»الانضباط» كلمة السر في نجاح اي منظومة، وهي السر الحقيقي لتقدم الدول، ففي أوروبا وأمريكا وبعض الدول الآسيوية تجد أماكن محددة للتدخين في الشوارع، أما الأماكن المغلقة والسيارات غير مسموح بالتدخين فيها مطلقا، ومن يخالف ذلك يتعرض لدفع الغرامة فورا، حتي في كينيا يطبق هذا النظام، كما يحترم الناس فيها اشارات المرور، وتعليماته، من حيث ارتداء حزام الأمان أو الالتزام بالسرعة المحددة لكل طريق، ورغم الزحام الشديد في العاصمة نيروبي وضيق الشوارع، وتداخل التقاطعات فيها، الا أن الجميع ينتظر دوره، ومن النادر أن تسمع صوت »الكلاكس». ولذلك لم يكن غريبا ان تبدأ حملة الانضباط التي يقوم بها الفريق كامل الوزير وزير النقل الجديد في الاتيان بثمارها، فمنع دخول محطات القطارات بدون تذكرة وفرض غرامات علي من يدخلها أو يدخل القطارات بدون تذكرة السفر ساهم خلال وقت وجيز في زيادة إيرادات السكك الحديدية، خاصة أن هناك بعض المحترفين في » التزويغ » من الكمسارية، فالبعض يعتبر أن السفر بالقطار دون دفع ثمن التذكرة نوع من المهارة والذكاء، متناسين أن ثمن التذاكر يسهم في قيام السكك الحديدية بالوفاء بالتزاماتها، سواء مرتبات عاملين بها، او تكلفة التشغيل من مواد بترولية، أو صيانة واصلاح للقاطرات والعربات والسكك الحديدية نفسها والاشارات، كما أنه بدون صيانة أو تجديد لن تستطيع الهيئة الاستمرار في عملها، وبالتالي سيدفع الذين يستخدمون القطارات في حال تعطلها مبالغ أكبر بكثير في وسائل المواصلات الأخري مما يدفعونه حاليا في السكك الحديدية، بخلاف ما توفره القطارات من اختصار للوقت، بالاضافة الي أنها الوسيلة الأكثر أمانا مقارنة بالوسائل الاخري. حملة الانضباط التي يقوم بها الفريق كامل الوزير لم تقتصر فقط علي المزوغين بل امتدت الي تغريم من يرتكبون أخطاء أخري عند استخدامهم السكك الحديدية مثل التسطيح، والمرور من أماكن غير مخصصة للسير ، أو البصق في القطارات أو المحطات، وكلها سلوكيات خاطئة تسيء للمظهر الحضاري لمصر، بخلاف ان بعضها يمثل خطورة كبيرة علي الركاب أنفسهم. وأعتقد ان موظفي السكك الحديدية قد أصبحوا أكثر انضباطا بسبب الزيارات والجولات الميدانية المفاجئة التي يقوم بها الوزير الجديد كل يوم تقريبا، وفي أوقات متفرقة من اليوم، فقد اعتدنا انه طالما كان القائد دائما بين جنوده، أو الرئيس بين مرؤوسيه أن تكون النتيجة مزيدا من الانضباط والاتقان والالتزام في العمل.