فى سبيل ذلك العديد من الكتب والأبحاث، منها: "الإسلام دين وأمة وليس دينا ودولة" و"الإسلام هو الحل" و"العودة على القرآن"، كما إن له العديد من الإسهامات فى رصد تطور الحركة العمالية والنقابية المصرية والعالمية منها كتبه "فى التاريخ النقابى المعاصر" و"الحركة العمالة الدولية" و"العمال والدولة العصرية". وقد توفي البنا عن عمر ناهز 93 عاماً، بعد معاناة مع المرض حيث كان يخضع للعلاج من التهاب رئوي في أحد مستشفيات القاهرة. وقد صدر أول كتاب له بعنوان "ثلاث عقبات في الطريق إلى المجد" سنة 1945م، وفي العام التالي 1946 أصدر كتابه الثاني "ديمقراطية جديدة"، ثم توالت مؤلفاته في الصدور حتى تجاوزت مع ترجماته ال150 كتاباً. وعمل محاضرًا في الجامعة العمالية والمعاهد المتخصصة منذ سنة 1963م، وحتى سنة 1993م. كما عمل خبيراً بمنظمة العمل العربية. ولجمال البنا العديد من الآراء الفقهية التي يعتبرها بعض العلماء مخالفة؛ فهو يرى أن المرأة أحق بالإمامة من الرجال إذا كانت أعلم بالقرآن كما يرى أن الحجاب ليس فرضاً على المرأة. كما يذكر جمال البنا بأنه لا يجوز للرجل أن يطلق زوجته منفردا، وذلك كونه تزوج منها بصفة رضائية وبالتالي يتوجب الطلاق رضا الطرفين واتفاقهما لكي يتم الانفصال. وكان الراحل قد دخل مستشفى الزراعيين بالدقي مطلع يناير الجاري حيث كان يعاني من نزلة معوية حادة وقصور بالقلب والشرايين، مما أدى إلى وفاته فجر اليوم. وجمال البنا مفكر ليبرالي مصري له كتابات جدلية في موضوعات إسلامية، ويصنفه البعض بأنه مفكر إسلامي، من مواليد 1920، وهو الشقيق الأصغر لحسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين إلا أنه يختلف مع فكر الجماعة.