مصطفى بكري: الرئيس السيسي أعاد لأهل سيناء حقهم    مجمع البحوث الإسلامية: منهج الأزهر يقوم على الوسطية والاعتدال    مساعد وزير الصحة: تسليم 20 مستشفى على مستوى الجمهورية خلال العام الحالي    تراجع التضخم في أيرلندا إلى أقل مستوياته منذ 33 شهرا    جامعة دمياط تختتم الملتقى الأول لخريجي كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي    زيلينسكي: جيشنا يواجه "موقفا صعبا حقا" في المناطق الشرقية    الجيش الإسرائيلي: لدينا الذخيرة الكافية لعملية رفح وغيرها من العمليات    بسبب رائحة غريبة.. طائرة ركاب تعود إلى فرانكفورت بعد إقلاعها    سفير الأردن بمصر: الرئيس السيسي والملك عبدالله وضعا إطارا متينا ورؤية تكاملية للعلاقات بين البلدين    الرئيس السيسي يحذر من العواقب الإنسانية للعمليات الإسرائيلية في رفح الفلسطينية    محلل سياسى فلسطينى: إسرائيل استغلت حرب غزة لتحقيق أهداف استراتيجية لها    زد يستعيد توازنه في الدوري بالفوز على سموحة    "بعد اقترابه من حسم اللقب".. كم عدد ألقاب الهلال في الدوري السعودي؟    المؤبد للمتهم بخطف شاب وسرقته بالإكراه فى القاهرة    «الأرصاد» تُحذّر المواطنين من حالة الطقس الجمعة 10 مايو 2024 (التفاصيل)    جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024.. الشعبة الأدبية    ننشر مذكرة دفاع حسين الشحات في اتهامه بالتعدي على محمد الشيبي (خاص)    أحمد السقا وأمير كرارة يشاركان في عزاء والدة كريم عبد العزيز    نوال عبدالشافي تطرح أحدث أغنياتها «يا خيبتو»    الأمم المتحدة: 80 ألف شخص نزحوا من رفح الفلسطينية منذ بدء العملية الإسرائيلية    أسماء جلال تنضم لفيلم "فيها إيه يعني"    مسلسل البيت بيتي 2 الحلقة 6.. الجن روح تطارد بينو وكراكيري وتخطف زيزو (تفاصيل)    الأزهر للفتوى يوضح فضل شهر ذي القعدة    بالفيديو.. خالد الجندي: أركان الإسلام ليست خمس فقط    أمين الفتوى: الزوجة مطالبة برعاية البيت والولد والمال والعرض    حسام موافي يحذر أصحاب هذه الأمراض من شرب المياه بكثرة    أوقاف شمال سيناء تعقد برنامج البناء الثقافي للأئمة والواعظات    القباج تشهد انطلاق الدورة الثانية في الجوانب القانونية لأعمال الضبطية القضائية    بنك التعمير والإسكان يحصد 5 جوائز عالمية في مجال قروض الشركات والتمويلات المشتركة    لمواليد برج العقرب والسرطان والحوت.. توقعات الأسبوع الثاني من مايو لأصحاب الأبراج المائية    تفاصيل مشروع تطوير عواصم المحافظات برأس البر.. وحدات سكنية كاملة التشطيب    «الهجرة» تكشف عن «صندوق طوارئ» لخدمة المصريين بالخارج في المواقف الصعبة    "الخارجية" تستضيف جلسة مباحثات موسعة مع وزير الهجرة واللجوء اليوناني    مصطفى غريب يتسبب في إغلاق ميدان الإسماعيلية بسبب فيلم المستريحة    متحور كورونا الجديد «FLiRT» يرفع شعار «الجميع في خطر».. وهذه الفئات الأكثر عرضة للإصابة    وزير الصحة يشهد فعاليات المؤتمر العلمي السنوي لهيئة المستشفيات التعليمية    قوات الدفاع الشعبى تنظم ندوات ولقاءات توعية وزيارات ميدانية للمشروعات لطلبة المدارس والجامعات    محافظ الشرقية: الحرف اليدوية لها أهمية كبيرة في التراث المصري    محافظ أسوان: تقديم أوجه الدعم لإنجاح فعاليات مشروع القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة    فصائل عراقية: قصفنا هدفا حيويا في إيلات بواسطة طائرتين مسيرتين    بعد قرار سحبه من أسواقها| بيان مهم للحكومة المغربية