ملح «قارون» يصدر لدول أوروبا وآسيا والخليج

أكبر مصنع بالشرق الأوسط لاستخراج الأملاح بطاقة 50 ألف طن سنوياً

خطوط انتاج الملح بمصنع الفيوم
تعد محافظة الفيوم من المحافظات الرائدة في إنشاء مصانع استخراج الأملاح ولعل آخرها افتتاح أول مصنع لإنتاج الفاكيوم عالي النقاء والملح الطبي ضمن مجموعة مصانع الشركة الحكومية المصرية لاستخراج الأملاح من بحيرة قارون، لنقضي تمامًا علي أسطورة الاستيراد خاصة بعد الأزمة الأخيرة التي ظهرت في الأفق من نقص المحاليل الطبية في المستشفيات، ومن هنا جاءت الفكرة، ليعد هذا المصنع أحد المشروعات العملاقة الناتجة عن تكاتف مختلف القوي المجتمعية ويعمل علي إنتاج الملح النقي والملح الطبي وأنشئ لهدف بيئي في المقام الأول من خلال استخراج الأملاح من بحيرة قارون مما يحافظ علي الحياة المائية بالبحيرة، ليس هذا فحسب بل تعتزم الشركة والمحافظة لإنشاء مصنع جديد لاستخلاص الأملاح من بحيرة قارون علي مساحة 4 آلاف فدان بالساحل الشمالي للبحيرة لإنتاج الأملاح التي يتم استيرادها من الخارج بملايين الجنيهات سنويًا، حتي نحقق الاكتفاء الذاتي بل ونقوم بالتصدير إلي الخارج، كل هذا يتم علي أرض محافظة الفيوم، التي اختصت بالمصنع الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط لإنتاج الملح الطبي.
يقول الدكتور عبد اللطيف الكردي، رئيس مجلس إدارة الشركة، أنها أنشئت عام 1984 لاستخلاص الأملاح من بحيرة قارون، مشيرًا إلي أن البحيرة تستقبل سنويًا 400 مليون متر مكعب من مياه الصرف الزراعي الناتج عن ري الأراضي الزراعية بالمحافظة، وأن إلي بحيرة التي تبلغ مساحتها 55 ألف فدان عانت في السنوات الأخيرة من ارتفاع نسبة الملوحة نتيجة البخر، وكادت هذه الأملاح أن تقضي تمامًا علي البحيرة وتجعلها مثل البحر الميت، ومن هنا جاءت فكرة إنشاء الشركة الحكومية »أميسال»‬، بعد أن اجمعت كل الدراسات العالمية والمحلية علي ضرورة استخلاص الأملاح من البحيرة والمحافظة علي المعدل الطبيعي لنسبة الأملاح والبالغة 35 جراما في اللتر، وتمخضت كل هذه الدراسات عن إنشاء الشركة المصرية للأملاح والمعادن برأس مال يصل إلي 110 ملايين جنيه وهي أموال حكومية 100%، وتشارك محافظة الفيوم برأس مال 5%.
وفي عام 1984تم إنشاء مصنع لاستخلاص كبريتات الصوديوم بطاقة إنتاجية 120 ألف طن سنويًا وتستخدم في المنظفات الصناعية والأدوية والزجاج وصناعات عديدة، وقبل تواجد الشركة كانت مصر تستورد هذه الأملاح من الخارج، وبعد إنشاء الشركة اكتفينا ذاتيًا بالإضافة إلي تشغيل العمالة، وبعدها تم إنشاء مصنع كلوريد الصوديوم في عام 2002 وبدأ بطاقة إنتاجية 150 ألف طن سنويًا نصفها للاستخدام الصناعي والنصف الأخر للاستخدام الآدمي، تلاه إنشاء مصنع إنتاج كلوريد الصوديوم والفاكيوم العالي النقاوة وكبريتات الماغنسيوم بطاقة 20 ألف طن سنويا وكلوريد الصوديوم بطاقة 50 ألف طن سنويًا، والمصنع الأخر أنشئ لتوسعات الفاكيوم بطاقة 50 ألف طن سنويًا لإنتاج ملح للاستخدامات الطبية لأول مرة في مصر والشرق الأوسط بطاقة أولية 15 ألف طن سنويًا، لافتا إلي أن جميع إنتاج الشركة ينتج لأول مرة ما عدا كلوريد الصوديوم الطبيعي »‬ملح الطعام»، أما كبريتات الصوديوم والماغنسيوم والملح الطبي فهي تنتج لأول مرة منها جزء لتغطية السوق المحلي والآخر للتصدير، موضحًا أنه يتم التصدير للعديد من الدول منها السعودية والأردن ولبنان وألمانيا والبرتغال وروسيا.
