يظل أبناء العالم الجديد يبحثون عن جذورهم في نظيره القديم بقاراته الثلاث، ويبدو مع هذا الطنين القادم من أعماقهم والمؤثر في فكرهم ووجدانهم أن حلم الاندماج البشري في نسيج واحد في هذا العالم الجديد سراب، وهذا ما أبرزته الكثير من إبداعاتهم الأدبية ومنها ما ظهر حثيثا في روايات »مارلون جيمس» الأولي والتي كانت تمهيدا لثلاثية تاريخية. بدأ الجامايكي »مارلون جيمس» مسيرته الأدبية التي ظهرت فيها أفريقيا رويدا خلال الفترات التي كان يقتطعها من رحلته الوظيفية كمدرس جامعي ومحاضراته التي لم تغب عنها ملامح القارة السمراء وكذلك عن أبحاثه المستمرة، وتجلي ذلك في رواياته الثلاث الأولي »شيطان جون كارو»، »كتاب امرأة الليل» و »التاريخ الموجز لسبع جرائم قتل». بدأ جيمس مرحلة أدبية جديدة مع رواية »النمر الأسود والذئب الأحمر»، وهي أول جزء من الثلاثية التي أعلن عنها، يضع فيها ما توصل إليه من أبحاثه التي استمرت لعقدين ليروي قصص الصراع في أفريقيا ويتمحور فيها بين الواقع التاريخي والخيال الدرامي.