وزير التعليم يتفقد انتظام العملية التعليمية بمدارس أسيوط    افتتاح مدرسة الشوحط الثانوية ببئر العبد    «العمل»: التفتيش على 1730 منشأة بالمحافظات خلال 19 يومًا    الاثنين 20 أكتوبر 2025.. نشرة أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    وزيرة التخطيط: جائزة التميز الصحي مبادرة هامة لدعم النمو وخدمة المواطن    السيسي يتلقى اتصالا من رئيس كوريا لبحث تعزيز التعاون الثنائي وتقدير للدور المصري في تحقيق السلام الإقليمي    تراجع سعر طن الحديد وارتفاع الأسمنت.. أسعار مواد البناء الاثنين 20 أكتوبر 2025    وزير الخارجية: نقدر جهود الدكتور مجدي يعقوب في تسخير العلم والخبرة لخدمة الفئات الأكثر احتياجا داخل مصر وخارجها    المرشد الإيراني يرد على تصريح ترامب بشأن تدمير نووي طهران.. ماذا قال؟    وزيرا خارجية فرنسا والدنمارك: مواصلة التنسيق مع مصر في ملفات التعافي المبكر وإعادة الإعمار بغزة    الاتحاد المصري يهنئ المغرب بلقب كأس العالم للشباب    مدرب بيراميدز: لا نعلم كيف سيتم التنسيق بين كأس العرب ومبارياتنا في كأس إنتركونتيننتال    كاراجر: صلاح لم يعد لاعبًا لا غنى عنه في ليفربول    ضبط 4 سيدات يستقطبن الرجال لممارسة الأعمال المنافية للآداب بالإسكندرية    ضبط عصابة النصب على راغبي شراء التماثيل الأثرية والعملات الأجنبية بالجيزة    إصابة 6 أشخاص إثر انقلاب ميكروباص في مدينة 6 أكتوبر    تأييد عقوبة السجن المشدد ل11 متهما في قضايا متنوعة بالمنيا    «تعدى عليه زميله».. إصابة طالب جامعي بآلة حادة داخل سكن طلبة في أسيوط    اغلاق مزلقان التوفيقية في سمالوط بالمنيا لمدة يومين للصيانة    عبدالحميد المسلماني يحصل على درجة الماجستير من أكاديمية ناصر عن دور الإعلام العربي في معالجة أحداث غزة    60 محققا فرنسيا يتابعون ملف سرقة متحف اللوفر.. والشرطة تواصل البحث عن اللصوص    بعد غد.. علي الحجار يحيي حفلًا غنائيًا على مسرح النافورة بالأوبرا    يسرا: قلت ل وحيد حامد هعمل «الإرهاب والكباب» لو هاخد 10 جنيه    احمي نفسك بهذه الخطوات.. لماذا يقع برج السرطان ضحية للتلاعب؟    «كفر الشيخ والعريش» تتألقان في ليالي مهرجان «تعامد الشمس» بأسوان    وزير الصحة يطلق جائزة مصر للتميز الحكومي للقطاع الصحي    وزير الصحة يترأس الاجتماع الدوري للجنة التنسيقية لمنظومة التأمين الصحي الشامل    لعظام أقوى.. تعرف على أهم الأطعمة والمشروبات التي تقيك من هشاشة العظام    باكستان: الهدف الأساسى من اتفاق وقف إطلاق النار مع أفغانستان القضاء على الإرهاب    ضبط ثلاثة أشخاص بالمنيا بتهمة النصب على المواطنين وانتحال صفة خدمة عملاء أحد البنوك    تشغيل 6 أتوبيسات جديدة بخط الكيلو 21 بالإسكندرية.. توجيه المحافظ للنقل العام لتيسير حركة المرور أوقات الذروة    «نقابة العاملين»: المجلس القومي للأجور مطالب بمراجعة الحد الأدنى كل 6 أشهر    رئيس الوزراء يتابع الموقف التنفيذي لمراكز البيانات الحكومية    الرئيس السيسى