عمرو الورداني: الالتجاء إلى الله سنة لمواجهة الكوارث وتحقيق التوازن النفسى    "فسيولوجيا فيه مشكلة".. نجل شقيقه يكشف أسباب عدم زواج عبد الحليم حافظ    أحمد موسى: مصر تفتتح أكبر سوق جملة لضبط الأسعار أكتوبر المقبل    إيران: الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على سوريا تهدد السلم في المنطقة    عباس: الفلسطينيون في لبنان لن يكون لديهم أي نشاط خارج إطار القانون اللبناني    63 شهيدا في غزة جراء غارات وقصف الاحتلال منذ فخر الأربعاء    وزيرا خارجية الجزائر وألمانيا يبحثان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك    حشيش وشابو وفرد روسي.. مباحث الأقصر تضبط عنصرين إجراميين بالاقالتة تخصصا في تجارة المخدرات    مصرع طفل غرقا في ترعة الصافيه بكفر الشيخ    المدن المتاحة في إعلان سكن لكل المصريين 7    مصطفى شحاتة ينضم لفريق عمل فيلم بنات فاتن    شركة مياه الشرب تعلن بدء عودة المياه لمدينة المنيا    هيئة الدواء: تلقينا 12 ألف استفسار منذ تفعيل منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة    افتتاح وحدة تكافؤ الفرص بالجامعة التكنولوجية فى بني سويف -صور    باريس: استهداف وفد دبلوماسي في جنين تصعيد مرفوض ونطالب بتفسير عاجل    بعد توصيل أطفاله للمدرسة.. اغتيال مسؤول أوكراني متعاون مع روسيا في إسبانيا (ما القصة؟)    تشكيل بتروجيت لمواجهة سيراميكا في كأس عاصمة مصر    الزمالك يعلن في بيان رسمي توقيع اتفاقية لتسهيل تجديد العضويات    رابط نتيجة الصف الأول الابتدائي 2025 في محافظة الجيزة (فور إعلانها)    "الوفد" يعلن رؤيته بشأن قانون الإيجار القديم ويطرح 4 توصيات    البورصة توافق على القيد المؤقت ل " فاليو "    بيع 6 قصور.. اتهامات متبادلة بين أحفاد نوال الدجوي بشأن الثروة    الشباب والتعليم تبحثان استراتيجية المدارس الرياضية الدولية    هل كانت المساجد موجودة قبل النبي؟.. خالد الجندي يوضح    هل يجوزُ لي أن أؤدّي فريضة الحجّ عن غيري وما حكم الحج عن الميت؟.. الأزهر للفتوى يجيب    مصدر: التعليم الثانوي ينطلق بمرونة لمواكبة التخصصات الحديثة    وزير الصحة يستجيب لاستغاثة أب يعاني طفله من عيوب خلقية في القلب    مصر تدين إطلاق النار من قبل الجانب الإسرائيلي خلال زيارة لوفد دبلوماسي دولي إلى جنين    ضبط راكبين بأوتوبيس نقل جماعى تحت تاثير المخدرات.. فيديو    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025.. آخر تحديث    «غيّر اسمه 3 مرات».. حقيقة حساب أحمد السقا غير الموثق على «فيسبوك»    فيتسلار الألماني يعلن تعاقده مع نجم اليد أحمد هشام سيسا    طولان: إلغاء الهبوط لم يكن بسبب الإسماعيلي.. بل لمصلحة ناد آخر    استعداداً ل«الأضحى».. محافظ الفيوم يوجه برفع درجة الاستعداد القصوى    وزارة الأوقاف تنشر نص خطبة الجمعة بعنوان "فتتراحموا"    ماركو بونيتا: أسعى لتحسين تصنيف فراعنة الطائرة ولا أسمح بالتدخل فى اختيارات القائمة الدولية    وزير الخارجية يلتقى مع نظيره الزامبى على هامش الاجتماع الأفريقى الأوروبى    صحة الدقهلية: ختام الدورة التدريبية النصف سنوية للعاملين بالمبادرات الرئاسية    محافظ أسوان يشارك فى إحتفالية فرع الهيئة العامة للإعتماد والرقابة الصحية    قرار جديد من القضاء بشأن معارضة نجل الفنان محمد رمضان على إيداعه بدار رعاية    قد يكون صيف عكس التوقعات.. جوارديولا يلمح بالرحيل عن مانشستر سيتي بسبب الصفقات    ولي عهد الفجيرة: مقتنيات دار الكتب المصرية ركيزة أساسية لفهم التطور التاريخي    الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 20 فلسطينيا على الأقل من الضّفة الغربية    فيديو يكشف طريقة سرقة 300 مليون جنيه و15 كيلو ذهب من فيلا نوال الدجوي    تأثيرات التكنولوجيا الرقمية على الأطفال في مناقشات قصور الثقافة بالغربية    ضبط 7 أطنان دقيق مدعم قبل بيعه في السوق السوداء بالشرقية    الرئيس السيسى ل الحكومة: ليه ميتعملش مصنع لإنتاج لبن الأطفال في مصر؟    