3 زيارات لإفريقيا خلال العام الحالي تجديد الخطاب الديني لتصحيح المفاهيم الخاطئة ورفع الظلم عن المرأة مضاعفة المنح الدراسية بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي المنطقة لم تتعامل مع الإرهاب بموقف موحد رصدت »الأخبار» لقاء فضيلة الإمام الاكبر د.أحمد الطيب شيخ الازهر مع 13 إعلاميا إفريقياً بمقر المشيخة في اطار الدورة التدريبية التي يعقدها المجلس الأعلي للإعلام للإعلاميين الافارقة الناطقين باللغة العربية من 7 دول هي: جيبوتيومالي والسودان وغينيا كوناكري واثيوبياوالصومالوتشاد وتناول اللقاء العديد من القضايا المهمة والشائكة التي تشهدها الأمة الإسلامية والعربية والإفريقية ودور الأزهر الشريف كمنارة للتنوير والتثقيف والتسامح الديني ومحاربة الإرهاب والتطرف وتجديد الخطاب الديني ودور الإعلام في نشر الوعي وذلك بحضور الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد رئيس المجلس الاعلي لتنظيم الاعلام وصالح الصالحي عضوالمجلس ورئيس لجنة التدريب حيث حرص الإعلاميون علي طرح تساؤلاتهم واستفساراتهم والذي قام بدوره بالرد عليهم. واستهل شيخ الازهر حديثه بالتعبير عن حبه وتحيزه للمواطن الافريقي علي وجه التحديد وهوما دفعه لتسخير كل امكانيات الازهر لخدمتهم ومساعدتهم ويظهر ذلك في جوانب مختلفة حيث أكد وجود 5500 طالب وطالبة من افريقيا يدرسون بالدراسات العليا بالازهر وذلك من منطلق الحرص علي الطالب الافريقي وتقدمه ورفع شأنه كما تحدث عن حرص مؤسسة الازهر علي إرسال بعثات تعليمية ولنشر الاسلام الي العديد من الدول الإفريقية كان علي رأسها نيجيريا وبوركينافاسو كما تحدث عن المنح الدراسية التي تقرر زيادتها الي 1600 منحة بدلاً من 800 وذلك بعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي. كما تحدث شيخ الازهر عن الجهد الذي تم بذله خلال الفترة الماضية ليتم الموافقة علي ان تكون المنح غير مقتصرة علي الدراسة الازهرية أو تعليم الدين فقط بل ستمتد الي جامعات وجوانب اخري مثل الهندسة والطب والصيدلة والزراعة كما اشار الي ان الأزهر يمتلك 16 معهدا تعليميا منتشرا في كل انحاء افريقيا كما كانت هناك خطة في الآونة الاخيرة ببرنامج تدريب الأئمة والوعاظ وذلك لاعداد جيل جديد قادر علي طرح ومناقشة المشكلات التي تهم الأمة الاسلامية والتواصل مع الاجيال الجديدة بجانب ارسال بعثات طبية واغاثية لعدد من الدول الافريقية الاشد احتياجاُ والتي اجرت مجموعة من العمليات المهمة للمواطنين الافارقة والتي بلغت أكثر من 18الف عملية وذلك في إطار جهود الأزهر الشريف في دعم شعوب القارة الإفريقية وتعزيز أواصر التعاون بين الأزهر ودول وعلماء إفريقيا في كل المجالات. وأضاف شيخ الازهر أنه سيتم توفير 35 منحة تعليمية من الازهر الشريف لاثيوبيا، وننتظر موافقة المسئولين في اثيوبيا لارسالها. معهد للطلبة الأفارقة وأوضح شيخ الازهر الشريف انه يجري حالياً الاعداد لإنشاء معهد للطلبة الافارقة بمحافظة اسوان وذلك بعد اختيارها كعاصمة للشباب الافريقي لهذا العام كما يتم العمل علي إعداد مؤتمر عالمي حول تجديد الفكر والعلوم الإنسانية والذي سينطلق خلال شهر يونيو القادم. وأكد ان هناك حرصا علي تدريس المذاهب الاربعة علي قدر المساواة بالازهر الشريف بهدف اعداد طالب مؤمن علي فكرة التعددية واختلاف الآراء. وأنه سيتم افتتاح مراكز تعليم اللغة العربية في عدد من البلاد الافريقية ومنها موريشيوس وبوركينا فاسو وجزر القمر. وتحدث الدكتور الطيب عن حرصه علي التواصل مع الأشقاء في افريقيا حيث سبق أن قام بزيارة دولتي نيجيريا وموريتانيا والتي لمس من خلالها التحدي الموجود للمواطن الافريقي الذي تم تأسيسه علي الاخلاص وبذل الجهد لنهضة بلده وأكد علي دور الاعلام في تسليط الضوء علي النماذج الايجابية في مجتمعاتنا وتطرق للحديث عن زيارته لاحد المعسكرات بدولة نيجيريا والذي شاهد خلالها معاناة سكانها وهو ما دفعه لاصدار اوامر بارسال قافلة لمساعدتهم دون علمه اذا كان هؤلاء الاشخاص مسلمين اوغير ذلك من منطلق انساني وهوما يتم غرسه في طلاب الازهر وذلك لترسيخ مبدأ السلام والمحبة بين جميع الطوائف والاديان. كما أكد علي قيامه بجولة إفريقية خلال العام الحالي ستشمل 3 دول إفريقية وهي السنغال والنيجر وتشاد. كما