تظاهر عدد من الصحفيين اليوم أمام مبني النقابة اليوم للتنديد بتأخر موقف النقابة من اللجنة التأسيسية مطالبين نقيب الصحفيين ممدوح الولي بالانسحاب من اللجنة التأسيسية للدستور علي الفور. كما ندد عدد من الصحفيين بموقف النقابة الذي وصفه البعض ب" المتخاذل " تجاه اللجنة التأسيسية لوضع الدستور رافضين التأخر حتى الآن في إصدار قرار الانسحاب ، ورغم أن أعداد المتظاهرين من أعداد النقابة لم يتجاوز 200 صحفي إلا أن هذه الوقفة الاحتجاجية شملت العديد من الصحفيين من مختلف الصحف والمؤسسات الصحفية القومية والمستقلة, والتي نظمتها حركة صحفيون من أجل الدستور, والتي شارك بها عدد من أعضاء مجلس النقابة من الجانب المعارض لتأخر قرار النقيب بالانسحاب من اللجنة التأسيسية, بينما يتفق مع قرار النقيب عدد من أعضاء مجلس النقابة ومنهم جمال عبد الرحيم, وإبراهيم أبو كيله, حاتم زكريا, محمد عبد القدوس, هاني عماره. وبالحديث مع جمال فهمي وكيل أول نقابة الصحفيين وأحد المشاركين بالوقفة الاحتجاجية أكد أن اللجنة التأسيسية ماتت ورائحتها تزكم الأنوف فهذه اللجنة ولدت ميتة وكان يجب الإسراع بدفنها, ولكن هذا التأخير بقرار الانسحاب الذي جاء من جانب النقيب وعدد من المؤيدين له داخل مجلس النقابة ما هو إلا سبه في جبين النقابة وموقف متخاذل منها. وأوضح فهمي أن النقابة سوف تعقد اجتماعها صباح يوم الخميس القادم - بعد غدا- لتعلن قرار الانسحاب حيث تنقضي المدة التي منحت للنقيب لانسحابة من اللجنة. وأشار وكيل أول نقابة الصحفيين أن ماحدث هو بطء كبير في اتخاذ القرار من جانب النقيب ممدوح الولي وأكد أن النقيب رجح علاقاته مع الإخوان علي التزامه النقابي. بينما أوضح أنه عقد اجتماعين لبحث الانسحاب خاصة وأن هذه اللجنة لا تعبر عن مصر أو مكونات المجتمع المصري ابتداء من الأزهر ومرورا بالكنيسة وكل القوى والنقابات المهنية ونقابات الفلاحين والعمال. وأضاف رغم أن عدداً من الصحفيين المشاركين في اللجنة قاموا بالانسحاب منها مثل الدكتور أحمد النجار والدكتور عمرو الشوبكي والدكتور عماد جاد والدكتور وحيد عبد المجيد وبالتالي لا معني أبدا من الانتظار أو تأخير قرار الانسحاب من جانب النقيب لاعطاء الفرصة للتوافق في اللجنة التأسيسية ولكنني أرى أن بها من التشوه مالا يصلح معها "الترقيع" خاصة بعد هذا الإجماع الوطني بالانسحاب والذي لم أره من قبل, وكفانا خجلا. وحول ما يتردد بخصوص أن خلفيه النقيب الإخوانية هي السبب في التأخر في إعلان الانسحاب قال فهمي: ربما يبدو السبب الوحيد لهذا تأخير الإخوان ولكن المشهد الآن سيء جدا ورغم أنه ينفي أنه تابع للإخوان فحتى لو كان ما يقوله صحيحا .. إلا أن هذا الوقف قد يجعله يبدو " متملقا " لهم. وعن موقف مجلس النقابة من هذا التأخير الذي أضر بصورة النقابة أكد جمال فهمي أنه ليس هناك ما يمكن من خلاله مساءلة النقيب ولكنه يتحمل المسئولية المعنوية في هذا الأمر خاصة وأنه أعاق صدور هذا القرار منذ أسبوعين. بينما أوضح هشام يونس عضو مجلس النقابة ومسئول لجنة العلاقات الخارجية أن مجلس النقابة أنقسم إلي فريقين أحدهما مؤيد لقرار الانسحاب والآخر يريد فرصة للتوافق وكل طرف منهما أعلن رأيه وأستقر علي إعطاء فرصة للنقيب ويوم الخميس القادم سيعلن رسميا قرار الانسحاب بدون تباطؤ, وأشار يونس إلي أن النقابة تعتبر في حكم المنسحب ولكن اعطيبنا فرصة لحدوث توافق داخل اللجنة التأسيسية ولكن هذا التوافق لم يحدث بعد, وأكد أن هذا التأجيل من أجل الحصول علي رأي الاغلبية في الانسحاب التام من اللجنة التأسيسية للدستور. بينما وصف ممدوح الولي نقيب الصحفيين لبوابة الشباب تأخر إعلان موقف النقابة من اللجنة التأسيسية للدستور بأنه " قرار حكيم " نظرا لانتظار اجتماع اللجنة غدا والذي سيضم كافة أطياف اللجنة التأسيسية وممثليها, وعلي أثرها سيتحدد إعلان موقف النقابة في العاشرة من صباح الخميس القادم, وحول موقفه من تظاهرات اليوم المنددة بتخاذل النقابة في إعلان موقفها مبكرا بما يعد انحيازا لخلفيته الاخوانية قال : اللي عايز يقول حاجة يقولها .. أنا سأظل في نظرهم عدو لهم, ولكنني أعمل ما هو فيه صالح للنقابة وأنا أتحيز لنقابتي . وأكد الولي أن كثيراً من الأعضاء الذين أكدوا انسحابهم من اللجنة التاسيسية كلامهم " شفوي " فقط , وأضاف أن إثنين فقط من أعضاء اللجنة التأسيسية انسحبوا بالفعل أحدهما من خلال انسحاب رسمي بورقة مكتوبة والآخر تليفونياً ، أما الباقي فكان انسحابهم " مجرد كلام " مما دعاه إلي الانتظار والتأني ، خاصة وأن كثيراً منهم من السهل أن يعودوا مرة أخرى بعد إعلان انسحابهم طالما أنه لا يوجد ما هو يثبت هذا الانسحاب.