يحتفل العالم هذا الأسبوع باليوم العالمى للمتبرعين بالدم 2012 تحت " شعار كل متبرع بالدم بطل " يركز هذا الشعار على الفكرة التى مفادها أن كل واحد منا قادر على أن يصبح بطلا عن طريق التبرع بدمه . وفى حين يعترف هذا الشعار بالأبطال الصامتين والمجهولين الذين ينقذون أرواحا كل يوم بفضل الدم الذى يتبرعون به ' فإنه يشجع بقوة أيضا المزيد من الناس فى كل أرجاء العالم على التبرع بدمائهم عن طواعية وبإنتظام . ويأتى احتفال هذا العام وظاهرة نقص إمدادات الدم فى المستشفيات وسائر المنشآت الصحية لازالت قائمة بل آخذة فى التفاقم ولا سيما فى البلدان النامية التى تواجه شبح إنخفاض حاد فى كميات الدم المتاحة لمواطنيها . فهناك 80 بلد تنخفض فيها معدلات التبرع بالدم لأقل مستوى ممكن ( أقل من عشرة تبرعات لكل ألف ساكن ) منها 79 بلدا ناميا . يقول الدكتور علاء الدين العلوان .. المدير الأقليمى لمنظمة الصحة العالمية إقليم الشرق المتوسط .. إن عمليات نقل الدم ومنتجات الدم تساعد على إنقاذ ملايين الأرواح كل عام , وعلى إطالة مأمول الحياة وتحسسين جودتها لدى المرضى الذين يعانون من أمراض مهددة للحياة , وفى الكثير من البلدان يتجاوز الطلب العرض , وتواجه خدمات الدم تحديات تتمثل فى توفير كمية كافية من الدم , وضمان جودتها وأمانها . وفى أيامنا هذه تستند الإمدادات الوطنية من الدم 62 بلدا على التبرع التطوعى بالدم دون مقابل بنسبة 100% ( أو أكثر من 9ر99% ) وبالمقابل لا يزال أربعون بلدا يعتمد على المتبرعين من الأسر, وحتى على المتبرعين الذين يتقاضون المال لقاء تبرعهم بالدم, إذ أنهم يجمعون أقل من ربع إمدادات الدم لديهم من متطوعين يتبرعون بدمائهم طوعا ودون مقابل . ومما يؤسف له أن هذا الوضع لا يختلف كثيرا فى إقليمنا , فهناك بلدان اثنان فقط أعلنا أن التبرع بالدم دون أى مقابل وصل إلى مئه بالمئة , على الرغم من كل الجهود التى بذلت لزيادة عدد البلدان , ورغم الحملات الإعلامية المخلصة الداعية إلى التبرع بالدم طوعا ودون مقابل , ولاتزال البلدان الأخرى فى الإقليم تعتمد بشكل رئيسى على الأسرة أو على التبرع التعويضى . ومن ثم فإن الهدف الذى تتوخى منظمة الصحة العالمية تحقيقة هو أن تحصل جميع البلدان على كامل إمدادتها من الدم من متطوعين لايتقاضون مقابلا عن تبرعهم بحلول عام 2020 . ...ويضيف الدكتور علاء الدين العلوان قائلا .. لقد ترسخ اليوم العالمى للمتبرعين بالدم ليكون حدثا سنويا منذ عام 2005 , وتشرف منظمة الصحة العالمية على تنظيم الأنشطة بالتعاون مع المنظمات الدولية الرئيسية , ومن بينها الاتحاد الدولى لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر, والإتحاد الدولى لمنظمات المتبرعين بالدم والرابطة الدولية لنقل الدم , والرابطة الأمريكية لبنوك الدم . ويدعو هذا القرار الدول الأعضاء ومنظمات الأممالمتحدة والوكالات المتعددة الأطراف والثنائية الأطراف , والمنظمات الدولية والمنظمات الغير حكومية والهيئات المعنية بسلامة الدم على النطاق العالمى , للتعاون فى ما بينها لتعزيز ودعم التبرع التطوعى بالدم دون مقابل مادى , واعتبار ذلك بمثابة الأساس للإمدادات الآمنة والكافية من الدم ومنتجات الدم . وهناك حاجة دائمة لإمدادات الدم المنتظمة لأن الدم من المواد التى لايمكن تخزينها إلا لفترة زمنية محدودة قبل استعمالها ومن ثم لابد من حث عدد كاف من الأصحاء على التبرع بدمائهم بانتظام لضمان كميات كافية من الدم المأمون كلما وحيثما ظهرت الحاجة إليه .