لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يسقط سمير زاهر بهذه السرعة خاصة بعد تحقيق اللقب الإفريقى الثالث على التوالى... فلم يكد الرجل يفيق من صدمة تحويله للنائب العام من قبل رئيس المجلس القومى للشباب والرياضة بسبب المخالفات المالية بإتحاد الكرة، حتى تلقى لطمة أخرى يوم السبت 26 يونيو بعد أن أيدت المحكمة الإدارية العليا حكم محكمة القضاء الإدارى بعدم أحقيته فى الترشح لإنتخابات مجلس إدارة إتحاد الكرة والتى أجريت فى عام 2008، وذلك بسبب صدور أحكام قانونية ضد زاهر تمنعه من الترشح. سقط زاهر، ولكن بالتأكيد هناك من سيحاولون مساندته أيا كانت قوتهم، لكن على الجانب الآخر يقف العديد من المتربصين برئيس إتحاد الكرة ما بين صحفيين وإعلاميين خاضوا معه حروبا كثيرة وهاجموه بضراوة، وأندية رأت أنها تعرضت للظلم فى عهده، وشخصيات لم يكن يروق لها جلوس زاهر على أهم مقعد رياضى فى مصر، وأيضا منتفعين يتمنون أن يتولوا المنصب ليستفيدوا منه، لكن يبقى دور المجلس القومى للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر، والذى قد يبدو غامضا للبعض، لكنه ليس كذلك، فالمتابع لعلاقة الإتحاد بالمجلس خلال الفترة لن يشك فى توترها، ورغبة المجلس فى الإطاحة بزاهر، وهذا كان واضحا فى أزمة المخالفات المالية والتى لم يتوان المهندس حسن صقر فى تحويل القضية للنائب العام. الكابتن أسامه خليل لاعب الإسماعيلى والذى رشح نفسه فى الإنتخابات الماضية، هو الذى فجر القضية عندما تقدم بالقضية فى نوفمبر 2008 ولم يحصل على صوت واحد أكد أنه قد يرشح نفسه فى حالة ما إذا كانت هناك إنتخابات لإتحاد الكرة، واصفا الحكم بأنه تاريخى وجعل السعادة تملأ قلبه، لكنه فى نفسه الوقت أشار إلى أنه ليست له مصلحة شخصية أوخلاف شخصى مع زاهر، بل ما حدث يصب فى النهاية فى مصلحة الكرة المصرية وسيطهرها من العناصر الفاسدة. ورغم أن أسامة خليل هو صاحب القضية إلا أن الدكتور كمال درويش قد يكون المستفيد الأول من هذا الحكم فهو صاحب ثانى أعلى أصوات بعد زاهر فى الإنتخابات الماضية حيث أكد درويش أنه أرسل مذكرة للمهندس حسن صقر تفيد بأحقيته فى تولى رئاسة الإتحاد مباشرة فهو صاحب أعلى الأصوات بعد زاهر وهدد المجلس القومى بأنه فى حال عدم تنفيذ القرار سيرفع دعوى قضائية، رافضا فتح باب الترشيح لإنتخابات جديدة. وعلى العكس من درويش فإن المهندس إيهاب صالح رئيس نادى جولدى والذى كان مرشحا للإنتخابات ولم يحصل على أى صوت أكد أنه بعد إستبعاد زاهر لابد من إعادة إنتخابات إتحاد الكرة بالكامل سواء على مقعد الرئيس أو الأعضاء، وهدد هو الآخر بإقامة دعوى قضائية فى حال إذا لم ينفذ المجلس القومى للرياضة هذا الرؤية. الصدمة لم تصب سمير زاهر ورجاله فقط بل طالت أيضا المهندس نصر أبو الحسن رئيس النادى الإسماعيلى والذى سيواجه نفس المصير، حيث يتوجه الإثنين 28 يونيو وفد من المعارضة الإسماعيلاوية بقيادة على غيط لاعب الإسماعيلى السابق للمجلس القومى للرياضة ليثبتون بالأدلة تطابق حالة أبوالحسن مع زاهر وهو ما يهدد كرسى رئيس الإسماعيلى، الزمالك هو الآخر كانت تسوده حالة من الترقب حتى صدر اليوم الأحد 27 يونيو قرار المحكمة الإدارية العليا بخصوص الطعن المقدم من مرتضي منصور، الرئيس السابق للنادي، ضد نتيجة انتخابات النادي الأخيرة، لكن حالة الترقب هدأت بصدور حكم بتأجيل الدعوى. رغم كل ما ذكرناه فهناك حقيقة مؤكدة وهى أنه لا يملك أحد فى مصر أن يوقف تنفيذ حكم صادر من المحكمة الإدارية العليا، والجهة الإدارية يجب أن تنصاع لهذا الحكم إحتراما للقانون، والإشكال الذى تم تقديمه من أعضاء إتحاد الكرة عقبة لتأخير تنفيذ الحكم لكنه سينفذ خلال أيام بأى حال من الأحوال وبالتالى فإن فرصة زاهر فى الحصول على مجاملة من حسن صقر الذى يملك تنفيذ القرار ليست واردة. لذلك فإن أعضاء مجلس إتحاد الكرة إلتزموا الصمت وقرروا عمل إستئناف للقضية، ورغم كل الضجة فإن العمل فى كل لجان الإتحاد يسير كما هو، وبحكم القانون فإن المهندس هانى أبو ريدة الرئيس الحالى لإتحاد الكرة حتى يحدد المجلس القومى للرياضة ما إذا كانت هناك إنتخابات أم أن كمال درويش سيتولى رئاسة المجلس أم سيظل ابوريدة على كرسى زاهر حتى تنتهى هذه الولاية، صدر الجكم بنهاية زاهر .. لكن ماذا بعد؟!