عرف أهل مصر قديماً وحديثاً أهمية الموقع الجغرافي الذي يتمتعون فيه كونهم وسط العالم القديم والحديث لذا كانت مصر مهداً لأقدم حضارة بشرية عرفها التاريخ وهي الحضارة الفرعونية, ولم تكن لهذه الحضارة وجود لولا اهتمامهم بالعلم والعلوم التي عرفت بذلك الزمن البعيد وتجد قدماء المصريين اهتموا بعلوم الفلك والتقويم والتنجيم والبناء خير شاهد لذلك هي الأهرامات التي هي بواقع حالها قبور صممت حتي تكون شاهداً علي هذه الحضارة العريقة ومدي براعتهم بعلوم الرياضيات والهندسة والطب الذي برع فيه قدماء المصريين بالعديد من علومه حيث العمليات الجراحية وعلم التحنيط والعلاقة بين القلب والنبض والعديد من فنون التطبيب وعلم الصيدلة بتحضيرهم العديد من العقاقير مأخوذة من النباتات والفواكه, وكما برعوا في علوم الأدب وهم أول من عرف الكتابة بحروف هجائية وهم من عرف الورق الذي اخذ من نبات البردي ووصل نشاطهم الإبداع الأدبي مستوي رفيعاً من الكمية والجودة وعرفوا فن الأدب القصصي وهم أول من وضع القصة الشعبية التي شاعت علي ألسنة الناس والعامة, وهذه بداية العلم والعلوم بمصر جعلها مركزاَ للتعلم وطالبي العلم علي مدي العصور والأزمنة. وبسبب تطور التعليم بمصر القديمة كان للعلوم والتعلم فيها حقب عديدة بعد حقبة الحضارة الفرعونية وكان التعليم بمجتمعات البدائية والقبيلة والمسيحية والإسلامية بوقت الخلفاء الراشدين السلاطين والعهدين الفاطمي والأيوبي, وتوالت الحُقب التعليمية علي أرض الكنانة وفق الزمن والتاريخ وكان للدولة العلوية دور مهم في التعليم لحد ما جاء دور الدولة الحديثة بعهد محمد علي باشا ومروراً بفترة الاحتلال البريطاني ومرحلة الاستقلال الذاتي الذي بدأ منذ عام 1923م وحتي نهاية عقد الثلاثينيات وعرفت بمرحلة تعليم الفقراء, وكانت فترة الأربعينيات والخمسينيات هي فترة الوعي الوطني بالتعليم حتي وصل الزمن لثورة 23 يوليو وهي بداية مرحلة تكافؤ فرص التعليم للجميع, وكان للجامعات المصرية تاريخ عريق حيث احتلت جامعة القاهرة المركز الثالث التي ظهرت للوجود في 1908م تحت اسم ( الجامعة المصرية ) ومن ثم تغير اسمها ( لجامعة فؤاد الأول ) وبعد ثورة 23 يوليو 1952م سمية (بجامعة القاهرة ) بعد جامعة الأزهر الشريف وجامعة القرويين بالمغرب, وتضم جامعة القاهرة العديد من الكليات منها الطب البشري والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعي والهندسة بفروعها المختلفة وقد حصل عدد 3 من خريجيها علي جائزة نوبل وهي مصنفة علي المستوي العالمي كواحدة من أكبر 500 جامعة بالعالم وبعد ذلك زاد عدد الجامعات الحكومية والأهلية مما جعل من ارض الكنانة قبلة لطلابي العلم والتعلم بالعالمين العربي والإسلامي, وهنا نقول نعم ساهمت مصر بتعلم العديد من أبناء العالمين العربي والإسلامي من خلال جامعاتها ومن خلال البعثات التعليمية للعديد من الدول العربية. وهنا وأنا أختم مقالي عن أرض العلم والعلوم مصر الغالية أقول شكراً لمصر حكومة وشعباً علي استضافتها للعديد من أبناء الكويت علي مدي التاريخ مما جعلها عاملاً رئيسياً في التطور والتقدم الذي تعيشه الكويت, ودام عزك يا مصر ويدوم عليك التقدم والتطور في مجال العلم لما فيه خدمة كبيرة للبشرية وتطوير العالم العربي ولا يصح إلا الصحيح.