تنقل الكثير من وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الأيام أنباء عن قيام الرئيس محمد مرسى بفك الحصار عن أهالى قطاع غزة وفتح معبر رفح البرى تماما وإتاحة حرية الانتقال بين الأراضى المصرية والفلسطينية وعدم فرض أى قيود على حرية التنقل وذلك تنفيذا لما ذكره فى برنامجه الانتخابى من قبل ورأت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن هذه خطوة غير إيجابية ونقل الموقع الإسرائيلي قضايا مركزية على شبكة الإنترنت اليوم معلومات وصفها بأنها مؤكدة عن قيام الدكتور محمد مرسى بإصدار أوامره بفك الحصار تماما . وكان إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطينى قد طالب الحكومة المصرية منذ أيام بالشروع فى فتح معبر رفح البرى تماما وتحويل هذه المنطقة إلى منطقة تجارية تتيح حرية نقل البضائع والسلع والمرضى والمسافرين بين الجانبين وأشار إلى قيام السلطة الفلسطينية بتنفيذ عدة مشروعات عند هذا المعبر لضمان تحويله لمنطقة تجارية. أما أهالى غزة فقد عبروا لوسائل الإعلام العالمية عقب فوز الدكتور محمد مرسى فى انتخابات الرئاسة عن أملهم فى فك الحصار كما وعدهم بذلك الدكتور محمد مرسى وكان عدد المسافرين عبر معبر رفح قد تضاعف خلال الأيام الماضية بما يشير إلى احتمالية فتح المعبر بشكل كامل ودائم . هل يتخذ الرئيس محمد مرسى قراراً بفك الحصار عن غزة وضمها للإدارة المصرية ؟! وكان النظام السابق يرى أن فتح المعبر وإتاحة حرية انتقال الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر يعد نوعا من أنواع تصفية القضية الفلسطينية وخوفا من التهام سيناء ونقل أهالى غزة إليها وكان بذلك يعوق نقل المرضى إلى الأراضى المصرية كما كان يضع شروطا تحد من حرية التنقل والسفر ونقل البضائع . ومن ناحية أخرى أعلن ياسر عثمان السفير المصرى لدى السلطة الفلسطينية أن مصر ستطبق كافة الالتزمات المفروضة عليها حال فك الحصار خلال الفترة القادمة . حول تبعات هذا القرار المحتمل يقول الدكتور عماد جاد خبير العلاقات الدولية بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية :قد تكون هناك تبعات سلبية على مصر خاصة من الناحية الأمنية فإذا لكم تكون هناك ضوابط وسيطرة على إدارة المعبر فإن ذلك قد يسمح بدخول تنظيمات أكثر تشددا إلى الأراضى المصرية مثل تنظيم جيش الإسلام والجهاد وغيرها من التنظيمات المسلحة التى قد تجد ضالتها فى مثل هذا القرار أيضا من التبعات السلبية انتقال عبء القطاع إلى الإدارة المصرية وتحمل مصر لكافة مشكلات الفلسطينين فى قطاع غزة وقد يؤدى ذلك لن تسترح إسرائيل من عبء هذا القطاع أيضا قد يؤثر القطاع على المصالحة الفلسطينية بين حماس وكافة الفصائل الأخرى . ويضيف الدكتور عماد جاد : من الضرورى الأخذ فى الاعتبار أيضا ما كان يراه النظام السابق من خطورة تصفية القضية الفلسطينية فى حال تحويل غزة لمنطقة مصرية أو انتقال عبئها للإدارة المصرية . هل يتخذ الرئيس محمد مرسى قراراً بفك الحصار عن غزة وضمها للإدارة المصرية ؟! يقول توحيد مجدى الباحث فى الشئون العبرية والكاتب الصحفى بجريدة روزاليوسف: لابد أن نضع نصب أعيننا أن هناك إتفاقيات دولية تنظم عمل المعابر الحدودية بين الأراضى المصرية والفلسطينية فهناك إتفاقية مع الاتحاد الأوروبى لإدارة معبر رفح والمعابر الفسلطينية مع مصر يحكمها إتفاق آخر ثنائى بين الاتحاد الأوروبى ودولة إسرائيل، وحتى يقوم الطرف المصرى بفتح الحدود بشكل سيادى من جانب واحد فإنه سيفتح الحدود من الناحية المصرية بينما لا يستطيع السيطرة على فتح الحدود من الناحية الفلسطينية أو الإسرائيلية لكن ما سيتم إذا أعلن رئيس الجمهورية فتح المعبر بشكل كامل فإن ذلك قرار سيادى سيجد فرحة عارمة من أهالى غزة المحاصرين من كل جانب فسيكون من حقهم الانتقال إلى الأراضى المصرية والحصول على السلع والخدمات والذهاب إلى المستشفيات والحصول على فرص عمل والإقامة فى أرض سيناء . هل يتخذ الرئيس محمد مرسى قراراً بفك الحصار عن غزة وضمها للإدارة المصرية ؟! وحول ردود الأفعال المتوقعة يضيف توحيد مجدى: ربما يكون رد الفعل من الجانب الإسرائيلي بأنهم سيشتكون الحكومة المصرية إلى الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى ويتهمون الجانب المصرى بمخالفة معاهدة السلام فى بعض بنودها ذات الصلة بالقضية . لكن المشكلة الأكثر وضوحا فى هذه القضية فعلا هى تعاون الجانب المصرى مع حماس مع العلم أن حماس فى نظر الجانب الإسرائيلي والجانب الأمريكي هى منظمة متطرفة شأنها شأن إيران وحزب الله والبند السادس من معاهدة السلام ينص صراحة على التزام الطرفين بعدم التوقيع على أى التزامات سياسية من شأنها الضرر بالطرف الآخر ومن هذه الالتزامات مثلا التعامل مع الجماعات الموصومة بالإرهاب. لكن لاشك أن الرئيس قبل أن يصدر هذا القرار فسوف يكون قد أخذ الضوء الأخضر من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأخذ فى الاعتبار إتفاقية المعابر الحدودية.