بعض ما يتم تداوله أو تسريبه في بعض الأحيان عن قصص فساد هنا أو هناك مزعج للغاية، خاصة حين يطال بعضها قطاعا اقتصاديا هاما، ويصعب التحقق منها أو تصور أن أبطالها يتصفون بهذا القدر من الجرأة التي تصل إلي حد التبجح، ويفتقدون لصفات الخجل والحياء والخوف من كشف سترهم، وللأسف يتمدد الفساد حين تغيب المحاسبة ويتم التهاون في القواعد والقوانين حين يصور الغرور للبعض أنهم فوق القانون، وتصبح تصفية الحسابات عبر تسريبات لمواقع التواصل الاجتماعي، بدلا من تحقيقات النيابة، وتغيب شفافية الحقيقة لتفسح الطريق للتكهنات وأحاديث النميمة، رغم أن المواطن من حقه أن يعرف الحقيقة دائما. في نفس الوقت الذي يتضاعف فيه حجم الإعلان عبر التليفزيون عن المشروعات الخيرية والإنسانية خلال شهر رمضان لحث الناس علي التبرع، يتضاعف حجم الإعلان عن المشروعات العقارية، الفاخرة بالطبع دون غيرها،ورغم طول الفترات الإعلانية وتكرارها الدائم والمستمر، إلا أنها أكثر رحمة من المطاردة عبر المحمول من هؤلاء جميعا، والتي تبدأ منذ الصباح حتي المساء بقدر هائل من الإلحاح، ويبدو أن هذا الإسلوب في التسويق أقل تكلفة، لذلك أصبح هو السائد لدي عشرات الجمعيات والمشروعات الخيرية والعقارية وشركات التسويق بصرف النظر عن وقت المستهلك ومدي مايتحمله من إزعاج للرد علي عشرات المكالمات كل يوم، مطلوب الرحمة وبعض الحياء في استخدام المحمول كوسيلة لتسويق أي سلعة أو خدمة، وعدم تداول أرقام الناس بين الشركات دون علمهم ورغم إرادتهم. التعامل مع الأخبار العاجلة والمهمة صنعة وفن وعلم له أصول، وأعتقد أن خبر إتمام مهمة إعادة الإرهابي هشام العشماوي إلي أرض مصر كان أهم خبر خلال الأسبوع الماضي، ولكن التعامل معه اقتصر علي نقل الحدث دون إعداد تقرير واف عن كل ما يتعلق بالحدث وأسباب أهميته والجرائم والتهم الموجهة للإرهابي المسترد من ليبيا، كما أن أهمية الحدث كانت تستدعي نقله عبر كافة القنوات التليفزيونية والمحطات الإذاعية، مع جمع كل المعلومات والوقائع التي سبق نشرها حول الموضوع، والمهم في النهاية مد الجمهور بالمعلومات الكافية خلال نقل الحدث وبعده، وهذا هو دور الإعلام الحقيقي.