لست اعادي عواطف ناس مصر ولكن الأمم تمضي بعقول مفتوحة وليس بالصراخ والعويل. لست من الذين يقولون »آمين» علي كل قرار واحترم الارادة السياسية وربما أخالفها لا من باب الزهو أو التفرد ولكن من باب الرشد والعقلانية، وماكرهت في حياتي قدر الغوغائية والصياح الأعمي وغياب العقل وسط الحزن العام الذي لايمكن التقليل منه أو المزايدة فيه. فانا مكلوم موجوع حزين حتي الثمالة لذهاب ابرياء للعمل والحياة ليعودوا آخر النهار في صناديق. وليس في حياتي من يوجهني أو يكتب بالنيابة عني، فانا لي عقل يزن ويري بهدوء متجردا قليلا من عواطف صادقة قد تعصف بنا. وافهم أن الحياة تمضي رغم كوارث القطارات والطائرات والسيول والزلازل وفي العالم كوارث مخيفة في حجم الضحايا. لكنها تمضي! أعود لأقول أني لست منفصلاً عن ناس بلدي فالفجيعة قاسية والبطل فيها إهمال عامل وهذا لا يجعلني أشوط المنظومة دون وعي. ولاننا شعب عاطفي نحكم من خلال عواطفنا علي أحداث حياتنا وتسيطر العاطفة علي أحكامنا، ولست اعادي عواطف ناس مصر ولكن الأمم تمضي بعقول مفتوحة وليس بالصراخ والعويل. نحن أمام مرفق السكة الحديد القديم المتهالك الذي لم تبخل الدولة في منح مبالغ طائلة لتجديده وتحديثه وتطويره من أول بدائية المزلقانات الي ميكنة السنافورات وتجديد القضبان المصدية التي تجري فوقها القطارات. دلالة هذا بالعقل أن الدولة من رئيسها الانسان لأصغر محولجي يريدون الامان للمواطن المصري. ذلك ان السلامة مطلب انساني وقوي. ودور الحكومات في العالم كله توفير السلامة لانها الهدف رقم واحد. فهل تقاعست الحكومة عن دورها؟ اكون كاذبا منافقا لوقلت انها تقاعست: لقد رصدت المليارات لسلامة هذا المرفق الحيوي الهام وكان خبير النقل وزير النقل هو المنوط بترميم جروح السكة الحديد وكانت الاصلاحات تمضي علي قدم وساق. لم يتباطأ هشام عرفات ولم يتكاسل هشام عرفات ولم يتقاعس هشام عرفات. يباشر وزير النقل مهمته في التطوير والتجديد والتحديث تحت عيون رئيسها الذي لايكف عن السؤال وتحت عيون رئيس حكومتها الذي يوافق علي الميزانيات المرصودة لسلامة ركاب قطارات مصر. د.هشام عرفات لم يترك السكة الحديد في مصر وذهب للتزحلق علي الجليد، ولاسافر لمشاهدة مباراة عالمية مثيرة ولا كان في حفلات الاوسكار بالببيون الاسود. كان الرجل في مصر ويعرف ان رئيسها صاحي والارقام حاضرة في ذهنه ومستعد هشام عرفات في أي لحظة لتقديم »تقدير موقف» لسكك حديد مصر. وكأن هو فقط الموظف الوحيد في هيئة السكة الحديد وهو د.هشام عرفات ففوق رأسه كل ضمانات السلامة دون التنبه لتصاريف الأقدار ومسئولية آخرين في الظل ستكتشفهم النيابة الصاحية. ولأننا في مصر نربط بين الكلمة الصادقة والمصالح »!»، فانا لا أعرف هشام عرفات بشكل شخصي ورأيته مرة واحدة في روزاليوسف في ندوة خصصت للسلامة. ولم أطلب رقم موبايله للتواصل! ولا عندي كارت مجاني علي خطوط السكة الحديد ولا لي أقارب في المرفق الكبير، لايربطني بعرفات سوي أنه رجل عام وأشهر قلمي في وجه ظالميه واقف مع الحق والا كسرنا أقلامنا علي باب نقابة الصحفيين! فما قيمة اقلام تري ولاتبصر الصواب؟ نعم، لقد أخطأ هشام عرفات باستقالته السريعة والبحث عن الاشلاء ومتعلقات الضحايا علي قدم وساق. فهل نحن ننتعش حين يطير رأس وزير إثر خطأ بشري أو قل قدري؟ هل أراح قلوب المصريين استقالة الوزير؟ هل جاءت الاستقالة أو الاقالة رداً علي الفاجعة لامتصاص الغضب العام؟ وغدا أو بعد غد سيجيء وزير جديد للنقل ثم يبدأ من أول السطر!! هل نملك ياعالم ياهو رفاهية انتظار تدارس الوزير الجديد لملف السكة الحديد؟ وهل سيلحق الوزير الجديد عمال ومحولجية وعطشجية وسائقي السكة الحديد بالمدرسة الألماني ليتعلموا أصول الجدية الالمانية بلا أخطاء تبرر؟!! اقول كان من الممكن أن يستمر هشام عرفات في موقعه لاكمال ما بدأه وعرفه وخاض في تفصيلاته وراي ثماره. هل كنا نطلب من هشام عرفات أن ينقل مكتبه الي محطة مصر لتكون عينه علي، ابرة السنافور ويري بنظارة مكبرة الضوء الاحمر ويصدر أوامر لمحطة الغاطس حيث تجهز القطارات: تعال كده ياوله! بص يا اسطي علي السنافور! حاسب يابني فيه قطر جاي! ياجدع انت وهو القطر هرب! هذه الصور الفكاهية التي يترجمها الممثل أحمد آدم لايمكن أن تكون حقيقة والا هزلت!!! سيبدأ الوزير الجديد من أول السطر وكأن السكة الحديد »حقل تجارب» كان يتعين بقاء الرجل وتحمله سياط التكدير فهو رجل عام ثم يكمل مسيرة التطوير. وكان يتعين ايضا الاصغاء الحنون لصغار العمال الذين جلب اهمالهم المقصود أو غير المقصود الصداع لمصر. لكن العمل العام لا يستقيم باسلوب »رد الفعل العاطفي» وأظن أن عقلاء البلد يفهمون مغزي الكلام. قد كان بودي أن أحشد الارقام الدالة علي نفقات التحديث والتطوير وعدد الوحدات وتكاليف القطارات الجديدة وطول القضبان التي تغيرت. وعدد ركاب مصر في سكك حديد مصر لولا أننا لم نهضم بعد ثقافة الارقام في حياتنا رغم انها الحقيقة الناصعة. في خاطري سؤال لن اكتمه وأبوح به: ما مسئولية السيد السند رئيس مرفق السكة الحديد؟ لماذا لايكون اعفاؤه هو الثمن السياسي لامتصاص غضب الناس وايضا معاقبة طاقم المهندسين الذين يرأسون هؤلاء العمال البسطاء.؟ هه؟! لماذا تحمل هشام عرفات وحده المسئولية؟ اسألوا انفسكم. اريد أن اقول للمهندس د.هشام عرفات وزير النقل: لقد أخطأت باستقالتك السريعة بسرعة القطار المجري. واسرع د.مدبولي- بسرعة »tchv» اسرع قطار في فرنسا- بقبول الاستقالة الا اذا كانت »اقالة» من القيادة السياسية. كان ينبغي أن تظل وراء التطوير والتحديث تدعمك الحكومة بشجاعة واحترام الاحزان. هكذا العالم الأول يحترم الحزن العام وتجف الدموع فينفض الحزن وتمضي المسيرة. وهل كارثة البرجين التي هزت العالم وامريكا علي وجه التحديد أقالت حكومتها؟ د.هشام عرفات، في كلمتي هذه »إنصاف» لرجل عام وكلمة حق. قناعات 1- عندما أصبحت السينما حلم الجميلات وتجلب مالاً وشهرة تساقطت »الفراشات» سريعا. 2- حذرنا المفكر العظيم سلامة موسي من »الدماء» حين تصير لغة حياة وجاءت الدراما المصرية وأغرقتنا دماء. 3- تعودنا أن نصف الشخص »الحكومي» انه ترباس غير مرن مقيد بسلاسل الروتين. 4- الروائي صبري موسي لم ينل حقه من التكريم، وهل يخالفني النقاد فيما أقول؟ 5- محمود السعدني كان كما الجنيه الذهب في السخرية.. في زمانه والآخرون كما الفكة. 6- وفائي لمبارك نابع من فضيلة وفاء تعلمتها في المدرسة والكنيسة خصوصا انه لايملك أي ميزة تضاف لي ولكنها الأصول. 7- أنا أصف د.مجدي يعقوب بانه طبيب »أمين» وليس »شهيرا» وشهرة الطبيب.. لاتعالج المرضي. 8- »عودت عيني» علي رؤية القمامة، فصارت طبيعية لا تنفر العين منها ولا تتأذي. 9- الحوارات السياسية الساخنة والجريئة علي الشاشات اللبنانية تعكس ديمقراطية يتحلي بها الشارع اللبناني. 10- حين أواجه ندالة ما في سلوك من أتعامل معه أو معها أسقطه من حساباتي وأشطب اسمه من ذاكرتي. 11- هرجلة المصورين في المؤتمرات الرسمية تحتاج ضوابط وصواميل للفوضي خصوصا لو كان هذا مذاعا علي العالم. 12- ختان الاناث: جهود استمرت مائة عام ولازال منتشرا ويتوقعون القضاء عليه سنة 2025، وعجبي. 13- من اكثر الشخصيات المعتدلة والكارهة للضوء والشهرة وثرثرة الاعلام، المهندس جمال انور السادات. 14- لم يلغ الشيخ سلطان حاكم الشارقة تدخين الشيشة من امارته من فراغ، ولكن الصدور المنهكة حرضته علي القرار. 15- الدموع.. راحة في احيان كثيرة. 16- الأقلام واحدة، الأهم عقول الأصابع التي تعانقها. 17- قل »لا» ولاتخف، انها كلمة كاملة رغم أنها حرف واحد. قلها في موضعها ببوصلة رشد. 18- في جيلي، كنا نأكل وجبه غذاء. انا لا اعرف هل مازال هذا الترف، وان كنت ألاحظ ضعف بنية تلاميذ الابتدائي الميري. 19- د.علي عبدالعال: صعيدي تعلم في فرنسا ومصري الهوي والهوية وقلبه علي ذبذبات المصريين. كلمات تعيش »لن تعلمونا الانسانية» »الرفاهية أولوية في اوروبا، وفي مصر نهتم بمنع الخراب والسقوط». »احترموا قيمنا» عبدالفتاح السيسي »رئيس جمهورية مصر»