سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس خلال كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن بألمانيا:الإرهاب ظاهرة دولية تزعزع استقرار المجتمعات ولابد من اقتلاع جذوره عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط
الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال إلقاء كلمته أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن الإرهاب بات ظاهرة دولية لها مخاطر متعاظمة تؤدي إلي زعزعة استقرار المجتمعات، وأشار الرئيس السيسي الي انه لابد من بذل جهود حثيثة وصادقة، لاقتلاع جذور تلك الظاهرة البغيضة التي تعد التهديد الأول لمساعي تحقيق التنمية، بما في ذلك تضييق الخناق علي الجماعات والتنظيمات التي تمارس الإرهاب، أو الدول التي تري في غض الطرف عنه، بل في حالات فجة تقوم بدعمه، وسيلة لتحقيق أهداف سياسية ومطامع إقليمية. القضية الفلسطينية وشدد السيسي علي ان عدم تسوية القضية الفلسطينية بصورة عادلة ونهائية، يمثل المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في الشرق الأوسط. واشار الي ان تلك القضية هي أقدم صراع سياسي نحمله معنا، إرثاً ثقيلاً علي ضمائرنا منذ بدايات القرن العشرين، مطالبا بضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي، لوضع حدٍ طال انتظاره لهذا الصراع، وفقاً للمرجعيات الدولية ذات الصلة والمتوافق عليها، وإعمالاً لمبدأ حل الدولتين، وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم علي حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتُها القدسالشرقية، والتخفيف من معاناتهم اليومية، لأن ذلك سيشكل نواة الانطلاقة الفعلية للتوصل إلي حلول ناجحة للصراعات الأخري. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس السيسي التي ألقاها أمس خلال الجلسة الرئيسية لمؤتمر ميونيخ للأمن، بحضور رئيس رومانيا الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي وعدد من القادة والزعماء ورؤساء الحكومات. . ووجه السيسي الشكر إلي السفير »إيشنجر»، رئيس المؤتمر، علي توجيه الدعوة له للمُشاركة في هذا المنتدي المهم، ليس فقط بصفته رئيساً لدولة تتفاعل مع محيطها الإقليمي الأفريقي والعربي، وتضطلع بدور رئيسي في تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية بمنطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وإنما أيضاً لكون مصر تسلمت منذ أيام قليلة الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي لعام 2019، وتتطلع كعادتها دوماً للتعبير عن شواغل الشعوب الأفريقية الشقيقة الرامية لتحقيق الاستقرار والتقدم ودفع عجلة التنمية قدماً. وأضاف السيسي ان هذا المؤتمر ينعقد هذا العام وسط تحديات ومخاطر متزايدة ومتشعبة، من بينها استمرار بؤر التوتر والصراع علي الصعيد الدولي، وتفشي مخاطر الإرهاب والتطرف، وتصاعد مُعدلات الجريمة المنظمة، مضيفاً ان ذلك يشكل ضغوطا علي مفهوم الدولة الوطنية وانهيار مؤسساتها، بصورة باتت تزيد من تعقيد الأوضاع وخطورتها علي مقدرات الشعوب وأمنها واستقرارها. وقال الرئيس انه قد ضاعف من وطأة تلك التحديات ما يشهده النظام الدولي من استقطاب وتصاعد في حدة المواجهات السياسية، إلي جانب تحديات الطبيعة، كتغير المناخ والتصحر ونقص المياه وغيرها، وشدد السيسي علي ضرورة العمل علي تعزيز الجهود الدولية، لأن تحديات العصر الراهن تفوق قدرة أي دولة أو تجمع محدود علي مواجهتها، لكونها صارت لا تعترف بالحدود الجغرافية، وبات تأثيرها يشمل الجميع. نزاعات مسلحة وأوضح السيسي ان تلك التحديات تظهر بوضوح في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية علي حد سواء، فنحن نشهد نزاعات مسلحة وحروباً أهلية وصدامات عرقية ومذهبية وهجمات إرهابية، مشيرا الي وجود مشكلات الفقر والبطالة وضعف الإنتاجية وتردي مستوي الخدمات المختلفة، وما يرتبط بها من أزمات اقتصادية وعدم استقرار للأسواق المالية ومشروطيات التدفقات الرأسمالية، وتفاقم ظاهرة الديون. وأشار الرئيس السيسي الي ان كل تلك المشكلات تتطلب تعاوناً دولياً صادقاً لحلها، يقوم علي مراجعة وتقييم نماذج التعاون التقليدية، بما يُسهم في إنهاء النزاعات والنهوض بعدد من المجالات ذات الأولوية، مثل ترسيخ مفاهيم الحوكمة الرشيدة وحماية حقوق الإنسان بمفهومها الشامل، وتمكين المرأة التي تعد نصف المجتمع، بالإضافة الي الارتقاء بمستوي التعليم والصحة وتطوير البنية التحتية والزراعة والتنمية الريفية وخلق الوظائف وزيادة الاستثمارات والتجارة وتعزيز الاندماج والتكامل