يستعرض آليات تعظيم الاستفادة من أصول الأوقاف والفرص الاستثمارية    في بيان رسمي .. اتحاد الكرة ينفي شائعات تعيينات المنتخبات ومكافآت التأهل لكأس العالم    وزير التعليم العالي يعلن صدور قرارات جمهورية بتعيين قيادات جامعية جديدة .. اعرف التفاصيل    أسعار الكتاكيت والبط اليوم الإثنين في بورصة الدواجن    مواقف محرجة على السجادة الحمراء.. حين تتحول الأناقة إلى لحظة لا تُنسى    محافظ الجيزة يفتتح مركز خوفو للمؤتمرات بميدان الرماية أمام المتحف المصري الكبير    وكالة "وفا": مقتل 47 فلسطينيًّا بنيران الجيش الاسرائيلي في مناطق متفرقة من قطاع غزة خلال ال24 ساعة الماضية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الصومالي تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين (صور)    فوزي لقجع يهدي لقب مونديال الشباب للملك محمد السادس    حرس الحدود يقبل استقالة عبد الحميد بسيوني.. وزهران مديرًا فنيًا    موعد مباراة الأهلي والاتحاد في الدوري.. والقنوات الناقلة    «التنظيم والإدارة» يُعلن عن مسابقة لشغل عدد 330 وظيفة مهندس بوزارة الري    بعد الكشف عن استهداف ترامب.. كم مرة تعرض الرئيس الأمريكى لتهديد الاغتيال؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 20-10-2025 في محافظة الأقصر    ليه الهيئة قالت لأ؟ التفاصيل الكاملة لرفض عرض «ساجاس» على «السويدي إليكتريك»    روح الفريق بين الانهيار والانتصار    تقارير: اتحاد جدة ينهي تجديد عقد نجم الفريق    دار الإفتاء توضح حكم تصفح الهاتف أثناء خطبة الجمعة    مجدي يعقوب: مصر بقيادة الرئيس السيسي تظهر للعالم معنى السلام    في زيارة مفاجئة.. وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد    نحافة مقلقة أم رشاقة زائدة؟.. الجدل يشتعل حول إطلالات هدى المفتي وتارا عماد في مهرجان الجونة    صححوا مفاهيم أبنائكم عن أن حب الوطن فرض    د. أمل قنديل تكتب: السلوكيات والوعي الثقافي    سهام فودة تكتب: اللعب بالنار    مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2025 في القاهرة والمحافظات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس محمد أبوسعدة رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري: قرار الرئيس بطلاء الواجهات يعيد نضارة «العمارة» المصرية
نشر في أخبار السيارات يوم 29 - 01 - 2019


المهندس محمد أبوسعدة في حواره مع »الأخبار«
إعادة صياغة الرؤية الجمالية وتحقيق القيم الحضارية مع الاحتفاظ بأصالة الطابع المعماري المصري، وتوفير مخططات جديدة للميادين..
تلك هي أهم أهداف الجهاز القومي للتنسيق الحضاري الذي أنشئ عام 2001 طبقا للقرار الجمهوري رقم 37..
يتدثر مقر الجهاز بلحاف التاريخ بالقلعة، وكأنه يقول إنني أمزج التاريخ بالحاضر لأقدم واقعًا جمالياً جديدًا أصل به ما انقطع..
المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز، شعلة متقدة بالحركة الدائبة، مشروع تلو مشروع، ولجان في إثر لجان..