لمواليد برج الحمل.. اعرف حظك في الأسبوع الأخير من مايو 2025    «التضامن الاجتماعي» تشارك في احتفالية «جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة» بالنيابة الإدارية    «بنسبة 100%».. شوبير يكشف مفاوضات الأهلي مع مدافع سوبر    قبل أيام من حلوله.. تعرف على أبرز استعدادات السكة الحديد ل عيد الأضحى 2025    "هندسة بني سويف الأهلية" تنظم زيارة لمركز تدريب محطة إنتاج الكهرباء بالكريمات    استخراج جسم معدني خطير من جمجمة طفل دون مضاعفات بمستشفى الفيوم الجامعي    قبل مواجهة بتروجيت.. قرار من أيمن الرمادي بعد انتهاء معسكر الزمالك    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    المرور اليوم.. زحام وكثافات بشوارع ومحاور القاهرة والجيزة    تحت ال50 .. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري الأربعاء 21 مايو 2025    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للآسف .. المصريون في الصحافة السعودية اليوم : غوغائيون.. أجندات خفية.. يتلقون تمويلات مشبوهة !
نشر في بوابة الشباب يوم 30 - 04 - 2012

هناك من ينتقد الإعلام والصحافة المصرية بسبب تغطيتها للأزمة مع السعودية وموقفها من الموضوع.. ولكن لم يتحدث أحد عن الصحافة السعودية التي تشن هجوماً عنيفاً على مصر في عدد من الصحف والمقالات بدون أن يوجه أحد انتقادا لها.. على الرغم وصف المتظاهرين بالغوغائيين وأن المصريين لما بيقبضوا بيسكتوا.. وكان الهجوم كالتالي:
ففي صحيفة الوطن تم وصف المتظاهرين أمام السفارة السعودية بالغوغائيين، وكتب محرر الجريدة : ما كان للعلاقات المصرية السعودية أن تتدهور إلى ما وصلت إليه خلال هذه الفترة، لو أن هناك حكومة قوية في القاهرة، تضع الأمور في نصابها، ولا تخضع لأهواء الغوغائيين الذين لطخوا صورة مصر قبل أن يلطخوا جدران السفارة السعودية في القاهرة، بكلامهم البذيء وشعاراتهم المستوردة من خارج الحدود، الكل يعلم أن حاجز الخوف قد سقط مع سقوط نظام الرئيس حسني مبارك، ولكن لم يتصور أحد أن يصل كسر هذا الحاجز إلى تخطي الأعراف الإنسانية قبل الدبلوماسية، وأن تصبح مصر أسيرة البلطجة، التي كان يعاني منها شعبها في ظل الحكم السابق، وتصبح المؤسسات الرسمية والدولية أسيرة الأفكار التي لا تمت بصلة إلى تاريخ هذا الشعب الذي كان منارة عربية ودولية في الثقافة والسياسة، إن ما حصل في القاهرة من تعد على السفارة السعودية وعلى موظفيها من سعوديين ومصريين، لا يمكن أن تشهده أية عاصمة في مجاهل العالم المتخلف.
وفي مقال للكاتب السعودي محمد العصيمي في جريدة اليوم بعنوان "ترهبوننا أم تمنون علينا؟!" قال فيه: حين أَسألُ هنا ماذا يريد المصريون، فإنني لا أقصد كل المصريين، بل أولئك الذين فُتحت لهم مكبرات الصوت ليصرخوا ويسبوا ويكذبوا كذبا تستحي منه الشياطين. هذه الاندفاعات (العارمة) خلف حدث الجيزاوي جددت شوفونيتهم وأرسلت الشتائم مدرارا: أنتم، أي نحن السعوديين، بدو حفاة عراة.. كانت ثيابكم مقطعة وأرجلكم متشققه. ونحن، أي هم المصريون، دَرَسناكم وطببناكم وارتقينا بحياتكم إلى مراتب الحضارة التي نعرفها منذ خمسة آلاف سنة أو سبعة آلاف.. وربما عشرين ألف سنة.!!