بشأن لقاح أسترازينيكا    على معلول يحسم مصير بلعيد وعطية الله في الأهلي (خاص)    بعد ظهورها مع إسعاد يونس.. ياسمين عبد العزيز تعلق على تصدرها للتريند في 6 دول عربية    "الخشت" يستعرض زيادة التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة في المجالات البحثية والتعليمية    وزير الصحة: دور القطاع الخاص مهم للمساهمة في تقديم الخدمات الطبية    حكم هدي التمتع إذا خرج الحاج من مكة بعد انتهاء مناسك العمرة    محافظ الغربية يوجه بتسريع وتيرة العمل في المشروعات الجارية ومراعاة معايير الجودة    تأجيل محاكمة المتهمين في قضية فساد التموين ل 8 يوليو    القبض على المتهمين بغسيل أموال ب 20 مليون جنيه    21 مليون جنيه.. حصيلة قضايا الإتجار بالعملة خلال 24 ساعة    ما حكم قطع صلة الرحم بسبب الأذى؟.. «الإفتاء» تُجيب    مستشفى العباسية.. قرار عاجل بشأن المتهم بإنهاء حياة جانيت مدينة نصر    أحمد عيد: سأعمل على تواجد غزل المحلة بالمربع الذهبي في الدوري الممتاز    دفاع حسين الشحات يطالب بوقف دعوى اتهامه بالتعدي على الشيبي    اليوم.. وزير الشباب والرياضة يحل ضيفًا على «بوابة أخبار اليوم»    جهاد جريشة يطمئن الزمالك بشأن حكام نهائي الكونفدرالية أمام نهضة بركان    معدل التضخم السنوي لإجمالي الجمهورية يسجل 31.8% في أبريل الماضي    مصدر عسكري: يجب على إسرائيل أن تعيد النظر في خططها العسكرية برفح بعد تصريحات بايدن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد أن ألقت النرويج القبض علي الحوت الروسي حيوانات.. والمهنة عملاء وجواسيس!
نشر في أخبار السيارات يوم 14 - 05 - 2019

مثله مثل الكائنات البحرية، حوت أبيض يسبح في المياه النرويجية، لا يبدو عليه أي شيء غريب، أخذ يقترب من قوارب الصيادين عدة مرات حتي علق في شبكات الصيد، وبعد محاولات كثيرة غطس صياد نرويجي في محاولة لفهم ما يدور، وبالاقتراب منه بدا الحوت معتاداً علي التعامل مع البشر، وكانت المفاجأة مع اكتشافه أحزمة تحيط جسد الحوت، حاول نزعها بمساعدة زملائه حتي وجدوا أماكن لتثبيت أجهزة مراقبة وتصوير، ومدون عليها معدات »سان بطرسبرج»‬، ومن هنا بدأت الشكوك تتجه صوب روسيا وأثيرت التكهنات حول استخدام الروس لحوت البيلوجا في العمليات الخاصة والتجسس.
جذب اكتشاف حوت البيلوجا قبالة سواحل قرية »‬إنجا» إحدي قري الصيد بجزيرة »‬إنجويا» النرويجية، اهتمام الصحف العالمية خاصة أن القرية قريبة من مدينة »‬مورمانسك» التي توجد بها قواعد تجهيز الأسطول البحري الروسي الشمالي؛ وسريعاً ما تم الربط بين الحوت والبحرية الروسية نظراً لتاريخها الطويل في استخدام الدلافين والحيتان والثدييات بوجهاً عام في عمليات التجسس.
لم يستبعد المحللون لجوء الروس إلي مثل هذه العمليات مرة أخري بعد سلسلة الإخفاقات الكثيرة التي مرت بها الاستخبارات العسكرية الروسية مؤخراً ووجدت نفسها مشوهة السمعة وغير فعالة من بينها قضية محاولة اغتيال العميل الروسي السابق »‬سيرجي سكربيال» وابنته يوليا في بريطانيا العام الماضي. ورغم نفي وزارة الدفاع الروسية وجود برنامج لتدريب الثدييات البحرية علي التجسس، وفقاً لصحيفة الجارديان البريطانية، إلا أن الباحث »‬مارتن نيو» من المعهد النرويجي للبحوث البحرية، أكد عكس ذلك. فيما اختلف معه الباحث في تاريخ الاستخدام العسكري للحيوانات في جامعة »‬مانشستر متروبوليتان» الإنجليزية »‬جيرفاس فيليبس» حيث قال إنه لا يوجد دليل قاطع حتي الآن علي مكان نشأة الحوت.
