بالرغم من أن المرأة في المجتمع العربي مازالت تواجه بعد العوائق والتحديات التي تقف في طريق ممارستها للرياضة وإنجاز البطولات المختلفة، إلا أنها استطاعت ان تجد لنفسها فرص هائلة للتغلب علي تلك التحديات تحقيق انمائات وبطولات منذ عقود بدأت من المغرب العربي ومعه حتي وصلت إلي الخليج. بدأت الجمعية المصرية للإجتماع الرياضي برئاسة الدكتور عصام الهلالي في العمل ابعاد لإعداد أول مؤتمر لرياضة المرأة العربية، علي أن تحتضنه القاهرة، ليضم كوكبة من سيدات الوطن العربي اللائي تفوقن في المجالات الرياضية وحققن ميداليات أولمبية عالية، وأصبحن مثالاً يحتذي به في الصبر والجلد، وإثبات أن التفوق الرياضي قد يكون جنبا إلي جنب بجانب التفوق العلمي والأسري والأخلاقي. انطلقت فعاليات مؤتمر رياضة المرأة العربية في نسخته الأولي، تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وافتتحه الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة ورئيس المكتب التنفيذي لوزراء الشباب والرياضة العرب. وقد أكد صبحي ان المرأة المصرية تمكنت من الانطلاق في العديد من المجالات بما فيها الرياضة وفي الفترة الاخيرة لم تعد تكتفي بالتمثيل المشرف وانما أصبحت تحصد الميداليات الاولمبية والدولية. كما أكد وزير الشباب والرياضة أن الوزارة تسعي لدعم وتمكين المرأة، وتحفيز السيدات علي ممارسة الرياضة من خلال تنفيذ العديد من المشروعات، وشدد علي إهتمام الدولة والرئيس بالمرأة وتوفير الأجواء المناسبة لها. تشريعات جديدة أما الدكتور عصام الهلالي رئيس المؤتمر فقد طالب بضرورة الخروج من فعاليات المؤتمر ببرامج وتشريعات تعزز حق المرأة في ممارسة الرياضة في الدول العربية والتصدي للمشكلات التي تواجهها بالتعاون بين مختلف الوزارات والجهات المعنية. وفي الندوة الأولي من المؤتمر والتي حملت عنوان "السياسات والتشريعات العربية تجاه رياضة المرأة" والتي أدارها الدكتور أشرف صبحي وشاركت فيها الشيخة نعيمة الجابر الصباح من الكويت باعتبارها رئيس اللجنة التنظيمية لرياضة المرأة بمجلس تعاون الدول الخليجية العربية، والشيخة حياة آل خليفة من البحرين رئيس لجنة رياضة المرأة باتحاد اللجان الأولمبية الوطنية العربية، والعدائة اللبنانية مي خليل رئيسة جمعية بيروت ماراثون، والتي تعرضت لحادث سير منعها من ممارسة الجري وخضعت علي اثره ل 36 عملية جراحية في قدميها، ولكنها لم تفقد شغفها ولم تتوقف عن تشجيع النساء علي الجري وممارسة الرياضة. وسناء البورسعيدي من سلطنة عمان رئيس اللجنة العمانية لرياضة المرأة. الكرة النسائية ثم توالت الندوات خلال فعاليات اليوم الأول للمؤتمر ومنها كرة القدم النسائية (واقع وتطلعات) والتي أدارها الدكتور كمال درويش رئيس قطاع التربية الرياضية ورئيس نادي الزمالك الأسبق، والفلسطينية هني ثلجية مدير الإتصالات والعلاقات العامة بالفيفا، والتي قالت أنها كانت تمرس كرة القدم بأزقة بيت لحم ومنها إلي جميع أنحاء فلسطين برغم ظروف الحرب والحصار، ولأنها تمتلك عزيمة لا مثيل لها تدرجت في المناصب حتي وصلت للفيفا وأثبتت بها نجاحاً كبيراً. بالإضافة إلي سمر نصار عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العربي لكرة القدم، وأمل بوشلاخ عضو مجلس ادارة الاتحاد الإماراتي لكرة القدم، والمصرية سارة حسنين المدير الفني لأكاديمية نادي أبوظبي الرياضي لكرة القدم، وهي أول وأصغر مصرية تحترف كرة القدم خارج مصر، والتي تمتلك مهارة كبيرة في لعب الكرة تفوق مهارة العديد من اللاعبين الرجال. كما شهد المؤتمر مناقشة موضوع الإنجاز الأولمبي للمرأة العربية (تاريخ ومستقبل)، بإدارة الدكتور صبحي حسنين نائب رئيس الاتحادين المصري والعربي للرياضة الجامعية، والجزائرية الأولمبية حسيبة بولمرقة ونورية مراح، والتونسية إيناس بوبكري، والأولمبية المصرية عبير عبدالرحمن. العنف والتحرش أما اليوم الثاني فقد ناقش موضوع العنف والتحرش في رياضة المرأة برئاسة الدكتور محمد حسن علاوي رئيس الجمعية المصرية ونائب رئيس الجمعية الدولية لعلم النفس الرياضي، والدكتور فتحي ندا نقيب الرياضيين، والإعلامية الأردنية هبة الصباغ، والكدتور رامي بهجت بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان. كما تفرد مؤتمر رياضة المرأة العربية بتكريم أفضل معلمي التربية البدنية بكل دولة عربية، ومناقشة أفضل البحوث العلمية في المؤتمر، وعمل ورش تدريبية لنماذج مشاريع رياضية ناجحة في عدة دول عربية. وقال د. محمود هاشم منظم المؤتمر " نحن فريق كبير مكون من العديد من الأشخاص وعملنا ليلاً ونهاراً علي مدي عدة أشهر، ولكن نجاح المؤتمر جعلنا ننسي هذا التعب، وتغليب المصلحة العامة علي المصلحة الشخصية هو شعار فريق العمل". بنك عربي وقامت البطلة الأولمبية الجزائرية حسيبة بولمرقة بعرض أهم توصيات المؤتمر خلال حفل الختام ومنها: إنشاء بنك عربي مقره القاهرة لرعاية المواهب الرياضية مع إتخاذ الإجراءات القانونية والإدارية وإعداد اللوائح المختلفة، وتشكيل اللجان النسائية من مختلف الهيئات الشبابية والرياضية علي أن تتولي الوزارة إتخاذ الإجراءات المالية والإدارية، وإعداد التشريع المرتبط بمواجهة التحرش موازي للتحرش خارج المجال الرياضي وتغليظ أحكامه لأنه مرتبط بشخصيات الثقة والسلطة، وإنشاء مركز لمواجهة التحرش في الرياضة والتدريب وإنشاء خط ساخن للشكاوي والإقتراحات.