يعمل برؤية فنان يؤذيه القبح المعماري فيعمل علي إعادة تشكيله خلقًا آخر، خاصة أن مصر هي التي علمت العالم فن النحت المعماري وحولت كل حجر من أرضها إلي قطعة أثرية، وفي مكتبه حملنا إليه كومة من الأسئلة التي تشغل بال الكثيرين، فكان ذلك الحوار:
متابعة آليات التطبيق مع المحافظين.. والمباني الأثرية والمسجلة خارج »التلوين»‬
إعادة تخطيط 38 ميداناً.. ولجنة متخصصة لمواجهة تشوهات التماثيل
بدأنا توثيق الحدائق التراثية.. و»‬حكاية شارع» بصمة حضارية في وسط البلد
هناك إهمال شديد في تطبيق قوانين العمارة والبناء في مصر.. كيف يساعد جهاز التنسيق الحضاري في علاج ذلك الوضع؟
الجهاز له مهمتان رئيسيتان، واحدة لها علاقة بالتراث المعماري المتميز علي مستوي الجمهورية، والشق الآخر هو الصورة البصرية في المدن المصرية.. وهذان هما الذراعان اللذان يعمل بهما الجهاز، وفيما يتعلق بالتراث المعماري والعمراني في الدولة فنحن نعمل علي المباني ذات القيمة ولكنها غير مسجلة كأثر ومع هذا تمتلك مفردات معمارية متميزة تمثل حقبة زمنية معينة أو مرتبطة بشخصية أو تمثل مزارًا سياحياً.
وما الفترة الزمنية التي يعمل في إطارها الجهاز؟
تقريبًا منذ أواخر القرن التاسع عشر.
ألا يوجد تداخل بين عملكم وعمل وزارة الآثار؟
بالطبع لا، فنحن لنا عمل في إطار المباني المتميزة بخلاف الآثار التي تعمل في إطار القانون 119 المتعامل مع الآثار وهي المباني التي مر عليها مائة عام أما نحن فنحرص علي الطابع العام ولذلك فإن المباني تظل ملكًا لأصحابها ويستطيعون إجراء تعديلات داخلية عليها وإعادة توظيفها من الداخل ولو بالكامل، مع المحافظة علي الواجهة الخارجية، لأن سبب تسجيله كتراث هو الفراغ المعماري المحيط به.. لذلك فإن محددات التنسيق الحضاري أقل بكثير من محددات الآثار.
6700 عقار
هل هناك حصر للمباني الصالحة للدخول في اهتمام الجهاز كتراث معماري حتي الآن؟
حصرنا بالفعل علي مستوي الجمهورية 6700 عقار بالقاهرة والمحافظات، وهذا يجعلنا نكتشف أن لدينا ثروة معمارية وعمرانية بكل مكان بالجمهورية، وأؤكد أن عمل الجهاز فني في المقام الأول حيث يقدم الرؤي لجهات تنفيذية أخري، وقد أصبح لدينا الآن الأرشيف القومي للمباني التراثية، وهي قاعدة بيانات لرفع المباني وتسجيلها علي خرائط »‬جي آي إس» أو شبكة المعلومات الجغرافية وتم تسجيل المباني عليها وأماكن تواجدها وإضافة المباني التي خرجت نتيجة أنها آيلة للسقوط أو تعرضت لعوامل أفقدتها آليات التسجيل.
ولكن هناك مناطق كاملة ذات تراث معماري موحد.. فكيف سيتم تسجيلها؟
نهتم أيضًا بتسجيل المناطق ذات الطبيعة العمرانية الواحدة، مثل القاهرة الخديوية، والقاهرة التاريخية والمعادي والزمالك وجاردن سيتي وبورفؤاد وهناك 12 منطقة تم تسجيلها في الإسكندرية.
إستراتيجية الطلاء!
هل تم توفير آليات للتعامل مع قرار الرئيس بطلاء الواجهات للحفاظ علي الشكل الحضاري للعمارة المصرية؟
وضعنا استراتيجية بكل الآليات لتنفيذ قرار الرئيس بطلاء واجهات المباني التي تركت بالطوب الأحمر وأصبحت تؤثر علي الشكل العام للعمران في المدينة، وأرسلناها إلي وزارة التنمية المحلية حتي نناقشها معًا ونعتمد المخرجات التي يجب تنفيذها، خاصة أن القرار يُعيد النضارة والرونق للعمارة المصرية.