طيب، ثم ماذا؟ هل ترهبوننا أم تمنون علينا أم أنكم لا تصدقون أنه قد أصبحت لدينا دولة تحمي حدودها وعيالها من المخدرات والموبقات، الظاهر منها والباطن؟ ثم إننا لم نعد أولئك الحفاة العراة الذين نعرفهم وتعرفونهم. نحن الآن، ولم نرض بعد، نبني مزيدا من عناصر تقدم حياتنا. ونعمل على أن نحرز قصب سبق على كل صعيد وفي كل مجال.
وإذ نشكركم لكل ما فعلتموه إلا أننا مثلكم تماما بتمام: لا نقبل الإهانة ولا الاستصغار ولا التسفيه والتقليل من وجودنا وأهميتنا. ولو أننا، بالمناسبة، نبشنا الماضي السحيق فسنجد كثيرا من دلالات الخمسة والسبعة آلاف سنة، التي وضعها أجدادنا. ولذلك نرجو أن تخاطبوا عقولنا من عقولكم وليس من قلوبكم وعواطفكم وما تلوكه ألسنة السياسيين المتربحين وألسنة الإعلام المزروعة بالحقد والغل والكذب.. والأجندات الخفية.!!
اجتمعوا معنا على كلمة سواء لنلتقي معكم على المحبة والاحترام المتبادل.. أما إذا كنتم مصرين على قاموس الشتائم والردح فإننا عنكم معرضون وبحياتنا مشغولون. لا تهمونا في قليل أو كثير طالما لم تقدروا ما فعلناه من أجلكم تقديرا لما فعلتموه من أجلنا.
وفي جريدة الوطن كتبت حليمة مظفر: لن أتحدث عن العلاقة الوطيدة والقوية بين الشعبين السعودي والمصري، فنحن نعتز بهم إخوة وشعبا تجمعنا بهم علاقة الدين والعروبة والإنسانية، إلا أن سيادة القانون السعودي وكرامة السعوديين ودولتهم خط أحمر بالنسبة لنا نحن السعوديين، هذا القانون يُطبق على كل من يتجاوز المحظور سواء كانوا سعوديين أو مقيمين ارتضوا العيش بيننا، ولا شكّ أن من طبل له إعلاميو "الإثارة الصفراء" بلا مهنية اعتمدت شائعات مجهولة المصدر دون أدلة مادية؛ وروجتها تأليبا لمشاعر المصريين ضد السعودية عن"الجيزاوي" ثم تحوله من محامٍ حقوقي سياسي إلى مهرب أدوية محظورة من المخدرات لأجل صفقة عقدها ب100 ألف ريال مع إحدى شركات الأدوية؛ شكلت صدمة كبيرة من خيبة الأمل للسياسيين والمثقفين والإعلاميين المصريين، والذين وجدوا في القضية قبل الكشف عن جريمته واعترافه بها من قبل السعودية "كرة" مناسبة للعبهم في ساحة السياسة الداخلية المتشنجة التي يعيشها المصريون اليوم، حيث الانتخابات الرئاسية من جهة ومحاكمة "خجولة" لنظام مبارك الفاسد، ومن جهة أخرى الخيبة التي يعيشونها من وزارة الداخلية المصرية التي حتى الآن لم تعزز الأمن الداخلي ولم تقدم المجرمين ممن أهانوا وأجرموا بحق الثوار وسفكوا دماءهم في عدة قضايا عاشتها مصر خلال العام الماضي وحتى الآن، ناهيكم عن محاولة الإخوان المسلمين اختطاف القضاء المصري مؤخرا من حيز القانون، والتي ظهرت واضحة جدا في قضية الفنان المحبوب عادل إمام! إلا أن الحدث الأكبر الذي يعيشه المصريون اليوم هو تأسيس الدستور الذي سيحمي مستقبل مصر وكرامة ما يزيد عن 80 مليون مصري، هذا الدستور اليوم يعيش مخاضا يحتاج فيه فيما يبدو إلى عملية بتر لكل المتاجرين داخليا من المصريين الذين يريدون اختطافه لصالح تأسيس أنظمة ديكتاتورية دينية سيعيشها المصريون غدا إذا ما سمحوا باختطاف الإخوان لثورتهم.
