اشتهر الكاتب والناقد الفني جليل البنداري، بأسلوبه اللاذع وأرائه الجريئة الذي اشتهر بها طوال حياته، حتي أن معظم الفنانين يهربون من لقائه حتي لا يتعرضوا لنقده الصريح. قام بإطلاق عدد من الألقاب الذي ما زالت عالقة في الأذهان حتى الآن مثل لقب العندليب الأسمر، الذي أطلقه على الفنان عبد الحليم حافظ ولقاء السحاب الذي أطلقه على لقاء محمد عبد الوهاب، والسيدة أم كلثوم، من خلال أغنية "أنت عمري" عام 1964. وظل البنداري، واحدا من ألمع الصحفيين وأكثرهم شهرة على ما يقرب من نصف قرن، حيث بدأ حياته العملية كموظف في مصلحة التليفونات حتى التحق بالعمل في جريدة الأخبار وتدرج في المناصب حتى استطاع أن يصل إلى صفوة الكتاب الكبار. وقد قام بتأليف عدد من القصص التي أصبحت أفلاما سينمائية مثل شفيقة القبطية عام 1963، لوعة الحب عام 1960، الآنسة حنفي عام 1954، العتبة الخضراء عام 1959 وغيرها من الأعمال المتميزة. وكان الفنان عبد الحليم حافظن من أكثر الفنانين الذين يهربون من مواجهة جليل البنداري، حتى أنه كان يرفض دائما الظهور معه في أي برنامج تليفزيوني أو الاجتماع به في أي حوار خوفا من هجومه وشتائمه. حتى وصل إلى أذهان العندليب، أن البنداري، يعكف على تأليف كتاب يتناول فيه بعض من حياته الشخصية تحت اسم «جسر التنهدات» الأمر الذي دعا عبد الحليم، إلى التوجه إلى مجدي العمروسي، محاميه الخاص، وصديقه ليرسل إليه إنذارا يحذر فيه البنداري، من التعرض لحياة موكله الخاصة سواء بالنقد أو التحليل من خلال الكتاب الذي يعده. أخبار اليوم: 28 يناير 1961