وما أهم النقاط التي تم الاتفاق عليها بخصوص توزيعات الألوان؟
التطبيق للألوان بشكل عام نطاق إقليمي، فالجمهورية تضم سبعة أقاليم رئيسية تحتوي علي المحافظات، وكل إقليم به مميزات مشتركة وعناصر بيئية ومناخية متقاربة وهي التي تفرض علينا ألوانًا بعينها تخدم طبيعة كل إقليم، فمثلًا إقليم مدن قناة السويس مع الإسكندرية وهي مدن شاطئية فهذا معناه أنني أتعامل مع الأبيض بدرجاته حتي يصل إلي الذروة بالأزرق أو السماوي، بخلاف المناطق الصحراوية التي يغلب عليها اللون البيج بدرجاته، وهكذا.
خارج التلوين
وهل تخضع المباني الأثرية لهذا التصنيف اللوني.. وما الاستثناءات الأخري؟
لا تخضع المباني الأثرية لهذا التصنيف ولا يوجد بها أي تغيير للألوان ولا تلك المباني المسجلة كتراث، لأنها ثوابت مرتبطة بضوابط أخري، وأيضًا في بعض المحافظات هناك رخص بناء تم منحها باللون الذي طلبته، مثل القري السياحية في شرم الشيخ والبحر الأحمر وشمال سيناء وغيرها، فهذه النماذج خارج التلوين.
ما الجهات التي شاركت في وضع هذا المخطط اللوني؟
شاركت عدة جهات في هذا الأمر مع التنسيق الحضاري كالفنون الجميلة وكلية الهندسة قسم عمارة وجمعية المهندسين المعماريين ورئيس شعبة العمارة بنقابة المهندسين وعدد من المصورين.. وهؤلاء هم من وضعوا الرؤية والسياسة التي أرسلناها إلي التنمية المحلية، ووصينا بضرورة المشاركة المجتمعية في المحافظات حتي يحدث وعي بهذا التغيير وليشارك الجميع فيه.. وهناك اجتماع قريب جدا مع المحافظين لمناقشة آليات هذه الإستراتيجية وطرق تطبيقها، وهناك محافظات بالفعل بدأت عملية الحصر، وسيتم التركيز علي العقارات بالطوب الأحمر التي لم تستكمل حيث ينص القانون 119 للقانون الموحد أن الواجهة جزء من مكونات العقار وبالتالي فإن القانون يلزم صاحب العقار بالانتهاء منه وتشطيبه حتي يكون صالحًا للسكن.
ثقافة الواجهات!
إذن هل ستكون هناك أولوية للتركيز عليها وأوصي الجهاز المحافظات بالبدء بها؟
أوصينا بالبدء بالمباني ذات الطوب الأحمر علي الطرق الرئيسية والمحاور، ثم ندخل علي الطرق الفرعية، ثم بعد الانتهاء من المباني ذات الطوب الأحمر علي تلك الطرق نبدأ دراسة علاقة الألوان التي طرحناها بالمباني الموجودة بالفعل، ودعم ثقافة الاهتمام بالواجهات لأن القانون ينص علي تجديد الواجهة كل عشر سنوات وإلا ستكون المدينة »‬شايخة» ومنظرها غير لائق، وأشير إلي أن بعض الناس قام بالتشطيب بالرخام أو الحجر وهذه خامات طبيعية فلا يصح أن أقول له ادهنها لأن ذلك يضر بها وبالتالي ستتركها كما هي، فهناك مرونة كبيرة في هذا الأمر، كما أن هناك مرونة في درجات الألوان لنعطي المساحة للمعماريين للتنسيق وحتي لا توجد كتل ضخمة ذات لون واحد، لأن مصر ذات تنوع في ارتفاعات المباني وهو ما يتطلب حساسية شديدة في التعامل مع اللون.
هل تم الاتفاق علي منطقة بعينها ينطلق منها المشروع؟
كانت المحافظة قد أعلنت عن البدء بطريق المطار عند النزهة وأنا أعتقد أن هذا واجب المحافظات فمهمتي فقط وضع رؤية وآلية ومسئوليتهم الحصر علي الواقع واتخاذ القرارات المناسبة وأعتقد أن طريق المتحف الكبير مهم جدا أيضًا وقد وضعنا رؤيتنا فيه، لأنه يجب أن يكون ممهدًا لأهمية هذا المشروع تاريخيا وحضاريا واقتراب افتتاحه.
