في البرلمان الإسرائيلي الأخير احتلت المرأة أكثر من ربع مقاعد الكنيست العشرين، ويري الخبراء أن الفرصة مواتية في انتخابات التاسع من ابريل القادم للنساء كي يحققن نتائج ربما أفضل من سابقتها. وقد شهدت الساحة الحزبية العديد من الشخصيات النسائية البارزة اللاتي تقلدن مناصب ومهام رفيعة سواء في الحكومة أو المعارضة. وعلي الرغم من أن الأحزاب الحريدية أحزاب ذكورية في المقام الأول فالمتدينون المتشددون يرفضون عادةً انخراط النساء في السياسة ولا يقبلون انضمامهن او ترشحهن في الانتخابات، إلا أن التجربة الماضية شهدت استثناء فريداً تمثل في مشاركة أييلت شاكيد في حزب البيت اليهودي. وفي الانتخابات القادمة تتحقق المفاجأة بقيام اليهودية المتشددة أدينا بر-شالوم بتأسيس حزب (آخي يسرائيلي). في السطور التالية نستعرض أهم الشخصيات النسائية التي تتنافس في الانتخابات علي رأس أحزاب سياسية. أييلت شاكيد هي الاستثناء الذي تحدي كل من شكك في إمكانية استيعاب حزب قائم علي أساس ديني (البيت اليهودي) لإمرأة علمانية عصرية بين صفوفه. كانت وزيرة العدل في حكومة نتانياهو الأخيرة. بعد استقالة حكومة نتانياهو انسحبت هي ونفتالي بينت زعيم حزبهما (البيت اليهودي) من الحزب وأسسا معاً حزباً جديداً باسم »اليمين الجديد». لمع اسمها في الفترة الأخيرة إلي الحد الذي تنبأ البعض بأن تكون رئيسة وزراء اسرائيل في المستقبل لتصبح أول خليفة لجولدا مِئير. افكارها اليمينية المتشددة جلبت لها انتقادات اليسار فأطلقوا عليها لقب »الوجه الجميل للفاشية». أورلي ليڤي بعد خلاف شديد مع أڤيجدور ليبرمان زعيم حزبها السابق (إسرائيل بيتنا) استقالت اورلي من الحزب لكنها ظلت نائبة في البرلمان. بسبب تركها حزبها الذي ترشحت علي قائمته ودخلت بها الكنيست تقيدت حركتها السياسية حسب قانون الكنيست الذي يحظر علي أي منشق عن حزب ما المنافسة في الانتخابات التالية علي قائمة حزب آخر قائم. لكنها لم تستسلم وقررت في الانتخابات الحالية تأسيس حزبها المستقل باسم جيشِر(الجسر) وهو ذات الاسم الذي اختاره والدها وزير الخارجية الراحل ذو الأصول المغربية ديڤيد ليڤي لحزبه سابقاً. حصلت علي دفعة قوية في استطلاعات الرأي وكانت مفاجأة لحزبها السابق وللمراقبين فهي تقريبا الوجه النسائي الوحيد في تيار الوسط الذي يحظي بفرصة جيدة لدخول الكنيست في الانتخابات القادمة. تامار زاندبرج الزعيمة الجديدة لحزب ميريتس اليساري. تشكل لها الانتخابات القادمة اختباراً صعباً. إذ يعلق ناخبو اليسار الإسرائيلي آمالاً عريضة علي القيادة الشابة الجديدة المفعمة بالحيوية في أن تتمكن من انتشال الحزب من قاع الحياة الحزبية وإعادته إلي داخل الصورة من جديد، فقد كان الحزب علي شفا الهاوية والفشل في دخول الكنيست في الانتخابات الماضية. تعوّل تامار علي ناشطات الحركة النسائية في دعمها انتخابيا كنموذج لدعم قضايا النساء والعمل علي تحصين المرأة من التمييز السلبي ضدها. تسيپي ليڤني زعيمة حزب (هاتنوعاه). في انتخابات 2009 كانت ليڤني قاب قوسين أو أدني من خلافة رئيسة الوزراء الوحيدة التي شهدتها الدولة العبرية جولدا مِئير في مكتب رئيس الوزراء. فقد فاز حزبها الذي كانت تتزعمه (كاديما) ب92 مقعدا لكنها أخفقت في تشكيل الحكومة ففقدت فرصتها واختطفها بنيامين نتانياهو. لكن في الانتخابات الحالية يتشكك المراقبون في قدرتها علي المضي منفردة دون التحالف مع حزب آخر وذلك بعد الفخ السياسي الإعلامي الذي أوقعها فيه شريكها السابق في التحالف الصهيوني آڤي جباي زعيم حزب العمل. ويري المراقبون ان واحدا علي الأقل من الأحزاب المؤسسة حديثاً قد يسعي لضم ليڤني إلي صفوفه للاستعانة بخبرتها السياسية المشهودة. أدينا بر-شالوم هي ابنه الحاخام الشهير عوڤاديا يوسف الزعيم الروحي لحزب (شاس) الديني. في البداية كانت تأمل في أن يتبناها الحزب الذي شارك والدها في تأسيسه لكنها لم تتمكن من اختراق الدائرة الحديدية وتحطيم القاعدة، فأسست حزبها الخاص باسم (آخي يسرائيلي) ويهدف إلي استيعاب التنوع بين الطوائف اليهودية ورأب صدع الخلافات الطائفية.