علي مدي 8 سنوات كاملة عاشت سوريا وبعدها المحنة الأصعب منذ حصل هذا البلد صاحب الحضارة العريقة علي استقلاله، حرب عدوانية شديدة الدموية خلفت آلاف القتلي وملايين المشردين غير ما ألحقته بالمباني والمنشآت من دمار هائل عم أكثر المدن وحتي الضيعات الصغيرة علي امتداد خارطة الوطن السوري. الحرب المختلفة علي تحديد كيف بدأت، لم يعد خافياً علي أحد تورط دول غربية وإقليمية وحتي تحمل توصيف العربية في إشعالها وتأجيجها مباشرة باستخدام ترساناتها الحربية الأشد فتكاً وعبر وكلاء من جماعات الظلام التي استقدم عناصرها إلي الأراضي السورية من أكثر من 80 بلداً حول العالم كلهم جاءوا إلي أرض هذا البلد الطيب أهله، ليس ليتخذوا منها منطلقاً لمحاربة الصهاينة العدو الأبدي لأمتنا، وإنما ليعملوا القتل في الآمنين العزل من أفراد شعبه ويرهبونهم ويدمرون كل مظاهر تحضره.. ويحرمونه كل قدرة آنية ومستقبلية علي مواجهة العدو لاسترداد الأرض والدفاع عن سيادة يستبيحها الصهاينة كل يوم. ولست أكتب اليوم لأوضح كيف جري كل ما جري علي أرض سورية ولا حجم الدمار ولا ما حل بشعبه الكريم الذي أضطر نحو ثلثه إلي هجر الأرض والنزوح إلي حيث ملاذات آمنة بعيداً عن الدم والنار، والأكيد أني لن أكتب عن مواقف منحرفة عن كل ما هو عروبي فاقمت من ويلات هذه الحرب ومن أثرها التخريبي إذ استخدمت أموال العرب لاكتراء أسلحة القتل والدمار وتمويل وتدريب أقذر وأحط السفاحين المرتزقة للنيل من وحدة هذا البلد وهدم كيان دولته، في تحالف لم يعد خفياً مع قوي العدوان التركي، والصهيوني الغربي. لكن الذي أكتب لأجله اليوم هو وجه آخر من وجوه كثيرة متعددة بالغة القسوة لهذه الحرب العدوانية الشريرة، وجه ربما ليس معتاداً الحديث عنه ولكنه بالتأكيد أحد أهم عوامل المعاناة التي يكابدها شعبنا السوري الأبي، والذي أقصده هنا هو العقوبات التي تستهدف هذا البلد الشقيق وشعبه قبل نظامه ومؤسساته، عقوبات خارج أطر القانون والشرعية الدولية ولكنها تمتد لتشمل كل شيء من الغذاء والدواء إلي قطع غيار الآليات والمعدات الصناعية إلي سيارات الركوب وحتي إلي خدمات صيانة طائرات الركاب المدنية، ويكفي هنا أن أذكر أن سورية لم يدخلها منذ العام 2013 أي سيارة جديدة غير السيارات الصينية التي تعود لبلد قوي لا يعترف بالعقوبات الغربية الخارجة عن القانون وحتي الأعراف الإنسانية. الحال السوري المأزوم اليوم يحتاج استدعاء روح العروبة انتصاراً لشعب ولدولة صمدت طويلاً في مواجهة العدوان الأحط في تاريخ الإنسانية.. أتصور بأن هناك من يسمع ولكن الفعل هو ما ننتظر.