كل ما سبق كان مبررا لاستخدام كرة "الجيزاوي" بممارسة بلطجة إعلامية تكيل بمكيالين؛ للتنفيس عن السياسة الداخلية المتشنجة ونقلها لساحة "السياسة الخارجية" إلهاءً للمواطن المصري الساخط داخليا على ما يمس أمنه واقتصاده وحياته، ومن جهة أخرى محاولة رخيصة من بعض السياسيين المرشحين للرئاسة في المتاجرة بها كسبا لأصوات الناخبين، فيما بعض الإعلاميين المصريين الذين لا يخفون دعمهم لبعض هؤلاء المرشحين السياسيين وجدوا أن الأهداف تصب في صالحهم أيضا، ولا بد من تعاون لإثارة صفراء، يهدفون من ورائها تحقيق مكاسب سياسية لمرشحيهم ومكاسب مادية من المعلنين لبرامجهم "التوك شو"! ومع الأسف كل هذا يأتي على حساب المواطن المصري والتلاعب بوعيه السياسي لحسابات شخصية تكاد تسعى لاختطاف حقوقه ودستوره!
ما حدث ويحدث من بعض الغوغائيين ، وبقايا البلطجية على ضفاف النيل العظيم هو نتاج طبيعي في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها أرض الكنانة.. هذا ما ذكرته الكاتبة مني المالكي وكتبت: وهي أمور لن تستمر طويلا نظرا لمتانة وقوة العلاقة بين الشعبين الذي لم يفصل بينهما سوى الماء ، ذاك الذي غسل أكثر من مرة خلافات وخلافات ، ولكن دعونا ننظر إلى ما يحدث بنظرة أكثر عقلانية بعيدا عن بعض الأصوات النشاز !
تستمر الأزمات المصرية المفتعلة والاتهامات بين كل فترة وأخرى ورغم أن هناك بعض التجاوزات من قبل بعض المصريين في المطارات أو بعض الفنادق على المواطن السعودي هناك، ولكن يظل الصمت السعودي سيد الموقف وهو صمت ليس في مجمله حكمة ! وهنا تكبر الأزمة ويبدأ الجميع النفخ في البالون ، وهو ذلك البالون الذي يظهر ما بين فينة وأخرى ، موترا أموراً صغيرة كان لها أن تنهى منذ البدء ، لو أن السفير السعودي خرج بتصريح، أو وافق على إجراء اللقاء في برنامج «بتوقيت القاهرة» ليفند تلك الدعاوى الزائفة في معظمها أو المتحدث باسم وزارة الداخلية ، ولكن لم يحدث شيء من ذلك ! لتقفز لماذا وأخواتها كثيرا ، لعلمنا أن الأعلام الجديد لن يتوقف عن إمداد وتأجيج النفوس بكل ما هو شر ووبال على الطرفين، لا يخفى على الكثير أن هناك من يستفيد من تصدير أزماته إلى الخارج عبر الآخر حتى يبطش ، ويذبح ويقتل بدم بارد ، فأفضل وسيلة هو إشغال الآخرين ، وليس أفضل مما يحدث الآن ، ولكن الصدمة أن يشارك من السعوديين في تأجيج الفتنة ضد بلدهم والذي يفترض أن يكون خطاً أحمر لا يمكن المساس به ، ولك أن تتخيل أن هناك من يرفض أن تذكر اسم مصر( بحاجه وحشة ) بينما أنت تكيل الاتهامات لأطهر ثرى وأقدس مكان ، إنها مفارقة موجعة مؤلمة ، عندما تقابل المصري بالداخل تجده لا يهتم كثيراً بما يحدث هناك على الجبهة الأخرى ، لعلمه أنهم ( بيقبضوا) وعندما ينتهي التمويل تهدأ الأمور ، وهذا لا يليق بشعب له هذا التأريخ العريق ، ولكنها قصة طويلة تحتاج للجان مشتركة بين الطرفين حتى لا يعاد افتعال الأزمات مرة تلو الأخرى
جريدة عكاظ
وتحت عنوان الحكمة من سحب السفير !.. قال الكاتب السعودي خلف الحربي: حسنا فعلت المملكة حين استدعت سفيرها في القاهرة للتشاور وأغلقت السفارة والقنصليات الموجودة في مصر بصورة مؤقتة ، فنحن بحاجة إلى إجراء هادئ لإيقاف حالة الهيجان ..ومن هنا حتى تهدأ النفوس في مصر المحروسة يكون لكل حادث حديث، فهذه الأزمة فرضت علينا ونحن بالطبع لانريد أن نخسر علاقاتنا التاريخية بمصر ولكن في الوقت ذاته لايصح تعريض طواقمنا الدبلوماسية للخطر في بلد يعيش أوضاعا سياسية مرتبكة.