الإقليمي. وتابع السيسي: في ظل تلك التحديات تتمحور أولويات الاتحاد الأفريقي لعام 2019 حول دفع التكامل الاقتصادي الإقليمي علي مستوي القارة، عبر التركيز علي زيادة الاستثمارات في مجال البنية التحتية، وتسهيل حركة التجارة البينية من خلال الإسراع بإدخال اتفاقية منطقة التجارة الحرة القارية حيز النفاذ، فضلاً عن الاستمرار في وضع برامج وخطط التنمية المستدامة في إطار أجندة أفريقيا 2063 موضع التخطيط والتنفيذ المتدرج والفعال، وبناء القدرات الوطنية والإقليمية علي ذلك الصعيد. وأشار الرئيس إلي أن إحدي أولويات دول الاتحاد الأفريقي، ونحن علي أعتاب عام »إسكات المدافع» بالقارة في 2020، هو ملف إعادة الإعمار والتنمية في فترة ما بعد النزاعات، بما يتيح تحقيق الاستقرار في مختلف ربوع القارة، من خلال بناء وتمكين مؤسسات الدولة الوطنية من الاضطلاع بمهامها. مساعدة الدول وأكد السيسي ان مصر تعمل مع مفوضية الاتحاد الأفريقي علي تدشين مركز الاتحاد الأفريقي لإعادة الإعمار والتنمية والذي تستضيفه القاهرة، وأعرب عن تطلع مصر لأن يكون ذلك أداة إقليمية فعالة في مساعدة الدول التي خرجت مؤخراً من النزاعات المسلحة، علي تقييم احتياجاتها وبلورة تصورها الوطني لمسار إعادة الإعمار. ورحب السيسي بالتعاون مع جميع الشركاء الدوليين لإرساء منظومة الأمن وتحقيق التنمية المستدامة في القارة الأفريقية من خلال تدعيم سبل التعاون الذي يقوم علي تعبئة الموارد كافة والاستفادة من الخبرات الممتدة أفريقياً ودولياً، وشدد الرئيس علي ان الاستثمار في القارة الأفريقية يمثل استثماراً لمستقبلنا جميعاً، فعدد سكانها يزيد علي المليار نسمة، ولديها من الموارد والإمكانات والثروات التي إذا حسُن استخدامها وتوظيفها، ستجعل من أفريقيا قاطرة النمو الاقتصادي العالمي خلال العقود المقبلة. وقال السيسي إن من أهم القضايا المُلحة علي الساحة الأفريقية هي قضية الأمن في ليبيا، وهي قضية تتطلب منا جميعاً تقديم الدعم اللازم للمسار السياسي ولجهود المبعوث الأممي، والعمل علي دعم وتمكين مؤسسات الدولة بما في ذلك المؤسسة العسكرية. قضية الهجرة وأشار الرئيس الي ان مصر حرصت علي تقديم العون للأشقاء في ليبيا لمساعدتهم علي استعادة عافيتهم، وتوحيد المؤسسة العسكرية وبناء عملية سياسية مستدامة، بما ينعكس إيجاباً علي الشعب الليبي والوضع الإقليمي في منطقتي شمال أفريقيا والساحل الأفريقي. وأضاف السيسي ان قضية الهجرة واللاجئين، وما تتطلبه من معالجة تتسم بالشمول والابتكار، تأخذ في اعتبارها جذور الأزمات المسببة لها، وتسعي لتخفيف المعاناة الإنسانية المصاحبة لتلك القضية، وأشار الي أن العبء الأكبر لعواقب النزوح واللجوء يقع علي عاتق دول الجوار، التي تستقبل الجانب الأكبر من المهاجرين والنازحين في أفريقيا. وتابع السيسي: انطلاقاً من إدراك دول القارة الأفريقية لأهمية التعامل الفعال مع هذه الظاهرة، فقد انخرطت هذه الدول في عمليتي فاليتا والخرطوم، وشارك بعضها في وضع العهد الدولي للهجرة، كإطار مُنظم يتيح التعاون والعمل المشترك من أجل إيجاد حلول بناءة لهذا التحدي. . وأضاف الرئيس أن تلك الجهود والمبادرات الوطنية في العديد من الدول الأفريقية ساهمت في تعزيز التعامل مع تلك الظاهرة، ومن بينها الجهود التي بذلتها مصر، مضيفاً ان مصر نجحت في وقف أي محاولات للهجرة غير الشرعية عبر شواطئها منذ سبتمبر 2016، كما دخلت في آليات حوار ثنائية مع عدد من الدول الأوربية، لتأسيس تعاون ثنائي للتعامل مع تلك الظاهرة، ليس فقط من حيث تداعياتها، بل وبحث سبل التغلب عليها وعلي أسبابها. ملايين اللاجئين واشار الي استضافة مصر للملايين من اللاجئين الذين يعيشون باندماج كامل في المجتمع المصري، دون أي دعم خارجي ملموس، مع الحرص الكامل علي عدم المتاجرة بهذه القضية التي تتعلق بجوانب إنسانية في المقام الأول. وأكد السيسي إن إيمان مصر بأهمية الحوار الدولي اتصالاً بقضايا الأمن والسلم، كان دافعاً لها لتدشين منتدي أسوان للأمن والتنمية المستدامة، والذي تعقد دورته الأولي نهاية 2019، ليكون منصة دولية لبحث سبل تعزيز الترابط بين السلام والتنمية، وبلورة تصورات مفاهيمه وأطروحات عملية، لبرامج تنموية انتقالية لتعزيز ثقافة السلام، ودفع جهود إعادة البناء والإعمار في مرحلة ما بعد النزاعات. واختتم السيسي كلمته: نستطيع تأكيد أن محور الأمن والسياسات الذي نهدف إلي تحقيقه بمفهومه الشامل؛ سياسياً واقتصادياً وثقافياً، سيظل هو الأرضية المشتركة التي يتعين علينا جميعا التركيز عليها والتعاون بشأنها خلال السنوات المقبلة.