مع بداية اليوم كان سكان القاهرة على موعد مع حادثتين .. الأولي كانت حريقاً كبيراً شب بإحدى المطابع بمنطقة رمسيس فى وسط القاهرة ، والثانية هى أنهيار منزل فى الدرب الأحمر . نبدأ مع الحادثة الأولي .. فقد شب صباح اليوم حريق فى مطبعة " العالم العربى " المكونة من 5 طوابق فى شارع الضاهر بوسط القاهرة خلف المستشفى القبطى، والتهمت النيران المطبعة بالكامل و20 شقة فى عقارات مجاورة للمطبعة ، وقد انتقلت إلى مكان الحادث 20 سيارة إطفاء بقيادة اللواء محمد نصير مدير الإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة وتمت السيطرة على النيران خلال نصف ساعة ، وتم استخدام السلالم الهيدروليكية فى الوصول إلى النيران التى امتدت إلى العقارات المجاورة خلف المطبعة، وسيطر الرعب على أهالى المنطقة بسبب وجود مدرسة أمام المطبعة، ووجود شركات تتاجر فى البويات والمواد الكيماوية والبلاستيكية ، وقد تبين أن اصحاب المطبعة ليست لديهم تراخيص من إدارة الحماية المدنية .. كما صدر قرار منذ فترة طويلة بإغلاق المطبعة وتشميعها لعدم وجود اشتراطات الأمن الصناعى إلا أن صاحبها كان يفض الشمع الأحمر ويكتفى بدفع الغرامة ، والمطبعة ملك ماهر منير جبريال وعمره 65 سنة ، وقد بدأ الحريق بالدور الثاني ثم امتد لباقي العقار ، ورجحت المعاينة أن يكون سبب نشوب الحريق نتيجة لوقوع ماس كهربائي ،وقدرت الخسائر المبدئية ب 10 مليون جنيه . أما الحادث الثانى فقد لقى فيه 7 من عمال التراحيل من محافظة الفيوم مصرعهم وأصيب آخر حينما انهار عليهم عقار مخالف كانوا يسكنون فيه باليومية بمنطقة الدرب الأحمر بالقاهرة ، وقد ورد بلاغ إلى شرطة النجدة بانهيار العقار رقم 2 عاطفة المعاونة بشارع عبد الله الجويلى بالدرب الأحمر ، وبانتقال قوات الإنقاذ تبين أن العقار مكون من طابق واحد وصدر له قرار إزالة عام 1997، وايدت المحكمة القرار بسبب تصدع الحوائط وتم إخلاء 8 اسر كانت تسكن به، إلا أن صاحب العقار " محمد السبع " استغل وجود حوائط خارجية متبقية من عمليات الإزالة وقام بإنشاء سقف داخلى وقام بتأجير المكان لعمال التراحيل وعددهم ثمانية كانوا يعملون بالأجر اليومى فى الأفران وعمليات الهدم والبناء ، وفى أثناء نومهم صباح اليوم انهار الجدار الخلفى عليهم ، وكان يوجد أيضاً طفلان فرا من داخل المبنى فور بدء الإنهيار واستغاثوا بالأهالى لكن لم يتمكنوا من انقاذ سوى عامل واحد فقط وإسمه مصطفى الناجى، أما المتوفون فهم عماد رشاد وعبد الرحمن سعد و هشام محمد حسين وسعد السيد و عيد سيد وعبدالله السيد عوض الله وتامر عوض. وقال رئيس الحى اللواء صلاح عبد المعز أن المسئولية تقع على التصرفات العشوائية لأهالى المنطقة وعلى عاتق صاحب العقار الذى خالف القرارات القانونية وقام بتسكين العمال داخل المبنى منذ 4 سنوات حيث كان يؤجره باليومية، وتبين أن العمال الذين لقوا حفتهم استأجروا المكان بأجر شهرى 200 جنيه، وجارى التحقيق فى الواقعة، وأمرت النيابة بضبط صاحب العقار الذى هرب فور وقوع الحادث، وانتداب لجنة هندسية لبيان العقارات الأخرى التى تستوجب إخلائها من الاسر، حتى لا تقع كارثة أخرى ، وقرر حى الدرب الأحمر إخلاء منزل مجاور للعقار المنهار تسكن فيه 10 اسر، إلا أنه وقعت مشادات بين الأهالى ومسئولى الحى .. حيث أتهم الأهالى الحى بالتستر على ماحدث بعدما سبق وأبلغوهم بما يحدث داخل المنزل المنهار ولكن بدون جدوى .