ليس من مصلحتنا أبدا الدخول في مهاترات وحروب كلامية مع أشقائنا المصريين خصوصا في هذه المرحلة التي يسعى فيها أعداء البلدين لتدمير الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، وإذا كان أخوك يمر بحالة هياج فالأفضل أن تبتعد عنه حتى يعود إلى حالته الطبيعية، لن نكسب شيئا من الرد على الشتائم بشتائم أكبر منها، هذا ليس أسلوبنا وهذه ليست من طباعنا سواء على الصعيد السياسي أو على الصعيد الاجتماعي أو حتى على الصعيد الإعلامي، صحيح أننا مستاؤون جدا من بعض العبارات التي صدرت من بعض الأخوة المصريين ولكن الرد على الشتائم بالشتائم سوف يزيد الأمور تعقيدا، كما أن الشتيمة: (تلف تلف وترجع على صاحبها) كما يقول أشقاؤنا في مصر ! .
وتحت عنوان مصر وتوحش المجتمع كان مقال للكاتب صالح إبراهيم الطريقي في صحيفة عكاظ والذي قال: حين تجري مقارنة بين أحداث تونس ومصر، وما الذي يحدث داخل كل مجتمع، سيلحظ المراقب أن النظام السياسي بتونس سقط، لكن مؤسسات الدولة لم تسقط وبقيت قادرة على منع المجتمع المدني من أن يتحول إلى مجتمع متوحش، فيما مصر سقط النظام السياسي وهيبة مؤسسات الدولة، وأهمها مؤسسة الأمن «بغض النظر عن أسباب السقوط، وهل كانت المؤسسة الأمنية طاغية وظالمة أم لا»؟ فدخل المجتمع المصري فيما يسمى «توحش المجتمع»، وأصبحت الجماهير هي من يحل ويربط، والجماهير للأسف تتحرك بشكل لا واع، ذلك أن الوعي فردي تحديدا، أما اللاوعي فهو جماعي، وكل هذا بسبب سقوط هيبة مؤسسات الدولة.
وما أعنيه بهيبة مؤسسات الدولة يمكن تمثيله برجل المرور الذي ينظم مئات السيارات بتقاطع، فيخضع المئات لتعليماته، هم لا يخضعون له بصفته الشخصية، بل للبدلة التي يرتديها والتي تمنحه هيبة الدولة، وحين تفقد مؤسسات الدولة هيبتها، لن يقبل المئات أن ينظمها ذاك الرجل لأنه لم يعد يمثل إلا نفسه، وسيقرر كل فرد أن يأخذ المبادرة ليقرر هو، فيتوحش هذا الحشد، فالجماهير ليست مجرمة وليست فاضلة، هي قد تكون مجرمة ومدمرة أحيانا، وقد تكون بطلة وفاضلة وكريمة ومضحية بدون مصلحة، من سيقودها هو من سيحدد مسارها.
وفي جريدة الرياض الأزمة العابرة.. كان مقال للكاتب يوسف الكويليت قال فيه: في عز الخلاف بين المرحومين الملك فيصل والرئيس عبدالناصر، وبعد هزيمة 1967م احتشد الصحفيون من كل الجنسيات لحضور قمة الخرطوم، وكيف ستكون المعركة بين الزعيمين، إلاّ أن الملك فيصل وقف ليقول: «الهزيمة لا تخص مصر، بل السعودية وكل العرب، والوقت ليس للمشاحنات والخلافات، بل بدعم المجهود الحربي للجيش المصري، وتبرع بما يصل إلى مئتي مليون دولار». الموقف اتصف بشجاعة الرجال، وفي 1973م هو من حظر النفط على أمريكا وأوروبا بمعنى أن شراكة البلدين استراتيجية لا تغيرها مفاهيم عدة أشخاص خرجوا بمظاهرات أو تهييج إعلامي لا يدرك القيم التي تربط البلدين..
