هناك علي "جزيرة الفنتين" وسط النيل في محافظة أسوان، انطلقت امس السبت فاعليات مؤتمر وملتقى الشباب العربى والافريقى تحت رعاية الرئيس السيسى, واختيار الجزيرة لاقامة الملتقى عليها يعد اختيارا عبقرى من القائمين على الملتقى, حيث السحر والجمال للطبيعة الخلابة باسوان, منذ عهد القدماء المصريون , حيث أطلق الفراعنة عليها جزيرة "أبو" وتعنى فيل أو عاج، نسبة إلى سن الفيل الذي كان أكبر السلع جذبا للمشترين في الجنوب، ثم ترجمها اليونانيون إلى جزيرة ايلفنتين، وهي إحدى جزر منطقة الشلال الأول, وكانت عاصمة أسوان فى العصور القديمة وبها قريتين نوبيتين، ويصل ارتفاع الجزيرة إلى 12 مترا عن نهر النيل، وكانت تمثل قديما مركزا تجاريا يشرف على تجارة الجنوب نظرا لموقعها المميز، ومساحتها 150 فدانا، وتشتهر بزراعات المانجو والنخيل, وقد بنى الملك سنوسرت الأول المعبد القديم، وبني معبد جديد من الحجر الجيري، يلحق به فناء احتفالات، ليحتفل أهل المدينة بقدوم الفيضان, ومع توحيد القطرين على يد الملك مينا، وقيام الدولة الموحدة، أضيفت إلى أهميتها أنها مركز جلب الأحجار الصلبة "الجرانيت"، ليتم إرساله إلى الأقطار المصرية، والذي بني منها أغلب المعابد والمسلات الفرعونية, وظهرت أهمية جزيرة الفنتين في مصر القديمة, بداية من استغلالها في عصر الدولة الأولى، ثم بدأت تأخذ طابع المدينة المحصنة, وبني في الجزيرة معبد فريد يرجع للأسرة ال11، أقيم غرب معبد ساتت، لتبجيل أحد الحكام، كما توجد نقوش على الصخور الجرانيتية، تسجل زيارة ملوك الأسرة السادسة للفنتين ومعبدها, ومع انهيار الدولة القديمة، قلت أهمية الفنتين، لاتجاه معظم الملوك إلى الصعيد "طيبة"، ومع بداية الدولة الوسطى وإعادة توحيد البلاد على يد منتوحتب الثاني، توغل سنوسرت الأول حتى الجندل الثامن، ففقدت الفنتين دورها كمدينة حدودية لعدة قرون, وفيها تم بناء منزل مهندس بناء خزان أسوان، الإنجليزي ويل كوكس، عام 1902، والذي تحول فيما بعد إلى متحف أسوان, ويوجد بالجزيرة فندق موفنبيك الشهير، والذي يستضيف أول ملتقى يجمع الشباب العربي الأفريقي، بعدما تم اختيار محافظة أسوان لتكون عاصمة للشباب العربي الأفريقي للعام 2019.