وأفاد أن مصنع الفاكيوم عالي النقاوة والملح الطبي يأتي ضمن مشروع حماية البيئة من خلال إعادة تدوير المخلفات السائلة والصلبة لإنتاج الملح عالي النقاوة، موضحاً أن الطاقة الإنتاجية للمصنع الجديد تبلغ 50ألف طن سنوياً من أملاح الفاكيوم وأملاح الماغنسيوم اللامائية، و15 ألف طن من الملح الطبي ذي المواصفات القياسية العالمية والذي يدخل في العديد من الاستخدامات الطبية، ويقوم المصنع بتدوير حوالي 475 ألف م3سنويًا، وهو نموذج جديد لنجاحات الشركة في جميع أنحاء مصر وتم إنشاؤه بتكلفة إجمالية قاربت علي ال 100 مليون جنيه.
وأشار إلي أن لدي مصر مليارات الأطنان من الأملاح وفائضاً يكفينا لعقود زمنية كبيرة وهو حق للأجيال القادمة باعتباره ثروة موجودة علي أرض مصر لأنه ملح متجدد »‬كلوريد الصوديوم»، وأشار إلي أن الشركة تنتج ملح كبريتات الصوديوم والذي يتم استخدامه كمادة مكونة للمنظفات والزجاج، وكربونات الصوديوم وتدخل في المنظفات وصناعة الزجاج وهي مادة استراتيجية تدخل في صناعات عديدة، وهيدروكسيد الصوديوم ويستخرج منه كلور تعقيم المياه والصودا الكاوية، بالإضافة إلي أن الشركة وفرت 3 آلاف فرصة عمله مباشرة وغير مباشرة معظمهم من أبناء الفيوم.
وتابع أن مصر استوردت خلال الثلاث سنوات الأخيرة مجموعة أملاح عدا ملح الطعام بمليارات الجنيهات، علي الرغم من أن مصر تمتلك ثروة كبيرة من ملح كلوريد الصوديوم وهو مادة خام ل 14 ألف صناعة، وأن هذه الثروة من الممكن أن تبني عليها نهضة صناعية كبيرة، مشيرا إلي أن الشركة وفرت عدداً كبيراً من الأنواع التي يتم استيرادها من الخارج ومنها كبريتات الصوديوم التي كان يتم استيرادها بملايين الدولارات وكنا نستورد كبريتات الصوديوم بما يقرب من 50 ألف طن سنويًا بسعر 2000 جنيه للطن ما يعني أننا نستورد هذا النوع بمليار جنيه سنويًا وتم وقف استيراده بعدما أنتجته الشركة عام 1994، بالإضافة إلي وقف استيراد ملح الفاكيوم وكلوريد الصوديوم وكبريتات الماغنسيوم، بعدما زاد المخطط الاستراتيجي للشركة باستخلاص 500 ألف طن سنويًا وهي الكمية الواردة من الملح إلي بحيرة قارون، وتم تصميم الشركة علي هذا الاساس.
وأوضح رئيس مجلس الإدارة أنه تم توقيع بروتوكول تعاون بين محافظة الفيوم وجهاز مشروعات الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة بالإضافة إلي شركة تكنولوجيا المياه، لإنشاء مصنع علي مساحة 6 آلاف فدان في الساحل الشمالي، وتم عمل الدراسات والتجارب الفنية لتأكيد الجدوي الاقتصادية لهذا المشروع وبدأنا في إنشاء محطة تجريبية لتجربة التكنولوجيا الجديدة التي سيتم استخدامها في الصناعة وتعتمد علي نظرية جديدة لتركيز المحلول »‬البخر» بطريقة أخري أكثر تقنية، حتي يتضاعف إنتاج مما سيحقق عائدا اقتصاديا بالإضافة إلي آلاف فرص العمل التي سيوفرها المصنع، والذي من المتوقع أن تكون طاقته الإنتاجية 600 ألف طن سنويًا.
وأكد عدد من العمال بالشركة من بينهم محمد سعيد وأحمد خميس وسيد إسماعيل، أنهم يعملون بالشركة منذ أكثر من 10 سنوات، وأن الشركة وفرت لهم كافة وسائل الأمان.
وأكد المحافظ اللواء عصام سعد إبراهيم أنه ويتم تصدير أنواع أخري لدول عديدة ما يعني أن الفيوم رائدة في هذا المجال.