هناك تراجع كبير في جماليات الميادين المصرية.. هل لديكم رؤية لإعادة وجهها الحضاري؟
بدأنا بالفعل منذ فترة في توفير آلية للتعامل مع الفراغ العام، فلا يصح أن يتخذ البعض قرارًا بوضع تمثال في أي مكان دون الرجوع للمتخصصين ومن ثم نجد تمثالًا مشوهًا لنفرتيتي وآخر لعرابي في حين أن مصر بلد النحت، وفي العالم كله يتم الاهتمام بتماثيل الميادين احترامًا للشخصية المطلوب إبرازها بشكل يتناسب مع الفراغ العام، وعندنا للأسف وضع البعض أعمالًا لا تليق بالشخصيات وآخرون قاموا بالتعامل السيئ مع تماثيل بحالة جيدة فكان تأثيرهم سلبيا جدا.
لجنة التماثيل
وكيف تمت مواجهة هذه العشوائية؟
صدر قرار من مجلس الوزراء مع الدكتورة إيناس عبدالدايم وزير الثقافة بعدم وضع أي تمثال بالمحافظات إلا بعد الرجوع للجنة المختصة التي قام بتشكيلها لهذا الغرض من كل من رئيس قطاع الفنون التشكيلية ومن وزارة الآثار وخاصة إدارة الترميم وعميد كلية الفنون الجميلة ورئيس قسم النحت ورئيس التنسيق الحضاري وعدد من الخبراء..
ولابد من عرض الأعمال الفنية علي هذه اللجنة قبل عرضها في الميادين.
وماذا عن معالجة التماثيل القائمة بالفعل؟
هناك بالفعل نماذج لذلك مثل تمثال الخديو توفيق في بورسعيد وتمثال الفلاحة في طريق الهرم، تم التعامل معهما بطريقة غير حرفية، ولذلك قمنا في اللجنة بوضع أسس ومعايير ترميم وصيانة الأعمال الفنية في الفراغ العام، وبالتفصيل وخطوة بخطوة لكيفية صيانة تمثال من البرونز أو الحجر.. ومن هنا فكرنا في إنشاء قاعدة بيانات في كل محافظة عن الأعمال الفنية الموجودة بها وتوضيح مكانها بالضبط حتي لا تصبح الأمور عشوائية، وأرسلنا هذه الخرائط وهذا الحصر إلي المحافظات، حتي تكون لدي إدارة الفنون التشكيلية قاعدة بيانات بالأعمال الموجودة وتاريخها واسم الفنان وعام التشكيل والخامة المستخدمة في كل محافظة وقمنا كذلك باجتماعات مع الكليات الفنية لإشراكهم بالحصر والتوثيق لأعمال محافظاتهم.
38 ميدانا
وماذا قدم جهاز التنسيق الحضاري لإعادة تخطيط الميادين بصورة أشمل؟
الجهاز قدم بالفعل إعادة رؤية 38 ميدانًا بالجمهورية، سواء من الناحية الجمالية أو الإضاءة أو التماثيل الموجودة أو مسارات المشاة وكل هذه التصميمات والرسومات أرسلتها للمحافظات، وعلي المحافظات أن تضع خطة تنفيذية بحسب الميزانية المتاحة لكل محافظة وطبيعة الأعمال الموجودة هناك، ولدينا مثال: ميدان الكيت كات قمنا بتخطيطة جماليا ولكن أعمال مترو الأنفاق تمنع المحافظة من التنفيذ الآن.. والحقيقة أننا نحتاج إلي وعي مجتمعي بأهمية هذه الأعمال الفنية، والغريب أن تمثال الفلاحة مثلًا ثم تشويهه بعد 48 ساعة فقط من إعادة صيانته.