ومع ذلك، ظل الغموض يحيط بقصة الحوت وكانت لغزاً دون حل طيلة الأسبوع المنصرم حتي كشفت السلطات النرويجية عن سر الحوت الجاسوس الذي تم العثور عليه قبالة سواحل البلاد. واتضح أنه حوت معالج للأطفال في أحد مراكز الغوص الواقعة في شمال روسيا؛ حيث كان الحوت المسمي »‬سيميون» يساعد علي إعادة تأهيل الأطفال الذين يعانون من مشاكل نفسية منذ فترة طويلة، حتي أصبح حوت البيلوجا من المشاهير هناك، وأطلق عليه السكان المحليون اسم فلاديمير تكريماً للرئيس الروسي »‬فلاديمير بوتين»، هذا ما أكدته تصريحات القنصل النرويجي السابق في مورمانسك »‬مورتن فيكيبي» لصحيفة »‬فيكسيريبلاديت» النرويجية. وقال العالم الروسي »‬ديمتري جلازوف» ونائب رئيس برنامج الحيتان البيضاء أن هناك بالقرب من مدينة مورمانسك ثلاث منظمات ليست بالضرورة عسكرية، بعضها مدنية، تقوم بتدريب الثدييات البحرية، بما في ذلك حيتان البيلوجا للقيام بمهام مختلفة: كاسترداد الأشياء، أو العثور علي الغواصين الذين لديهم مشاكل، مثل أعطال المعدات». ويضيف جلازوف، سعي كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة إلي تدريب الدلافين خلال الحرب الباردة، لكن حوت البيلوجا جذب الاهتمام أكثر. وأشار إلي أنه كانت هناك تقارير عن خطط لاستخدام هذا النوع من الحيتان لحماية سواحل منتجع سوتشي المطل علي البحر الأسود جنوب غرب روسيا خلال أولمبياد 2014، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت عملية ناجحة أم لا. فيما أوضح رئيس مركز الغوص بالقطب الشمالي »‬ميخائيل سافونوف» للصحيفة البريطانية، أنه علي مدار العامين والنصف المنصرمين، لم تكن هناك أي حيتان في مورمانسك. وقال سافونوف إن الحيتان تنتمي إلي منظمة منفصلة تسمي مركز بيلومورسك الإيكولوجي، مضيفاً أنه يعتقد أنها باعت الحوت الأخير إلي المتحف المائي في سان بطرسبرج عام 2016.
وبغض النظر عن حقيقة الواقعة، فإنها ليست المرة الأولي التي تستخدم فيها الحيوانات السرية للتجسس؛ في ستينيات القرن الماضي، وفي ذروة الحرب الباردة، قامت السلطات السوفيتية بتدريب الحيتان البيضاء والدلافين وأسود البحر للبحث عن أهداف تحت سطح الماء، بما في ذلك ألغام وغواصون وغيرها من الأشياء. وصرح الباحث البارز في علم البيئة والتطور بالأكاديمية الروسية للعلوم »‬ليف موخاميتوف» لمجلة »‬تايم» الأمريكية، أنه رأي كيف تم استخدام الدلافين خلال الحقبة السوفيتية لحراسة مدخل خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم التي كانت موطناً للأسطول السوفيتي في البحر الأسود. وفي أعقاب انهيار الاتحاد السوفيتي، تم إيقاف تدريب الثدييات البحرية، ووفقاً لتقرير صدر عام 2000 عن هيئة الإذاعة البريطانية “BB»‬”، تم بيع دلافين الحراسة إلي إيران. ولكن عام 2012، تم استئناف البرنامج في أوكرانيا، وعمل مركز تدريب الدلافين لصالح الجيش الأوكراني؛ كما جاء في التقرير الصادر عن وكالة الأنباء الروسية »‬ريا نوفوستي». وفي عام 2014، بعد ضم الروس للقرم، أصبحت الدلافين تحت سيطرة وزارة الدفاع الروسية، ثم أطلق الجيش برنامجاً جديداً لتدريب الدلافين القتالية وأسود البحر وأصبحوا تحت سيطرة البحرية الروسية. وفي ديسمبر 2015، جرت في القرم