قضية الجيزاوي ضخمت وتعدت مسألة التفاهم والحوار وحتى قبل صدور حكم القضاء مما يعني أن الأمر أعطي أكثر من واقعه، ثم إن الرجل حتى لو سجل مواقف ضد المملكة والملك عبدالله تحديداً، فهو لم يصل إلى جرم من أرسلهم القذافي لقتل الملك عبدالله، وبشهامة الرجل الكبير عفا عنهم وأرسلهم لبلادهم مكرمين، ولا نعتقد أن سجون مصر تخلو من أصحاب قضايا مخدرات وغيرها، لم تفرض علينا دفع الشارع أو توظيف الإعلام ليسقطا واجبات الاخوة والعلاقات المتينة..
نعرف أن مصر تمر بظروف معقدة، وأن الاحتقان يأتي كأحد أسباب هذه المرحلة، غير أن السفارات ورعايتها تكفلها المعاهدات والقوانين الدولية، ولا نعتقد أن شخصا من مليوني مواطن مصري يعيشون بيننا إخوة مكرمين ويساهمون بمختلف النشاطات يؤثر على هذه البلاد ثم إننا لسنا ضد من ينتقد دون إساءة، لأن هذا حق طبيعي، لكن أن نصل إلى مرحلة تقاطع الطرق، ليس مقبولاً ومضراً لكلا البلدين..
من وراء الجيزاوي؟!
كان ذلك عنوان تقرير مطول لصحيفة عكاظ.. وذكر فيه:
•• هل نعتبر قضية الجيزاوي .. قضية «جنائية» بحتة أم قضية سياسية مدروسة.. ومحكمة ومخططا لها بعناية؟!
•• الجيزاوي خريج كلية الحقوق وما زال يمر بمرحلة التدريب في أحد مكاتب المحاماة.. وإن كانت الأطراف التي استعانت به للعب أدوار معينة قد مكنته من استخراج رخصة لمكتب محاماة يقع في (7 شارع محمد صديق المنشاوي ببولاق الدكرور بالجيزة» حتى يستطيع أداء المهام الموكلة إليه.. فهو في الحادية والثلاثين من عمره.. وما زال في مرحلة التدريب.. وهو معروف بين معارفه وأصدقائه باهتماماته السياسية.. وبعلاقته ببعض الأحزاب وبطموحاته الكبيرة أيضا..
•• وقد رصدت عدة قضايا ربطت باسمه.. وتقدم للمرافعة نيابة عن أصحابها.. ومنها قضية باسم خمسة من المتهمين المقبوض عليهم في المملكة بتهم مختلفة تتراوح بين تهريب المخدرات وبين استقطاب الشباب لمغادرة المملكة والالتحاق بتنظيم القاعدة والزج بهم في أتون الحروب والتوترات الجارية بالمنطقة وخارجها..
•• وفي إحدى الدعاوى المنسوبة إلى «الجيزاوي» نيابة عن السادة «أشرف إبراهيم السيد إبراهيم» و «خالد محمد كامل أحمد شلبي» وعاطف مصباح السعيد جمعة» و«رامي سيف الدين جلال شحاتة» و«محمد عبدالحميد محمد إسماعيل».
نجد أن الدعوى المذكورة رفعت ضد وزير الخارجية بالمملكة العربية السعودية وسفير المملكة بجمهورية مصر العربية.. وتطالب بالإفراج عن المذكورة أسماؤهم أعلاه لبطلان الدعاوى المقدمة ضدهم.. كما يدعي «الجيزاوي» وشريكه في المكتب.. أو هو صاحب المكتب الحقيقي «أحمد نبيل معوض».
•• والدعوى.. كما أشرنا إليها..شأنها شأن مئات الدعاوى المماثلة التي تصدر في أي مكان. لكنها التقت مع مواقف بعض التيارات المناوئة للمملكة داخل المجتمع المصري وخارجه.. وتلقفته وبدأت في التعامل معه.. وتوسيع دائرة الإساءة إلى المملكة وقيادتها وشعبها.