لماذا لا تستخدمون حق الضبطية القضائية الممنوحة لكم في مواجهة مثل هذا التشويه؟
الضبطية القضائية لمن يدمر أو يهدم المباني التراثية، ومهمة حماية تماثيل الميادين خاصة بالأحياء..
والجهاز حرر بالفعل 400 مخالفة في أنحاء الجمهورية حتي الآن، معظمها في القاهرة والإسكندرية وبورسعيد بسبب التعدي علي المباني ذات القيمة وتم تقديمها إلي النيابة وإحالة المخالفين إلي المحاكمات..
ومهمة الجهاز توفير الدعم الفني من خلال المتخصصين والخبراء مع الضوابط لأشكال الحماية والارتفاعات والألوان والأنشطة والبروزات..
وهذه الاشتراطات الخاصة التي نضعها أصبحت الآن ملزمة تمامًا كالقانون 119 لأنها معتمدة من المجلس الأعلي للتخطيط والتنمية العمرانية الذي يرأسه رئيس الوزراء..
ولذلك فإنه لا يستطيع أي مواطن الحصول علي رخصة للبناء في الأماكن ذات الطابع التراثي دون الرجوع إلي الجهاز الذي ينتدب لجنة من الحماية التراثية لوضع تقرير بالحالة وعلي أساسه تتم الموافقة علي البناء أم لا.
عاش هنا
إلي أين وصلتم في المشروع الحضاري الثقافي »‬عاش هنا» وما الطموحات التي تتطلعون إلي تحقيقها؟
قمنا بتسجيل 200 بيت حتي الآن في القاهرة والجيزة والإسكندرية.. وأريد أن أوضح أن فكرة عاش هنا كانت للكاتب الكبير كامل زهيري وقت أن كان مديرًا لمكتبة القاهرة وطرح الفكرة عليَّ حين كنت مديرًا لصندوق التنمية الثقافية، ثم استكمل الفكرة الروائي الكبير جمال الغيطاني حين طلب تسجيل المسارات المحفوظية في السكرية وبين القصرين، وهذه الفكرة مطبقة في الدول الغربية بطرق أخري..
وأساسيات التسجيل عندنا أن يكون المنزل ذا طابع معماري تراثي ثم يكون مرتبطًا بأحد الأعلام المصريين، وبالتعاون مع مركز معلومات مجلس الوزراء الذي أنشأ موقعا يضم كل المعلومات عن هذه الشخصيات التي تم تسجيلها من خلال برنامج الكيو آر..
وأطمح لإنشاء مسار سياحي ثقافي من خلال هذا المشروع الذي يجد صدي واسعًا بالعالم العربي، خاصة أن لدينا عدة مناطق تضم الكثير من الشخصيات المهمة الذين عاشوا بها، وهذا التوجه يسهم في الحفاظ علي ذاكرة الوطن..
والمشروع ممتد إلي باقي المحافظات بهدف تحويله إلي نوع من السياحة الثقافية.
حكاية شارع
لديكم مشروع آخر بدأنا نري لافتاته اسمه »‬حكاية شارع».. كم شارعًا تم التعريف به حتي الآن؟
بدأنا في وسط البلد بالقاهرة وأقمنا لافتات تعريفية بأسماء 6 شوارع، ونعمل الآن علي إنتاج مجموعات أخري من اللافتات لأنها جزء من الذاكرة ومن المهم أن يتعرف المواطنون علي هؤلاء الأعلام..
والمشروع مستمر وسينتقل إلي مناطق ومحافظات أخري.
كيف تعامل الجهاز مع خروج حديقة الحيوان من التصنيف العالمي؟
منذ وقت قريب تم تسجيل حديقة الحيوان والأورمان في قوائم التراث..
وضعنا مشروعًا لتوثيق الحدائق التراثية، لأن لدينا مجموعة من الحدائق التراثية المهمة وجعلنا مهمتنا وضع النموذج الأول لإعادة هذه الحدائق كما كانت عليه ولدينا لجنة عالمية برئاسة المهندس العالمي ماهر ستيو وهو أحد كبار المصممين للحدائق ومؤسس الأزهر بارك..