أول مناورات عسكرية بمشاركة الدلافين، فيما أكد مسؤولون روس توسيع برنامج تدريب الحيوانات لتمكينها من حمل أسلحة. وفي عام 2016، نشر علي الموقع الإلكتروني الروسي الخاص بطلبيات الدولة بلاغاً عن إعلان مناقصة لشراء 5 دلافين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات مقابل مبلغ لا يتجاوز 24 ألف دولار. ولم يوضح الموقع الإلكتروني غرض شراء الدلافين، لكنه يحدد مدينة سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم مكانا توريد الحيوانات، ويقع في سيفاستوبول مركز روسي لتدريب الدلافين للأغراض القتالية لا مثيل له في العالم إلا في قاعدة »‬سان ديجو الأمريكية». فيما أفادت قناة زفيزدا الروسية عام 2017، عن قيام روسيا باستخدام الحيوانات البحرية كمقاتلين جدد لحراسة قواعدها العسكرية البحرية، ويبحثون عن الألغام تحت الماء ويساعدون الغواصين و»‬إذا لزم الأمر» يقتلون أي »‬أجانب يغزون أراضيهم». وأشارت إلي أن استدعاء الحيتان وأسود البحر والدلافين للخدمة العسكرية يأتي ضمن محاولة الرئيس بوتين لتعزيز وجود الكرملين في الأركتيكا »‬القطب الشمالي».
وإلي جانب الحيتان والدلافين الروسية تسرد مجلة »‬تايم» الأمريكية، قصصا عن تجنيد الولايات المتحدة وحلفائها الحيوانات في الجيش. تتمتع القوات المسلحة في جميع أنحاء العالم بتاريخ طويل من استخدام الحيوانات لأداء الخدمات العسكرية أيضاً. وعلي سبيل المثال، قامت البحرية الأمريكية بتدريب الدلافين والأسود البحرية منذ حرب فيتنام كجزء من برنامج الثدييات البحرية. ويقول فيليبس، الباحث في تاريخ الاستخدام العسكري للحيوانات، إن البرنامج يكتنفه الغموض وتحيط به السرية التامة منذ فترة طويلة ولم يكن هناك تفاصيل عنه حتي عام 1992 عندما تم تسريب المعلومات. وتدرب ثدييات البحرية الأمريكية، وهي بالتحديد نحو 70 »‬دولفين» قاروري الأنف و30 أسد بحر في القاعدة البحرية في »‬سان دييجو» بولاية كاليفورنيا، لتبحث عن الأشياء وتذهب في دوريات في المناطق المحظورة. وفي بريطانيا، استخدمت البحرية أسود البحر خلال الحرب العالمية الثانية للكشف عن الألغام تحت الماء، ولكن فيليبس يقول إن العملية لم تنجح لأن الكائنات كانت بطيئة للغاية. وخلال الحرب العالمية الأولي، حاول الجيش البريطاني أيضاً تدريب طيور النورس لمهاجمة السفن الألمانية، مما أدي إلي غرقها.
لكن الحمام الذي تم تدريبه ليحمل رسائل مشفرة من الخطوط الأمامية، أثبت أنه أكثر فائدة؛ نظراً لسرعته في الطيران التي تصل إلي 60 ميلاً في الساعة جعلته يهرب من نيران القناصة. وبحلول عام 1918، كان الجيش البريطاني لديه 20 ألف طائر في الخدمة. هذا بالإضافة إلي الاستخدام الطويل للكلاب في الجيوش في جميع أنحاء العالم؛ حيث توسع دور الكلاب العسكرية في القرن العشرين، بدءاً من الحرب العالمية الثانية، واستخدامهم لاكتشاف الألغام والمتفجرات. كما ساعدوا الصليب الأحمر البريطاني في العثور علي الجنود الجرحي في ساحات المعارك في الحرب العالمية الأولي. و»‬ببساطة ليس لدينا أي شيء مفيد مثل أنوفهم»، كما يقول فيليبس: »‬لا تزال الحرب الحديثة تعتمد علي استخدام مخلوقات ذكية حساسة».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.