•• ولم يسلم قادة خليجيون آخرون أيضا من هذه الحملة المنظمة وفي مقدمتهم ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة.. وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.. وإن كانت الحملة قد نظمت بمشاركة عدد آخر من المحامين المجهولين ومنهم «إيهاب الرشيدي».. و«سعيد البنا» .. و«صلاح الدسوقي» وغيرهم.. بهدف إعطاء الانطباع بأن في المملكة ظلامات يتعرض لها أبناء الشعب المصري.. واستثارة المصريين ضد هذه البلاد وقادتها وشعبها على حد سواء.
•• ولم يكتف منظمو الحملة الذين استخدموا صغار المحامين الجدد.. بشن حرب شعواء على المملكة وقيادتها وشعبها في هذا الوقت بالذات الذي تمر فيه مصر بظروف سياسية وأمنية واقتصادية حادة.. عن طريق رفع عدة قضايا للمحاكم المصرية.. بل وجهوهم لإثارة الشارع المصري منذ أكثر من ستة أشهر مضت.. وذلك في محاولة مقصودة لتشويه صورة المملكة واستثارة الشعب المصري ضدها.. وإطلاق بعض الاتهامات والافتراءات ومنها وقوف المملكة خلف الجماعات السلفية بمصر.. ودعمها المزعوم لهم في الانتخابات..
•• وانطلقت عدة مظاهرات في أنحاء القاهرة بهدف «تهييج» الشارع المصري.. وتهيئته لما هو أكبر من مجرد الاتهام.. ورفع الدعاوى ضد المملكة.. وفي مقدمة تلك الدعاوى الكاذبة الربط بين مهاجمة السفارة الإسرائيلية في القاهرة.. وبين الاعتداء على سفارة المملكة.. بصورة مقصودة بالرغم من معرفتهم للأدوار الإيجابية التي تقوم بها المملكة وسفارة المملكة وقنصلياتها للوقوف إلى جانب مصر في أزمتها الراهنة وعلى كل المستويات وبالرغم من إدراكهم أن الشعب المصري لن يصدق هذا التلفيق المتعمد..
•• وإذا نحن مضينا في هذه القراءة الموضوعية.. إلى آخرها فإننا سندرك أن إيران كطرف خارجي.. وأحزابا معينة وأصحاب توجهات خاصة داخل مصر لها مصلحة في التخطيط لمثل هذه الأعمال.. وإن بدت ساذجة في بعض مراحلها..
•• والسؤال الآن هو:
•• لماذا قامت إيران بمثل هذا العمل وما هي مصلحتها من ورائها؟
•• والجواب البسيط هو.. أن إيران تعتقد أن المملكة العربية السعودية هي السبب في الحيلولة دون تطوير علاقتها مع جمهورية مصر العربية بعد الثورة وتأجيل عودة السفير إليها.. وبالتالي فإنها أرادت أن تؤدب البلدين على تضامنهما ووقوفهما بوجه الأطماع الإيرانية.. وسياسة بذر بذور الفتنة في المنطقة.. وإلهاب الشعور العام ضد الأنظمة العربية المستقرة.. لأنه من مصلحتها أن تستمر حالة التوتر في المنطقة.. وتحديدا في مصر العربية.. حتى لا تقوم لها قائمة كقوة قومية كبيرة يحول وجود نظام قوي فيها دون تحقيق طهران حلم السيطرة كقوة إقليمية وحيدة ومتنفذة في أرجاء الاقليم..
•• منطق العقوبة هذا لكل من مصر والمملكة.. وثقافة التدخل الإيراني في شؤون المنطقة.. وإفشال مخطط طهران في البحرين .. وإلى حد ما في لبنان.. ومحاصرتها في سوريا.. وإفشالها لمخطط التثوير لليمن.. هي التي جعلت إيران توظف عناصرها هنا وهناك لخدمة أهدافها السياسية والأمنية.. لزعزعة الأمن والاستقرار في الدول القوية والكبيرة.. والرافضة للتوسع الإيراني على حساب دول وشعوب الإقليم..
•• أن القرار الأن بيد السلطة في مصر.. وبيد الشعب الذي أبدى خلال الأيام الماضية أحاسيس كريمة تجاه المملكة وقيادة المملكة وشعب المملكة.. وهي مشاعر لا نستغربها منهم.. ونتمنى من الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم للعمل على تفويت الفرصة على أعداء البلدين وعلى من يعملون ضد مصالح الشعبين، فالأمر يتطلب حزما كافيا.. وحسما بمنع استمرار الفوضى والعبث بمقدرات البلد العربي الكبير.. وشعبه العربي الأصيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.