واشتغلنا علي حدائق القناطر الخيرية وحديقة الأزبكية التي هجمت عليها المباني بشكل كبير والمتبقي منها 6 أفدنة فقط، ولكن اللجنة القومية للحفاظ علي القاهرة التراثية أقامت أكثر من اجتماع برئاسة المهندس شريف إسماعيل لمناقشة كيفية إعادة الحديقة بسور الأزبكية مرة أخري بعد انتهاء أعمال المترو، خاصة أن لدينا التوثيق الكامل لها ورسوماتها الأصلية وأنواع النباتات التي كانت مزروعة فيها، وكذلك النافورة التراثية، ولدينا مشروع لرفع كفاءة نادي الشيش، وستكون هذه الحديقة نموذجًا للتعامل مع الحدائق التراثية.
ما أهم المشكلات التي تعوق ترميم قرية حسن فتحي بالأقصر؟
القرية تعرضت لتدهور شديد علي فترات كبيرة، ومن أجل وقف كل هذه التدهورات كان لابد من تسجيل ما تبقي من مباني القرية بعد الهجوم عليها من الطوب الأحمر والألوان غير المتناسقة معها، وكان دور الجهاز وضع ضوابط بمنع البناء في هذه المنطقة إلا بعد الرجوع إلينا وصدر قرار بالفعل من مجلس الوزراء بحماية مجموعة المباني المتبقية من القرية..
كما أبدي اليونسكو رغبته في الدعم من خلال ترميم المباني والمسجد والخان والمسرح، وبدأنا في التنفيذ ولكن بعض الدراسات أجبرتنا علي التوقف لمناقشة السبب الذي يؤدي إلي عودة الشروخ والترييحات بالجدران بعد كل ترميم، ويبدو أن المشكلة ليست في الطوب أو الخامة فقط بل هناك مؤثرات خارجية قد تكون مناسيب مياه جوفية أو السدة الشتوية تتسبب في ذلك، وتم تكليف مركز بحوث البناء بدراسة الخامات وتحليلها.
توثيق المقابر التاريخية
هل لديكم توجه لتوثيق عدد من المقابر التاريخية بالقاهرة؟
قمنا بتسجيل مجموعة من المقابر المملوكية وتم حصر وتسجيل 68 مقبرة حتي الآن واللجان لا تزال تعمل علي تسجيل مجموعات أخري من المقابر التي تضم مفردات معمارية تراثية وأشهر المقابر التي تم تسجيلها كانت مقبرة عبد الرحمن الكواكبي بترب الغفير.
هل كان للتنسيق الحضاري دور في دعم مشروعات المباني الحديثة في العاصمة الإدارية والمدن الجديدة؟
شاركنا بشكل رئيسي وكانت مبادرة جديدة من شركة العاصمة الإدارية ويجب أن نعي أن مجموعة كبيرة من المباني بالعاصمة القديمة سيتم تفريغها من الموظفين مما يسمح لنا بإعادة استثمارها بحسب فرادتها وطبيعتها المعمارية..
بالإضافة إلي التعامل مع العاصمة الإدارية بحسب تكنولوجياتها الحديثة وأنشأنا مسابقة لأول مرة بالاتفاق مع شركة العاصمة الإدارية للتعامل مع كل الفراغات بالشوارع من الميادين ومواقف الأتوبيسات وسلات القمامة والمساحات الخضراء، والإعلانات والإي تي إم، وغيرها..
وحدث إقبال كبير من المعماريين الشباب والزراعيين والتخطيط، وهي تجربة رائدة للتعاون لتخرج المسابقة بصورة مميزة جدا.
كيف يعمل الجهاز علي توسيع رؤيته بمجال التدريب؟
استقدمنا خبراء من اليابان والصين وجورجيا لإقامة ورش عمل لتبادل الخبرات والاطلاع علي أحدث الوسائل لتحويل المباني التراثية إلي كيانات اقتصادية مع المحافظة عليها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.