مقبرة سخم خت اهتز العالم بأكمله لاكتشاف العالم البريطاني هوارد كارتر، مقبرة توت عنخ آمون، في وادي الملوك بالأقصر في نوفمبر عام 1922، وجاءت صحف العالم ووكالات الأنباء العالمية من كل صوب وجهة إلي مدينة الأقصر حتي أن جميع فنادق الأقصر باختلاف مستوياتها قد اكتظت، من أجل تغطية هذا الاكتشاف الكبير. لكن عندما اكتشف العالم المصري الراحل محمد زكريا غنيم، الهرم المدفون خلف هرم سقارة «سخم خت» أحد ملوك الأسرة الثالثة وذلك عام 1952، أقر العالم بأن هذا الاكتشاف أخطر وأعظم من اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون. وقام العالم المصري بتجنيد صحف العالم مثل نيويورك تايمز والتايمز، والديلى تلجراف، وبارى ماتش الفرنسية لتغطية هذا الاكتشاف. ولد محمد زكريا غنيم، بالإقليم الجنوبي عام 1905 واشتهر باكتشافاته المتعددة في منطقة سقارة، بدأ حياته العملية قبل الحرب العالمية الثانية ثم انتقل إلى مدينة الأقصر، وعمل هناك على اكتشاف طريق أبى الهول، حيث كشف عن أول رأس من تماثيل الطريق المقدس بالبر الغربي، ليعود بعد ذلك لمنطقة سقارة، ليبدأ رحلة البحث في الهرم المدفون للملك «سخم خت». كشف محمد زكريا غنيم، عن الهرم الناقص الخاص بالملك «سخم خت» بمنطقة سقارة، واكتشف المدخل المؤدي لحجرة الدفن، ووجد التابوت الملكي مغلقا، وعليه أختام طينية باسم الملك، وهذا يدل على أن التابوت، لم يفتح من قبل، وأنه لم يتعرض للسرقة. وأصبح اسم مصر يتردد بين أنحاء العالم، وحضر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ومعه رجال الثورة ليشهدوا هذا الاكتشاف الكبير بمصاحبة وكالات الأنباء العالمية، وقام الأثريون بفتح التابوت لإخراج جثمان الملك «سخم خت»، ولكن التابوت كان فارغا من مومياء الملك.
وبعد حوالي ست سنوات من هذه الواقعة تم عمل جرد لعهدة زكريا غنيم، الأثرية تمهيدا لتوليه أمانة المتحف المصري بالقاهرة وجهت إليه هيئة الآثار المصرية تهمة اختفاء بعض المتعلقات الأثرية التي تم اكتشافها في هرم الملك «سخم خت».
شعر العالم المصري بالإهانة وفقدان كرامته وخصوصا بعد كل ما قدمه من اكتشافات هامة لا تقدر بمال ودخل في حالة نفسية سيئة بعدما تعرض اسمه للشبهات فأقدم على التخلص من حياته بالانتحار غرقا في مياه النيل عام 1959، وبعد وفاته بعامين قام زميله العالم الفرنسي "جان فيليب" بالعثور على القطعة الأثرية المفقودة في أحد مخازن البدروم بالمتحف المصري. وقام وزير الإرشاد، آنذاك ثروت عكاشة، بإقامة تمثال لمحمد زكريا غنيم، في حديقة دار الآثار المصرية تخليدا لاسمه، وإقامة لوحة تذكارية باللغتين العربية والإنجليزية تسجل فيها جميع اكتشافاته بتواريخها لتوضع هذه اللوحة بالمتحف المصري. مجلة أخر ساعة: 3-6-1959