بهجة شهر رمضان ليست قاصرة علي المسلمين فقط في مصر إنما اصبحت عادة ملازمة لمسيحييها أيضاً خاصة في حي شبرا الذي يجسد سكانه في شهر رمضان ملحمة محبة وفرحة بإمضاء وبصمة أبناء شبرا مهما كانت الأحداث والظروف المحيطة وتظل موائد إفطار المسيحيين في شهر رمضان لإخوانهم المسلمين ماركة مسجلة في تاريخ المحبة والإنسانية والوحدة والوطنية . قبل اكثر من 60 عاماً وتحديداً سنة 1968 ابتدع مواطن مصري مسيحي يعمل كاهن في كنيسة السيدة بالجيوشي في منطقة شيكولاني بشبرا اسمه صليب متي ساويرس فكرة إقامة مائدة إفطار في رمضان اسماها مائدة المحبة وتحديداً في ميدان الأفضل وظل مداوماً علي اقامتها لمدة تزيد عن 40 عاماً حتي وافته المنية مطلع العام الحالي وكان يدعو إليها المشايخ والقساوسة ونواب الشعب ورموزه في شهر رمضان ولم يسمها مائدة الوحدة الوطنية أو يربطها برسميات وأصبحت مائدة المحبة المصرية وأصبح من الطبيعي والعادي أن يقيم مواطنو شبرا موائد إفطار بالجملة في شهر رمضان ولايزال أبناء شبرا يسيرون علي درب القمص صليب متي ساويرس كاهن كنيسة العذراء بالجيوشي الذي سبق ل«الأخبار المسائى» أن حاورته وصرح لها علي هامش الحديث عن موائد الإفطار القبطية قائلاً: لادخل لي بمائدة الإفطار التي تقيمها البطريركيات في رمضان عندما كان يتم الغائها أو تعليقها رسمياً لأن مائدة الإفطار في شبرا شخصية وبصفتي مواطن مصري واعترض علي تسميتها ب”موائد الوحدة الوطنية “ إنما موائد “العيش والملح”. لازلنا في شبرا حيث تقام مائدة إفطار لكن بصورة غير رسمية وأقرب للشعبية والمحبة الحقيقية بطلتها جمعية ثمرة المحبة القبطية التي يرأسها ماهر حلمي يشارك فيها ممثلون من مختلف فئات الشعب وتعد بحق رمزاً للأخاء الوطنى وأفضل واسرع اليه لتدعيم الروح الوطنية أيضاً جميل بنايوتي الضابط السابق بالقوات المسلحة يقيم مائدة تعد من الموائد والعلامات المميزة لرمضان في شبرا ويشرف بنفسه على إعداد وترتيب وتقديم المائدة علي مدار 36 سنة مضت وأصبحت مائدة بنايوتي تجمعا اسرياً في قلب شبرا للتعايش والمحبة.