حرص شيخ الازهر علي اجابة عدد من الاسئلة التي تم طرحها من وفد الاعلاميين الافارقة ومن بينهم فاطمة كومارا من جمهورية غينيا والتي استفسرت عن خطة الازهر خلال الفترة القادمة خاصة مع تولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الافريقي حيث استعرض الطيب الجهود التي يقدمها الازهر في كافة المجالات وبالاخص في مجال التعليم. التعاون الديني وتساءل خضر جبريل من جيبوتي عن آليات التعاون بين الازهر والمؤسسات الدينية التابعة للدول الافريقية وقد أكد شيخ الازهر علي وجود العديد من المشكلات في ذلك الشأن بسبب وجود مؤسسات دينية مختلفة في كل دولة ولكن يتم العمل علي حل تلك المشكلة من خلال التواصل مع السفارات المصرية والتي ستقوم بالتنسيق مع تلك المؤسسات الدينية. كما كان لأحمد ياسين من تشاد تساؤل حول دور الأزهر والتعامل مع الاقليات الموجودة في بعض الدول الافريقية وأكد الإمام الاكبر ان الازهر يسعي لترسيخ مبدأ المواطنة وتخلي عن استخدام المصطلح الاقصائي الذي يهدف الي التميز ضد بعض الاقليات كما أكد علي ان هناك بعض المؤسسات التي تسعي لتعبئة الشباب بأفكار بعيدة كل البعد عن الاسلام وهويدفعهم الي سلوك طرق متطرفة وبعيدة عن الشريعة. محاربة الارهاب كما اجاب فضيلة شيخ الازهر عن تساؤل علي عبدي من الصومال حول كيفية التخلص من الارهاب ومحاربة الافكار المتطرفة وأكد انه يجب التعرف علي الاسباب التي نتج عنها وجود تلك العناصر المتطرفة وكذلك يجب أن نعترف بان المنطقة لم تتعامل مع تلك الامور بمنطق مصيري موحد هذا بجانب التعليم غير الصحيح والذي ساد في بعض المناطق والبعيد عن المنهج المعتدل الذي يتبناه الازهر الشريف كما اشار الي ان الارهاب ليس له علاقة بأي دين سواء الاسلامي اوالمسيحي اواليهودي ولكن يوجد هناك اغراض اخري من الامر سواء سياسية اواقتصادية فنجد ان هناك دولا كبري يقوم اقتصادها بشكل اساسي علي تجارة الاسلحة فمن الطبيعي ان تشعل الفتن اوتقوم بغرس الافكار المتطرفة في دولنا ومجتمعاتنا من اجل الاستفادة من وراء ذلك. تجديد الخطاب الديني واجاب شيخ الازهر عن سؤال ابوبكر حيدر من مالي عن تعريف تجديد الخطاب الديني وما المقصود منه وماهي الاستراتيجية التي تم الاستناد إليها في ذلك الامر وأكد انه ساد في الاونة الاخيرة بعض من الخطابات التي تحمل اسم خطابات زرع الفتنة وهي التي تهتم بظاهر الأمور وليس بمضمونها وباطنها وهوما جعل المسلم بعيداً عن دينه لذلك ظهر مصطلح تجديد الخطاب واكد ان هذا امر راسخ في الدين الاسلام وذلك بالاستناد الي الحديث الصحيح »إن الله يبعث لهذه الأمة علي رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها» وقد اجمع العلماء بان عملية التجديد تأتي من خلال العودة الي اصل الدين . الهجرة غير الشرعية كما شمل اللقاء الحديث عن رأي الازهر في الهجرة غير الشرعية للشباب الافريقي لاوروبا حيث أكد الطيب من خلال لقائه بالعديد من القادة في اوروبا علي ضرورة التنمية في افريقيا وتقديم يد العون للشباب في القارة السمراء محذراً بأن الامر اذا استمر في هذا الاتجاه ستصبح اوروبا في القريب مستعمرة من الافارقة كما تحدث عن رأيه بان القارة الافريقية لديها مستقبل كبير وهذا يظهر مع تراجع بعض القارات الاخري وناشد الاعلام بضرورة القيام بدوره في هذا الشأن من خلال توعية الشباب واظهار الجانب الايجابي في مجتمعاتنا والحث علي ضرورة العمل بجهد حتي يكون لبلدنا المكانة التي تستحقها. إنصاف المرأة وأكد الطيب أن الاسلام جاء لنصرة المرأة وإنصافها وتحريرها من القيود والعادات والتقاليد الخاطئة ورفع الظلم عنها الذي تواجد قبل ظهور الاسلام ولذلك يجب الانحياز لها في إطار ما ينص عليه الدين. وتحدث د. الطيب عن نشر المنهج الشيعي في عدد من الدول الإفريقية وأكد ان التشيع ليس مذهبا خارج الاسلام ولكن يتم استخدامه لاستهداف »الدين» واشار الي انه يتم تسييس للامر بهدف اراقة الدماء وشق الصف ووجود نزاعات بين ابناء الامة وأوضح ان الحل هونشر التعليم الازهري بأكبر قدر ممكن في كافة الدول الافريقية والعربية ايضا وهوما حرص علي التأكيد عليه اثناء تواجده بعدد من دول الخليج وذلك من خلال ارسال بعثات من الطلاب للدراسة في الازهر والعودة الي بلادهم لنشر الفكر الوسطي والمعتدل.