رئيس الوزراء خلال مشاركته في فعاليات مؤتمر دافوس الاقتصادى أكد د. مصطفي مدبولي رئيس مجلس الوزراء وزير الإسكان حرص الحكومة علي استمرار النجاح الذي حققه برنامج الإصلاح الاقتصادي، حفاظا علي قوة الدفع التي ولدها تنفيذه، وأشار الي استمرار تلقي الدعم الفني من صندوق النقد الدولي بعد انتهاء البرنامج. جاء ذلك خلال لقاء د. مدبولي مع ديفيد ليبتون النائب الأول لمدير عام الصندوق خلال فعاليات اليوم الثاني لمؤتمر دافوس الاقتصادي، وأكد رئيس الوزراء تقدير الرئيس عبدالفتاح السيسي للتعاون القائم مع الصندوق وما تحقيقه من نجاحات استفاد منها الاقتصاد المصري، وأصبح في وضع تنافسي متميز جاذب للاستثمارات. من جانبه أشاد ليبتون بما حققته مصر من تقدم في تنفيذ برنامج الاصلاح وأضاف أن ذلك يحظي بتقدير الصندوق ويعبر عن إرادة سياسية لها رؤية وحريصة علي المضي قدما في جهود بناء اقتصاد قوي وتنافسي. وقد شارك رئيس الوزراء أمس في جلسة عمل حول تنفيذ أجندة افريقيا في السياق العالمي بحضور الرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي ورئيس أوغندا وجنوب افريقيا ورئيس وزراء تونس ود. سحر نصر وزيرة الاستثمار والمهندس عمرو نصار وزير التجارة والصناعة والسفير علاء يوسف مندوب مصر الدائم لدي الأممالمتحدة بجنيف. وناقش الحضور القضايا التي تشغل القارة خلال العقود القادمة وقد اختارت إدارة المنتدي د. مدبولي ليلقي الكلمة الختامية التي تلخص محاور النقاش. وفي بداية كلمته نقل رئيس الوزراء تحيات الرئيس السيسي للقادة الأفارقة وتطلعه للتعاون معهم خلال رئاسة مصر للاتحاد بما يعود بالنفع علي كل شعوب القارة.. ووجه مدبولي الشكر للرئيس كاجامي علي قيادته للعمل الإفريقي خلال الفترة الماضية، التي شهدت إقرار عدة إصلاحات مالية ومؤسسية لهياكل الاتحاد الإفريقي، وأكد أن مصر ستسعي للبناء علي ما تحقق من إصلاحات خلال قيادتها للاتحاد اعتباراً من الشهر القادم.. وأضاف أن تحسن الأوضاع الاقتصادية يجلب الاستقرار لدول القارة والمناطق التي تعاني خطر القلاقل والاضطرابات الاجتماعية، ومن ثم يجب العمل علي تعزيز أجندة إفريقيا فيما يخص التنمية الاقتصادية، وشدد علي ضرورة تفعيل اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية، من أجل زيادة حركة التجارة البينية بما ينعكس بشكل إيجابيّ علي حركة الانتاج والتوظيف. وأكد مدبولي علي أهمية أن تضع دول القارة نُصب أعينها العمل من الآن علي تنفيذ أجندة إفريقيا 2063، وعدم الانتظار اعتقاداً بأن الوقت لا يزال طويلاً؛ لأن تنفيذ مثل هذا النوع من الأجندات القارية الطموح يتطلب العمل بشكل فوريّ ومتصل حتي تتحقق نتائج إيجابية.. وأضاف أنه من المهم أن نعمل بالتوازي مع ذلك، علي إيجاد حلولٍ للنزاعات المسلحة في القارة، وأوضح أن مصر سوف تُولي هذا الموضوع أهمية قصوي في إطار مبادرة »إسكات البنادق». وأشار رئيس الوزراء إلي أهمية تعزير الاستثمارات في مجال البنية التحتية بالقارة، وخاصة في مجال الطرق والسكك الحديدية وغيرها من وسائل النقل، من أجل تحقيق التواصل الجغرافي بين دول القارة، بما يسهم في تيسير حركة نقل السلع والأفراد. وتطرّق لملف الثورة التكنولوجية وما يطلق عليه الثورة الصناعية الرابعة وتأثيرها علي اقتصاديات القارة؛ حيث أشار إلي أنه بالرغم من تطلعنا إلي تعزيز دور التكنولوجيا في كل القطاعات بالقارة الإفريقية، فإننا يجب أن نفكر في كيفية تلافي التأثيرات السلبية لبعض النواحي التكنولوجية علي فرص العمل والتوظيف، حيث يترتب علي إحلال التكنولوجيا تقليص في أعداد العمالة، وهو الأمر الذي لا يتناسب مع وضع افريقيا بما لديها من وفرة في القوة العاملة وتحتاج زيادة الاستثمارات في المجالات كثيفة الأيدي العاملة. واختتم رئيس الوزراء كلمته، بالإشارة إلي مبادرة الرئيس السيسي لتوفير الدعم والرعاية لعشرة آلاف مُطور ألعاب وتطبيقات إلكترونية من مصر والقارة، في إطار المبادرات المصرية لتعزيز وبناء القدرات لدي الدول الإفريقية الشقيقة، وهو ما لاقي ترحيباً شديداً من جانب الحضور. وعلي هامش المنتدي التقي د. مدبولي نظيره التونسي يوسف الشاهد لبحث مجالات التعاون المشترك حيث أكد رئيس الوزراء علي الروابط التاريخية والأخوية التي تربط الشعبين وأعرب عن تمنياته للحكومة التونسية بالتوفيق في مهنها.. كما التقي مع هولين زاو أمين عام الاتحاد الدولي للاتصالات حيث تم بحث الاستعدادات للمؤتمر الدولي للاتصالات الراديوية المقرر عقده نهاية العام في مصر، ويتوقع ان يحضره 3 آلاف مشارك. كما التقي رئيس الوزراء، مع الرئيس التنفيذي لشركة أوبر وطلب مدبولي قيام شركة أوبر بتوفير خطوط أتوبيس أوبر لنقل الركاب الي العاصمة الإدارية الجديدة. واجتمع رئيس الوزراء مع وزير التخطيط السعودي لبحث التعاون المشترك كما التقي رئيس شركة بروكتر اند جامبل وأعرب رئيس الشركة عن سعادتهم بالاستثمار في مصر. من جانب آخر شاركت د. سحر نصر في مائدة مستديرة رفيعة المستوي حول اتجاهات الاستثمارات العالمية، نظمها مؤتمر الأممالمتحدة للتجارة والتنمية »الأنكتاد» علي هامش المنتدي الاقتصادي وناقشت المائدة وضع حلول لانخفاض الاستثمار الاجنبي المباشر عالميا، بعد انخفاضه العام الماضي بنسبة 19٪ ليسجل أدني مستوياته منذ عام 2004 بينما شهدت مصر أعلي نسبة ارتفاع لتدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة في افريقيا، حيث بلغت 7٬9 مليار دولار بنسبة 7٪.