هو أحد أنجح وأهم البرامج المنتشرة بين أغلب الشباب في مصر، برنامج لابد أن تجده على هاتف كل من يقود سيارته وسط الزحام الشديد الذي نعاني منه، حيث أن له دورا كبيرا في اختيار طريقك الذي تسلكه لأي مكان تريد أن تصل إليه، كلامنا عن برنامج "بيقوللك" وحوارنا مع جمال الدين صادق وهو واحد من 6 شباب قاموا بتصميم البرنامج .. كيف جاءت فكرة البرنامج؟ الفكرة ببساطة جاءت من معاناتنا كمصريين من مشكلة الزحام في شوارعنا، وبالطبع دائما ما يكون هناك شخص على الطريق يعلم أن المكان المتواجد فيه مكتظ بالسيارات، ويكون أحدهم محظوظ حينما يكون لديه شخص يعرفه متواجد في هذا الزحام ليعلم منه هذه المعلومة فيسلك طريقاً آخر أو يؤجل موعد نزوله حتى لا يقضي وقته داخل سيارته بدون فائدة، أما إذا كان لا يعرف فسيضطر للنزول ويكون الموضوع خاضعاً للقضاء والقدر، ومن هنا علمنا أن هذه المعلومة البسيطة تهم عدداً كبيراً من الناس، فجاءت فكرة "بيقولك" من هنا حيث يكون هناك مجموعة من الناس يستخدمون وسيلة ما يستطيعون من خلالها معرفة حركة السير في الشوارع التي يسلكونها، وكنا في البداية كمؤسسين للبرنامج في حيرة من أن نجعل هذه الوسيلة هي موقع على الإنترنت أو برنامج يتم تحميله على أجهزة المحمول بمجرد فتحه يتم توصيله على الإنترنت، حتى توصلنا في النهاية لعمل البرنامج بعدما قمنا بعمل أستفاء وجدنا هناك إقبالاً على فكرة البرنامج وتجمع الناس حول فكرة واحدة ليكون الهدف في النهاية أن نجعل كل من في سياراتهم يشعرون بفكرة "أنت مش لوحدك" بل في مجتمع يجمع كل من فيه حول هدف واحد. إذن فكرة البرنامج معتمدة على تبادل معلومات حول الحالة المرورية في الشوارع المختلفة؟ بالضبط، ولكن ليس ذا فقط فهو أيضا وسيلة لتبادل المعلومات حول الطرق بداية من حركة السير في هذا الطريق وإذا كان هناك أحد يعرف طريقاً مختصراً يهرب منه القاصدون لمكان معين من شلل الحركة المرورية ، وليس هذا فقط فقد تم استخدام البرنامج خلال الفترة الأخيرة في أثناء أزمة البنزين كدليل لمعرف المحطات التي بها وقود، ولذلك فالبرنامج فكرته هو الطرف الذي يعلم معلومة تحتاجها ولكن لا تعرف أحد يدلك عليها فأصبح البرنامج هو دليلك لها. ولكن هل كل التليفونات المحمولة مؤهلة لتحميل وتشغيل هذا البرنامج؟ في البداية قمنا بعمل برنامج يتم تشغيله على تليفونات من نوع "البلاك بيري" وذلك لأننا كنا نستهدف شريحة مستخدمي الإنترنت عن طريق المحمول وهم الفئة الأكبر منهم من مستخدمي "البلاك بيري" بل وأنهم الفئة الأكثر تفاعلا مع الإنترنت من حيث كتابة وتبادل المعلومات، وبدأنا ننشر البرنامج بين أصدقائنا والحمد لله وجدنا أن هناك إقبالا من خلال عدد التسجيلات على البرنامج في أول يوم أصدرنا فيه البرنامج وهو 10-10-2010 لا نتوقعه حيث تم تسجيل ما يقرب من 7000 تسجيل وهو رقم أكبر من الذي توقعناه بكثير، واليوم نحن نتحدث حول ما تخطى ال 200 ألف مشترك. هل هذا الانتشار أثر على شكل البرنامج واستخداماته مع مرور الوقت؟ بالطبع، فقد تم تغيير شكل البرنامج وحتى الآن صدرت منه 8 إصدارات، كما تم توفيره لكافة الموبايلات ونظم تشغيلها المختلفة، بخلاف أن البرنامج كان يوفر حركة المرور في الطرق الرئيسية فقط، مثل كوبري أكتوبر والمحور وغيرها، ولكن اليوم أصبح هناك آلاف الطرق المختلفة والمتوفرة، ومن جانب آخر تم تمكين المستخدم من بعض الخدمات الإضافية، مثل خدمة طريقي والتي يستطيع المستخدم أن يسجل فيه طرقه التي يستخدمها بشكل يومي ليصل للمعلومات حولها بطريقة أسهل، بخلاف أننا نشيطين جدا لتبادل المعلومات عن طريق الفيس بوك وتويتر والموقع الخاص بنا والنشرات المرورية لأن الهدف من الموضوع هو وصول الإفادة لأكبر عدد ممكن من الناس لأن البرنامج بدون الناس لا يسوى شئ. كيف يمكن للمستخدمين تحميل البرنامج؟ البرنامج متوفر بشكل قانوني على كل المنتديات والمواقع التسويقية الشهيرة على الإنترنت ، وقد وفرنا ذلك من واقع مسئولية حب الناس للبرنامج الذي صممناه، فلا يوجد أي دافع للمستخدمين من أن يكتبوا تقاريرهم عن أحوال الطرق إلا شعورهم بأنهم يريدون كأحد أنواع رد الجميل للبرنامج بأن يفيدوا ناس آخرين، وهو نفس الدافع الذي يجعله ينصح أصدقائه به حيث أن منذ بداية صدورنا وحتى الآن لم نصرف مليما واحدا للتسويق للبرنامج أو الإعلان عنه. وماذا عن فريق المؤسسين وخلفياتهم الدراسية؟ نحن 6 شباب متوسط أعمارنا 25 سنة خمسة منا خلفياتنا الدراسية في الحاسبات ونظم المعلومات، هم أنا ومحمد رافع وعلي رافع، ومصطفى البلتاجي ووليد مصطفى، يحيى إسماعيل مسئول الجرافيكس ومسئولياتنا موزعة بين التسويق والموقع الإلكتروني الخاص بنا، ويوجد خمسة منا تربطهم صلة قرابة وأحدنا صديق للعائلة، وما أريد أن أقوله أننا شباب عاديون جدا وقد عملنا على هذا الموضوع بدون أي ميزانيات، وأن أي أحد يستطيع أن يفعل مثلنا. ما الذي حققتموه من خلال "بيقولك"؟ الحقيقة أننا نعمل على هذا المشروع بصفته مشروعنا الخاص، حيث أني كنت أعمل معيداً بالجامعة وتركت عملي وأنا راض جدا عن ذلك، وهو الأمر الذي تردد فيه بعضنا بترك أعمالهم للتفرغ للمشروع، وما أريد أن أقوله أننا نعلم أن أي مشروع في البداية قد لا يجني أرباحا نهائيا ولكننا الآن الحمد لله أصبحت أرباحنا تمثل لنا رواتب قد نأخذها مقابل العمل في أي شركة محترمة، ونحن نعلم أن الأفضل قادم إن شاء الله. جمال الدين صادق