انتهت مراسم العزاء.. ووجد »سمير» نفسه وحيدا.. أجهش بالبكاء وهو يتذكر ابنه الوحيد والحادث المريع الذي راح ضحيته.. فجأة اقترب منه »وليد»..قبّل رأسه.. واحتضنه.. ووعده بأنه لن يتركه وسيأتي لزيارته دوما.. اطمأن الأب المكلوم لصديق ابنه.. وطلب منه المبيت معه تلك الليلة.. لم يمانع الشاب.. كان يشعر بألم العجوز ومرارة فقده لابنه وأخذ عهدا علي نفسه بأن يقوم بمراعاته خاصة وأن زوجته توفيت هي الأخري منذ فترة ولم يكن له أحد يرعاه .. مرت شهور عديدة وزيارات »وليد» لاتنقطع عن منزل الأب المكلوم.. استطاع أن يملأ حياته. حتي كان ذات يوم جاء »وليد» لزيارته كعادته ولكن عينيه كانت تلمع فرحا ليخبره بأنه أخيرا عثر علي فتاة أحلامه.. وسوف يتقدم لخطبتها فجأة تجهمت ملامح »سمير» واكتفي بكلمة »مبروك» !.. لم يجد »وليد» تفسيرا لما حدث.. وخرج من المنزل يفكر في سبب تغيير والد صديقه. علي الجانب الآخر سيطر الحزن علي »سمير» وتذكر ابنه.. ولعب الشيطان برأسه وملأ الحقد قلبه.. لم يحفظ جميل صنعه معه وأضمر في نفسه رغبة في الانتقام منه. في اليوم التالي ذهب »وليد» إليه وهو يشعر بالقلق مما حدث بالأمس.. ولكنه فوجئ ب »سمير» يحتضنه بل ويبكي بحرقة.. ويبرر ماحدث بأنه تذكر ابنه وكم كان يتمني أن يكون حاضرا ليشاركه فرحته وقدم له هدية ثمينة بهذه المناسبة..مرت الأيام وتزوج وليد .. ورغبة الانتقام تزيد في قلب الرجل العجوز. في إحدي الليالي جلس الاثنان يتسامران كالعادة .. ويحتسيان القهوة .. شعر »وليد» بتغير في مذاق القهوة ولكنه لم يبال.. تكرر الأمر عدة مرات حتي نسي »وليد» طعم البن الحقيقي وأدمن فنجان القهوة الذي يقدمه له سمير. استطاع العجوز في فترة قصيرة أن يجعل منه مدمنا.. فلم يكن يعلم »وليد» أن والد صديقه يتاجر في المواد المخدرة ولم يخطر بباله أنه سيرد له الجميل بهذا الشكل. انكشف أمر العجوز بعدما تدهورت حالة وليد الصحية وبدأت المشاكل بينه وبين زوجته بسبب شعوره بالصداع المستمر فذهب إلي أحد الأطباء والذي أكد له أنه يتعاطي الهرويين وأمره بضرورة دخوله مصحة لعلاج الادمان .. جن جنونه لم يصدق ولكنه استطاع معرفة الجاني الحقيقي.. وتذكر تغير مذاق القهوة .. فكر في الابلاغ عنه ولكنه قرر قتله .. ذهب اليه ومعه سلاح ابيض وغافله وسدد اليه عدة طعنات اودت بحياته .. وذهب الي قسم الشرطة وسلم نفسه واعترف بجريمته احيل الي النيابة التي تولت التحقيق واحالته الي محكمة جنايات المحلة الكبري بتهمة القتل العمد مع سبق الاصرار ولكن المحكمة راعت الظروف التي دفعت المتهم الي جريمته فأمرت برئاسة المستشار ضياء الدين أبو الوفا وعضوية المستشارين محمد السعدني وصبري جعفر بمعاقبته بالسجن المشدد لمدة 15 سنة.