كعادته اليومية تهيأ "أحمد" لاستقلال قطار الصباح القادم من الزقازيق إلي محطة السنطة فى طريقه إلى طنطا للذهاب للمعهد العالى للهندسة بقرية شبرا النملة، حيث يدرس في الفرقة الثالثة والطموح لا يفارق خياله منذ التحاقه بالمعهد ،بأن ينتهى من دراسته ويصبح مهندساً ناجحاً، لكن نهايته كانت مع محطة الوصول فأنزلقت قدماه تحت عجلات القطار ليتحول جسده إلى أشلاء.. تفاصيل شهيد العلم نسردها لكم فى السطور التالية. "أحمد أشرف" طالب جامعى فى الفرقة الثالثة بالمعهد العالى للهندسة بشبرا النملة مركز طنطا، استيقظ مبكراً حتى يذهب لمعهده, أعد حقيبته وتناول إفطاره وهم مسرعاً ليلحق بالقطار قبل أن يفوته، استقل ميكروباصا لتوصيله من قريته ميت الليت حتى مدينة السنطة لاستقلال القطار القادم من الزقازيق, لحظات حتى أعلن المذيع الداخلى للمحطة وصول القطار, وكان رصيف المحطة مكتظًا بالمسافرين وغالبيتهم من الموظفين والطلاب وبالكاد استطاع "أحمد" أن يجد له مكاناً على حافة باب القطار المفتوح قبل أن يتحرك, وقف أحمد حاملاً حقيبته في يده وهاتفه المحمول في يده الأخرى يتبادل أطراف الحديث مع المحيطين به من الركاب تضييعاً للوقت لحين الوصول. كان ذهنه منشغلاً بدراسته, مر الوقت واقترب القطار من محطة النهاية وتأهب الجميع للنزول وبدأوا فى التدافع نحو أبواب القطار والقفز منه أثناء دخوله المحطة, أمسك أحمد حقيبته جيداً وتوجه ناحية الباب استعداداً للنزول لكن توازنه اختل وأنزلقت قدماه وسقط أسفل عجلات القطار ليتحول إلى أشلاء وسط حالة من الذعر والحزن انتابت الجميع، لينتقل رئيس مباحث السكك الحديدية لمكان الحادث للمعاينة ويستدعي سيارة الإسعاف لنقل الأشلاء لمشرحة مستشفى طنطا الجامعى، بعد تحرير المحضر اللازم وإخطار اللواء طارق حسونة مدير أمن الغربية بالواقعة. "أخبار الحوادث" انتقلت لمنزل أسرة الطالب الضحية والذى اكتسى باللون الأسود وسط توافد الأهل والأصدقاء لمواساة الأسرة فى مصابهم الأليم، وعم الحزن الشديد أرجاء المنزل ووصف الأهل الفقيد بأنه كانت ملاك العائلة لوجهه البشوش وطيبة قلبه وحبه للخير. وتحدث والده أشرف محمود قائلاً: إن أحمد أول فرحته وأنه يحتسبه عند الله شهيداً فقد توفى فى سبيل طلب العلم حيث أنه خرج من بيته بقرية ميت الليث بالسنطة متوجهاً إلى مدينة طنطا ليدرس بالمعهد العالي للهندسة بقرية شبرا النملة، وأضاف أن أحمد اعتاد استقلال قطار الزقازيق – طنطا من محطة السنطة وقبل وصول القطار للمحطة الاخيرة استعد للنزول. وأضاف والده، أن أحمد منذ صغره كان طالبا متوفقا فى دراسته وكان حلمه الأساسي أن يلتحق بإحدى كليات الهندسة لكن مجموعه الذى حصل عليه فى الثانوية العامة لم يؤهله لتحقيق رغبته وحلمه فقرر الالتحاق بالمعهد العالي للهندسة بقرية شبرا النملة بمركز طنطا حتي يستطيع تحقيق حلمه وقضي في المعهد ثلاث سنوات يركز في دراسته لكن القدر لم يمهله الوقت لإكمال تعليمه وتحقيق حلمه الذي طالما ظل يسعي إليه . وعن تفاصيل الساعات الأخيرة التى قضاها أحمد قبل رحيله أكد والده أنه كان كعادته بشوش الوجه وضحكته تملأ أركان المنزل وجلسنا لمشاهدة التليفزيون مساءً قبل الحادث بيوم، ثم دخل غرفته وظل طول الليل يراجع دروسه استعدادا للامتحانات ونام لمدة ساعتين فقط ثم استيقظ مبكراً للذهاب للمعهد واستقل القطار واتصلت به للاطمئنان عليه فرد علي وأخبرني أنه قارب علي الوصول لطنطا وبعدها بنحو نصف ساعة تلقيت اتصالاً من هاتفه فقمت بالرد عليه قائلاً " أيوه يا أحمد وصلت ؟ " لكنى فوجئت بصوت شخص آخر يحدثني ويخبرني أن صاحب الهاتف تعرض لحادث وتوفي فلم أصدق ما سمعت وتوجهت علي الفور لمحطة القطار وتأكدت من صحة الخبر المشئوم . أما والدة أحمد والتي ما زالت في صدمة شديدة وكأنها في كابوس مفزع فتقول والدموع تنهمر من عينيها، أن نجلها كان مثالاً للأبن البار وكان بشوش الوجه ويحبه الجميع. مشيرة أنه بعد الحادث وعقب انتهاء مراسم العزاء دخلت غرفتها وظلت تقرأ القرآن علي روحه حتى غلبها النوم وحلمت به في الغرفة ووجهه كله يشع نور ويقول " أنا فرحان أوى مش عايز حد يعيط عليا أنا في مكان جميل " .